إدانات دولية لمجزرة التريمسة

الجنرال مود يرفع تقريرا لمجلس الأمن عن استخدام المدفعية الثقيلة والمروحيات في قصف البلدة

أطفال يرفعون شعارات ضد مجزرة التريمسة أثناء مظاهرات شهدتها أمس عمودا (التنسيقيات بالداخل)
TT

أكد رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال روبرت مود استعداد فريقه من المراقبين الدوليين في محافظة حماه للذهاب إلى بلدة التريمسة لمعاينة الاشتباكات التي وقعت واستخدمت فيها المدفعية والمروحيات، وراح ضحيتها أكثر من 200 شخص.

وقال الجنرال مود في مؤتمر صحافي بدمشق أمس استعداد فريق المراقبين للذهاب إلى منطقة التريمسة والتحقق من استمرار القتال فيها، ونوعيات الوحدات المشاركة من مدفعيات وطائرات هليكوبتر، مشترطا أن يكون هناك وقف فعال وله مصداقية لإطلاق النار، وقال «إن بعثة المراقبين على أهبة الاستعداد للذهاب إلى هناك والتحقق من الوقائع عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار له مصداقية».

وطالب مود مجلس الأمن القيام بخطوات فعالة، وقال «نحن الآن بحاجة إلى قيادة حقيقية وفعالة من مجلس الأمن، ويجب على مجلس الأمن التوحد لوضع خطة تلبي طموحات الشعب السوري، وتكون مقبولة من قبل الطرفين، ويجب أن تكون الحكومة السورية والمعارضة على استعداد لتقديم تنازلات، والجلوس على طاولة المفاوضات». وأضاف «إذا حدث هذا فإن وجود بعثة المراقبين يمكن أن يسهم في تحسين الوضع على الأرض وتسهيل مزيد من الحوار».

ومن جهته، قال المبعوث الدولي لسوريا كوفي أنان «لقد صدمت وروعت من الأخبار الواردة من قرية التريمسة بالقرب من حماه عن القتال العنيف والخسائر الكبيرة واستخدام الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر، وهذا يشكل انتهاكا لتعهد الحكومة بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية، والتزامها بخطة السلام المكونة من ست نقاط».

من جانبها، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش السلطات السورية باستخدام الأسلحة العنقودية في قصفها لمناطق المعارضة. واعتمدت المنظمة في اتهامها على ما بثه الناشطون السوريون من مقاطع فيديو تظهر بقايا لذخائر عنقودية.

وطالبت فرنسا مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو «باريس قلقة للغاية من التقارير عن مجزرة جديدة ارتكبتها القوات السورية في بلدة التريسمة بمحافظة حماه، باستخدام الدبابات والطائرات المروحية لقصف المدنيين، وهذه الجريمة إذا تأكد حدوثها فإنها تظهر تهمة القتل المتهور التي يرتكبها نظام بشار الأسد، وتدل على الحاجة الملحة لاتخاذ قرارات قوية من جانب مجلس الأمن».

من جهتها دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لمحاسبة منفذي «المجزرة»، ولوقف فوري لإطلاق النار داخل حماه السورية والسماح بدخول المراقبين الدوليين.

من جانبه، قال البيت الأبيض إن الفظائع التي ترتكبها قوات الرئيس بشار الأسد تقضي على أي شكوك في ضرورة توحيد المجتمع الدولي لاستجابة منسقة في الأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، للصحافيين، على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، إن «تكرار أعمال العنف ضد الشعب السوري يثبت أن الأسد فقد شرعيته لقيادة سوريا». وأضاف «الفظائع التي ترتكبها قوات الرئيس الأسد تقضي على أي شك في ضرورة وجود استجابة دولية منسقة في الأمم المتحدة».

كما أدان وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرس، في بيان صدر ببروكسل، إنه شعر بالحزن العميق بعد أن أحيط علما بالهجوم الذي وقع على قرية التريمسة السورية، وأسفر عن وقوع أكثر من 200 ضحية، وبالتالي يكون هو أكثر الحوادث دموية منذ بدء الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد قبل ثمانية عشر شهرا. ومن خلال البيان، أدان الوزير بأشد العبارات، هذا الحادث الذي وصفه بالهمجي، وأضاف أن «هذا الحادث المأساوي يظهر أن هناك ضرورة للعمل بشكل عاجل لممارسة ضغوط إضافية على النظام السوري من أجل وقف العنف، ولهذا فإن قرارا من مجلس الأمن يعيد الحياة لخطة أنان ببنودها الست وبالتزامن مع العقوبات، يعتبر أمرا ضروريا كخطوة قادمة، كما يجب على الدول التي تساند سوريا وهي روسيا والصين، ألا تعرقل صدور أي قرار واضح يصدر في هذا الصدد». وأقرت الحكومة البلجيكية أمس الجمعة مساعدات مالية قدرها 600 ألف يورو لصالح اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان.

ومن جهتها، نددت منظمة التعاون الإسلامي أمس الجمعة بحدة بـ«مجزرة» التريمسة في سوريا، داعية مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لوقف حمام الدم في البلاد. وأكد أمين عام المنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان أنه يدين «بشدة المجزرة الشنيعة التي جرت في بلدة التريمسة بريف حماه بسوريا بتاريخ 12 يوليو (تموز) 2012، والتي أسفرت عن المئات من القتلى والجرحى من المدنيين العزل». كما ندد «بتواصل عمليات القتل والمجازر التي تستهدف الشعب السوري خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك» الذي يبدأ نحو 20 يوليو بحسب البيان، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن إدانتها للمذبحة التي راح ضحيتها ما يقرب من مائة من المدنيين السوريين في قرية التريمسة في ضواحي حماه. وقال ألكسندر لوكاشينكو، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو تعرب عن تضامنها مع الشعب السوري وتنادي بسرعة وقف إراقة الدماء والعنف المسلح ضد المدنيين من جانب كل الأطراف. وإذ قالت الخارجية الروسية إنها لا تستبق نتائج التحقيقات في هذه الجريمة.