المرزوقي: «النهضة» لا تحكم تونس وحدها.. ولسنا مهددين بالتطرف الإسلامي

قال: لم أبع نفسي للشيطان.. وتجربة تونس فريدة عربيا في تفادي المواجهة الآيديولوجية

الرئيس التونسي منصف المرزوقي
TT

أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن بلاده غير مهددة بالتطرف الإسلامي، موضحا أن حركة النهضة الإسلامية لا تحكم البلاد وحدها، وإنما تتقاسم السلطة مع أحزاب وسط اليسار.

وأشار المرزوقي الذي يتوجه إلى فرنسا من 17 إلى 19 يوليو (تموز) إلى أن زيارته تهدف إلى «مسح» التوتر، باعتبار أنه كان لفرنسا موقف ملتبس خلال الثورة التي أسقطت نظام بن علي. وقال إنه منذ وصول فرنسوا هولاند إلى الرئاسة أصبحت «الأجواء المعنوية أفضل».

وبخصوص الخطر الإسلامي في تونس اعتبر المرزوقي أن السلفية «ضارة لكنها ليست بالقوة التي يمكن أن تشكل خطرا على الجمهورية».

وتابع: «عندما أراد السلفيون تفجير الوضع بحجة الإساءة إلى الدين، لم يتمكنوا وتراجعوا لأنهم فهموا أن كل القوى الأمنية مستعدة تماما لضربة قوية».

وكان الرئيس المرزوقي المعارض التاريخي لبن علي يشير إلى الهجوم على معرض فني في يونيو (حزيران) تحول إلى احتجاجات أدت إلى فرض حظر التجول.

وبحسبه، فإن الأمر يتعلق أولا وقبل كل شيء بـ«شباب من أفقر الناس في المجتمع، والبؤس هو الذي يتسبب في مثل هذه التصرفات».

وشدد المرزوقي على أن تونس غير محكومة من طرف حركة النهضة الإسلامية المتحالفة مع حزبي التكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية لرئيس الدولة.

وأوضح أن «القول إن تونس يحكمها إسلاميون انحراف. فتونس يديرها ائتلاف حكومي يملك فيه الشركاء العلمانيون نفس ثقل الشركاء الإسلاميين».

وأكد أن قادة «النهضة أناس أدخلناهم نوعا ما في الديمقراطية في سنوات 1980 و1990» واصفا الحركة بأنها تعادل «الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا».

واعتبر كثير من المحللين أن هذا الائتلاف غير عادل وتسيطر عليه النهضة، كما تخشى المعارضة من انزلاق نحو الهيمنة الإسلامية على الرغم من التأكيد المتواصل للنهضة بأنها مع النظام الجمهوري.

وكرر الرئيس التونسي أكثر من مرة أنه «لم يبع نفسه للشيطان»، مرحبا «بتجربة فريدة في العالم العربي لتفادي المواجهة الآيديولوجية».

وذكر أن النهضة أعادت التأكيد على احترام حقوق الإنسان والمرأة والحريات، بعد أزمة يونيو (حزيران) التي اندلعت بعد قرار رئيس الوزراء الإسلامي حمادي الجبالي تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق المحمدي البغدادي إلى طرابلس دون موافقة رئاسة الجمهورية.

وقال: «كاد هذا الائتلاف ينفجر بسبب عدم احترام أحد أهم بنود الاتفاق: عدم المساس بحقوق الإنسان» مشيرا إلى أنه «وضع استقالته على المحك». وأكد قائلا: «تلقيت كل أنواع الضمانات من طرف النهضة ومن رئيس الحكومة».

وفي الوقت الذي توجه فيه اتهامات للحكومة بالرغبة في التحكم في الإعلام، نفى الرئيس هذه الاتهامات ووصفها بأنها «دليل على سوء النية».

وقال: «لم تشهد الصحافة خلال تاريخ تونس الطويل حرية أكبر من التي تعيشها اليوم».

وتابع: «الحكومة تتعرض يوميا للتهجم والإساءة، وهذه الانتقادات دليل على أن تونس دولة ديمقراطية بحق، وحتى الشتائم ضد رئيس الجمهورية وخصوصا على الإنترنت مؤشر جيد».

وأضاف: «حتى وإن كانت الرسوم الكاريكاتيرية غير حقيقية في بعض الأحيان إلا أني أفرح أن يتم رسمي؛ لأن هذا يدل على أننا لم نصبح نظاما ديكتاتوريا».

وفي المجال المؤسساتي قال الرئيس التونسي إنه متأكد من إيجاد توافق حول الدستور المقبل لتنظيم انتخابات في ربيع 2013.

وبينما تريد حركة النهضة نظاما برلمانيا حقيقيا، يدعم حلفاؤها نظاما مختلطا بين الرئاسي والبرلماني.

وختم المرزوقي: «النهضة مع الإجماع، وفي اعتقادي فإن الحكمة السياسية ستدفعهم إلى التفاوض حول نظام نصف رئاسي ونصف برلماني».