رئيس المخابرات الخارجية البريطانية: إيران ستمتلك سلاحا نوويا خلال عامين

السويد سترعى مصالح لندن في طهران.. وسلطنة عمان مصالح إيران في بريطانيا

على الرغم من الحظر الاقتصادي المفروض على ايران إلا أن هناك إقبالا كبيرا على الأجهزة الإلكترونية الأميركية وبخاصة أجهزة الآي باد التي تسرب عبر تجار السوق السوداء (رويترز)
TT

عاد مسؤولون إيرانيون أمس إلى الحديث عن إغلاق مضيق هرمز، إذ قال برلماني إيراني إنه سيتم إغلاق مضيق هرمز في حالة توقيف أو تفتيش ناقلات النفط الإيرانية، باعتبار ذلك «حقا قانونيا» لطهران.

وأشار نائب رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الإسلامي، ناصر سوداني، في تصريح لوكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، أمس، إلى احتمال إغلاق مضيق هرمز في حالة تفتيش أو توقيف ناقلات النفط الإيرانية في الموانئ النفطية العالمية. وأضاف سوداني «تجري في الوقت الحاضر المشاورات المطلوبة مع مختلف القطاعات لتنفيذ هذه الخطة».

وحول العقوبات الجديدة التي أعلنتها أمس وزارة الخزانة الأميركية، قال سوداني «إن جميع أشكال الحظر والضغوط ستؤدي إلى مزيد من ازدهار صناعة النفط في البلاد». وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت مساء الخميس أنها فرضت عقوبات جديدة على شركات إيرانية تستهدف 11 كيانا وأربعة أشخاص لهم علاقة بالبرنامج النووي الإيراني وشبكات انتشار الصواريخ الباليستية التي تديرها وزارة الدفاع ومنظمة صناعات الفضاء. وشملت العقوبات سلسلة من البنوك الإيرانية وشركات تعمل واجهة، بما في ذلك مؤسسات مقرها في هونغ كونغ وماليزيا، لمنع انتهاك العقوبات على تجارة النفط مع إيران.

وفي لندن، قال السير جون سويرز، رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية (إم آي 6)، إن إيران سوف تنجح في الحصول على أسلحة نووية في غضون عامين. وقال سويرز في تصريحات أوردتها صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إن عمليات سرية قام بها عملاء الجهاز منعت الإيرانيين من تطوير أسلحة نووية مطلع عام 2008.

غير أن سويرز، الذي كان يتحدث في اجتماع ضم نحو 100 من كبار موظفي الخدمة المدنية في لندن الأسبوع الماضي، قال إنه من المرجح أن يحقق الإيرانيون هدفهم بحلول عام 2014، مما يجعل توجيه ضربة عسكرية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل أمرا مرجحا على نحو متزايد.

وكان سويرز أدلى بإفادة سرية أمام مجلس الوزراء البريطاني في شهر مارس (آذار) الماضي عن التهديد العسكري الإيراني المتنامي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن رؤيته بشأن هذه القضية. ونادرا ما يكشف رئيس لجهاز «إم آي 6» عن تفاصيل عمليات قام بها الجهاز. وأضاف سويرز «الإيرانيون مصرون على الاستحواذ على كل عناصر تكنولوجيا صناعة الأسلحة النووية».

يشار إلى أن إيران اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة بالسعي لعرقلة برنامجها النووي من خلال عمليات سرية من جانب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وجهاز «إم آي 6» والمخابرات الأميركية (سي آي إيه). كما ألقت إيران بالمسؤولية عن مقتل علماء نوويين إيرانيين على إسرائيل والولايات المتحدة.

وقد نقلت «ديلي تلغراف» عن سويرز قوله «كانت إيران ستمتلك السلاح النووي في عام 2008، لكنها لا تزال في عام 2012 بحاجة إلى عامين لذلك». لكنه حذر من أنه عندما ستمتلك إيران السلاح النووي في نهاية المطاف فإن الولايات المتحدة وإسرائيل «ستواجهان مخاطر كبيرة». وأضاف «أعتقد أنه سيكون من الصعب جدا لأي رئيس وزراء في إسرائيل أو رئيس للولايات المتحدة أن يتقبل أن تملك إيران السلاح النووي».

وفرضت الولايات المتحدة الخميس مجموعة جديدة من العقوبات على إيران لتزيد بذلك الضغوط من أجل حمل إيران على الأخذ جديا بالمخاوف حول برنامجها النووي المثير للجدل.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية البريطانية الخميس أن السويد ستمثل اعتبارا من الأحد المصالح البريطانية في إيران، بعد مرور نحو ثمانية أشهر على إقفال لندن سفارتها في طهران. وقالت الخارجية البريطانية في بيان إن «قسما مخصصا للمصالح البريطانية سيفتح تحت راية سفارة السويد في طهران اعتبارا من 15 يوليو (تموز) الحالي». وأضافت «وافقنا على أن تكون سلطنة عمان قوة حامية لمصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المملكة المتحدة».

وتمر العلاقات بين طهران ولندن بأسوأ مراحلها منذ إقفال السفارة البريطانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد اقتحامها من جانب طلاب إسلاميين في غمرة المظاهرات المناهضة للعقوبات الغربية ضد إيران وبرنامجها النووي المثير للجدل. وردا على ذلك، أمرت بريطانيا بإقفال السفارة الإيرانية في لندن، إلا أن البلدين لم يقطعا رسميا علاقاتهما الدبلوماسية.

وأوضحت الوزارة أن ممثلية المصالح البريطانية في إيران «ستوفر مساعدة قنصلية محصورة في الأوضاع الطارئة، وستهتم بالموظفين والممتلكات التابعة للسفارة البريطانية في طهران». وتابعت الوزارة «كان لدينا سفارة في إيران خلال سنوات عدة ونريد واحدة مجددا في المستقبل».

وفي شأن آخر، اتهم الجنرال حسن فيروز أبادي، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، أمس الجمعة، تركيا والأردن بالسماح بتسلل «الإرهابيين» الذين يزعزعون استقرار سوريا، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية. وقال الجنرال الإيراني الذي تعد حكومته أحد الحلفاء الرئيسيين لدمشق «اليوم خطة (الموفد الدولي لسوريا) كوفي أنان مقبولة من الأسرة الدولية، ومن واجب الدول المسلمة المجاورة لسوريا عدم دعم الإرهابيين». وأضاف أن «تركيا والأردن سيغلقان حدودهما أمام الإرهابيين»، مستخدما العبارة نفسها التي تستخدمها السلطات السورية للإشارة إلى المعارضة المسلحة.

وتتهم الدول الغربية والمعارضة السورية بانتظام إيران بتقديم المساعدة العسكرية إلى النظام السوري الذي يحاول منذ مارس 2011 قمع حركة الاحتجاج الشعبية مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 17 ألف قتيل.