«اعتداء» النائب الشوابكة على السياسي مراد يأخذ بعدا سياسيا وعشائريا

رئيس الوزراء الأسبق الفايز يقود جهود المصالحة.. ومهرجان دعم للناشط السياسي

TT

أخذت قضية اعتداء النائب الأردني محمد الشوابكة وسحب السلاح الناري، على الناشط السياسي منصور سيف الدين مراد، بعدا سياسيا وعشائريا، أثناء حلقة تبث على الهواء مباشرة في قناة «جوسات» التلفزيونية الأردنية، وذلك بعد أن رفع مراد دعوى أمام القضاء يتهمه فيها بمحاولة قتله.

فعلى صعيد البعد السياسي تعقد فعاليات سياسية حزبية من مختلف المدن من شمال الأردن وجنوبه مهرجانا في الجمعية الخيرية الشركسية في عمان مساء اليوم، للتأكيد على أن ما جرى هو اعتداء على الشعب الأردني واستهتار بكل القيم والأعراف والتقاليد في الأردن حسب ما قاله الناشط السياسي منصور مراد لـ«الشرق الأوسط». وأضاف أنه رفع شكوى إلى القضاء «واستمع المدعي العام أقوالي وما جرى خلال الحلقة التلفزيونية إضافة إلى الاستماع إلى عدد من الشهود من داخل استوديو البث ومن شاهدوا الحلقة» مشيرا إلى أن القضاء سيقوم بتحليل المادة الفيلمية المصورة ومن ثم تقدير حالة إشهار المسدس.

وقال مصدر قضائي إن وضع حمل المسدس الذي شوهد به النائب الشوابكة في الصور يدل على أنه لا يعد قصدا للقتل أو الشروع بالقتل بقدر ما هو إرهاب وتخويف، مشيرا إلى أن هذا الأمر متروك لتقدير الادعاء العام الذي سيقوم برفع لائحة الاتهام إلى رئيس المجلس القضائي لمخاطبة وزير العدل كي تقوم الحكومة بمخاطبة مجلس النواب لرفع الحصانة عن النائب من أجل استجوابه، وإذا تعذر ذلك فإنه سينتظر حتى انتهاء الدورة الاستثنائية مجلس النواب التي تنهي حصانة النائب مع انتهاء الدورة.

وعلى الصعيد العشائري، قال مصدر مطلع إن رئيس الوزراء الأردني الأسبق فيصل الفايز، تدخل لدى العشائر الشركسية من أجل أخذ عطوة اعتراف (وهي هدنة حتى يتم إجراء مصالحة عشائرية في وقت لاحق) وأنه سيترأس «جاهة عشائرية من مختلف وجهاء العشائر الأردنية من أجل إتمام هذه العطوة خلال أسبوع على أبعد تقدير». وأضاف المصدر أن «هذه العطوة متخصصة للحقوق العشائرية وأنها لا علاقة لها بالقضية المنظورة أمام القضاء حاليا».

وأصدر الأردنيون الشراكسة، بيانا استنكروا فيه ما تعرض له ابنهم النائب الأسبق منصور سيف الدين مراد من تهديد بالقتل أمام العالم على قناة «جوسات»، معتبرين ذلك مساسا بهيبة الدولة، ومستغربين أن يأتي هذا التصرف من نائب يفترض أن يكون مشرعا للقانون وملتزما به ومراقبا لتطبيقه.

وكان الناشط مراد تقدم الأسبوع الماضي بشكوى يتهم فيها الشوابكة بمحاولة قتله بإشهار مسدسه في وجهه أثناء الحلقة التلفزيونية.

وحاول النائب الشوابكة تبريره تصرفه في تصريحات سابقة بقوله إنه «وأثناء الحوار استفزني مراد بعبارة جارحة للشعب الأردني والدولة معتبرا أنهما طفيلات، وأساء للنظام. ودفاعا عن الشعب والدولة قمت بضربه بالحذاء، ردا على عباراته الجارحة وغيرة على هذا البلد الذي خرجت منه» نافيا أن يكون قد أشهر مسدسا.

وشوهد الشوابكة يخرج مسدسا فضي اللون من جيبه الأيسر بعد دقيقة من سماعه شتائم وجهها له مراد. وخلال البرنامج التلفزيوني ثار خلاف بالرأي السياسي بين الشوابكة ومراد، تبادل فيه الاثنان الاتهامات، والشتائم، على أثرها خلع الشوابكة حذاءه وألقى به باتجاه مراد قبل أن يظهر المسدس وتقطع المحطة بث البرنامج.

ونقل عن محمد الحباشنة مقدم البرنامج القول إنه استضاف النائب السابق مراد والنائب الحالي الشوابكة في برنامجه الحواري على «جوسات»، وابتدأ النقاش على الهواء وحط مراد من مجلس النواب الحالي وكال له الاتهامات مما استثار النائب الشوابكة الذي قال لمراد: أنت حقير. وبعد ذلك رد عليه مراد هذه الكلمة وقام من فوره باتجاهه فقام النائب محمد الشوابكة بسحب مسدسه الشخصي باتجاه ليقطع المخرج البث.

وتهجم مراد على النواب، وتبادلا الاتهامات، إذ اتهم مراد الشوابكة بشراء الأصوات، في ما وصف الشوابكة مراد بالعميل للمخابرات السورية. فاتهمه مراد بالعمالة للمخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) وبشتم والده مما أثار انفعال الأخير فقام بقذف حذائه نحو مراد ولم يصبه.

يشار إلى أن منصور مراد يترأس منذ عام وفودا أردنية ويزور بها دمشق وهو السياسي الأردني الوحيد الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلعت الثورة السورية.