الحركة الإسلامية في كردستان تنتخب مرشدا جديدا

هو نجل الزعيم السابق للحركة

TT

اختتمت الحركة الإسلامية في كردستان مؤتمرها العاشر بانتخاب مرشد عام جديد لها، هو «نجل» المرشد السابق للحركة، إلى جانب انتخاب هيئة قيادية جديدة. وستنتخب في الأيام القليلة المقبلة أعضاء المكتب السياسي للحركة. وقال شوان قلادزيي، المتحدث الرسمي باسم المؤتمر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر كان ناجحا ونوعيا بحسب المشاركين فيه، والضيوف الذين جاءوا من أنحاء كردستان والدول المجاورة؛ إذ شهد مناقشة الأوراق المقدمة إلى المؤتمر في جو سادته الصراحة الكاملة، ومبدأ النقد الذاتي، وخصوصا التقريرين السياسي والمالي، ثم جرت انتخابات شفافة ونزيهة بحضور أحد القضاة المحليين ووسائل الإعلام المحلية والدولية».

وحول الانتخابات قال: «فتحت أبواب الترشح أمام جميع الأعضاء، وتقدم ثلاثة مرشحين لمنافسة نجل المرشد السابق الشيخ عرفان علي عبد العزيز الذي فاز بالأغلبية ليكون مرشدا جديدا للحركة الإسلامية»، وأوضح المتحدث أن الشيخ عرفان حصل على 326 صوتا من مجموع 576 عضوا شاركوا بالإدلاء بأصواتهم، وكانت هناك بطاقات غير صالحة استبعدتها اللجنة المشرفة على الانتخابات. كما جرى انتخاب 20 عضوا للهيئة القيادية يضاف إليهم المرشد العام، وفي أول اجتماع للهيئة القيادية المنتخبة سيتم انتخاب أعضاء المكتب السياسي الخمسة يضاف إليهم المرشد العام ليكون العدد 7 أعضاء.

وتأمل الحركة الإسلامية، التي تعتبر الحزب الأم لجميع القوى والمنظمات الإسلامية العاملة في إقليم كردستان العراق، وأصيبت بانتكاسة تنظيمية كبيرة إثر انشقاق الكثير من قياداتها السابقة وتوجهها نحو تشكيل أحزاب وجماعات مستقلة عن الحركة، منها الجماعة الإسلامية التي يقودها حاليا أميرها علي بابير، الذي يمتلك أربعة مقاعد في برلمان كردستان ومقعدين في مجلس النواب العراقي، وكذلك الملا كريكار (مسجون حاليا في النرويج بتهمة الإرهاب) الذي أسس جماعة أنصار الإسلام الكردية المتشددة التي اندمجت مع حركة جند الإسلام عام 2001، تأمل هذه الحركة الإسلامية أن تلملم جراحاتها، وأن تعود إلى الساحة الكردستانية بروح عمل جديدة تسهم في استعادة شعبيتها في الداخل بعد تلك الانتكاسات المتكررة.

يقول مرشدها العام الجديد، الشيخ عرفان علي عبد العزيز: «إن أولويات الحركة في المرحلة المقبلة ستكون العمل على تقوية الحركة، واستعادة شعبيتها في الداخل؛ ففي المجال السياسي ستكون محاربة الفساد في صدارة القضايا التي تعمل من أجلها الحركة، ثم توطيد العلاقات مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى من أجل دفع حكومة الإقليم إلى إجراء الإصلاحات السياسية والإدارية الضرورية، وإيجاد حكومة بعيدة عن المحسوبية والمنسوبية، وتدعيم أسس الاستقرار السياسي والاقتصادي في الإقليم». وأشار المرشد الجديد إلى أن أهم واجب سيقوم به خلال الفترة المقبلة هو إجراء المصالحة مع عدد كبير من أعضاء الحركة السابقين الذين تركوا صفوفها جراء التناحرات والصراعات بين الأجنحة المختلفة، وتعميق أواصر العلاقات مع المنعزلين عن الحركة واستشارتهم في القضايا الوطنية.

ويبلغ المرشد العام الجديد للحركة من العمر 48 عاما، وهو نجل المرشد الثاني للحركة الشيخ علي عبد العزيز، شقيق مؤسسها الراحل عثمان عبد العزيز. وتخرج في جامعة طهران بقسم العلوم السياسية، وشغل منصب عضو المكتب السياسي قبل أن ينتخب في المؤتمر العاشر مرشدا عاما.

يذكر أن الحركة الإسلامية الكردستانية تعتبر أقدم حركة أو حزب إسلامي تأسس في جبال كردستان عام 1987. وشاركت في الجبهة الكردستانية التي فجرت الانتفاضة الشعبية في مارس (آذار) من عام 1991 لتحرير إقليم كردستان الحالي، ولكنها خاضت حربا ضروسا ضد الاتحاد الوطني عام 1993 التي أضعفت الحركة كثيرا، وتسببت في خروج كثير من قياداتها والتوجه نحو تأسيس جماعات بعيدة عن الحركة. وتمتلك الحركة حاليا مقعدين في البرلمان الكردستاني، فيما شغلت خلال التشكيلتين السابقة والحالية منصب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة الإقليم.