موسكو تكشف عن إرسال مروحيات إلى دمشق

رئيسا الأركان الروسي والأميركي يناقشان الأوضاع في سوريا

TT

أعلنت مصادر روسية في مؤسسة «روس أبورون إكسبورت»، المسؤولة عن تنفيذ عقود صادرات الأسلحة الروسية إلى الخارج، أن السفينة «الايد»، التي كانت تحمل على متنها مروحيات «مي - 25» ومنظومات مضادة للصواريخ وعادت إلى الشواطئ الروسية بعد اعتراضها من جانب سفن حربية بريطانية على مقربة من شواطئ اسكوتلندا في وقت سابق من الشهر الماضي، عادت وأبحرت من ميناء مورمانسك، شمال غربي روسيا، في اتجاه ميناء سان بطرسبورغ، التي قالت إنها ستغادره في اتجاه الشرق الأقصى الروسي.

وبينما أشارت إلى أن السفينة تحمل على متنها ثلاث مروحيات من طراز «مي - 25» تابعة لسوريا بعد انتهاء عمليات صيانتها وإصلاحها في الورش الروسية، نفت المصادر وجود أي أسلحة أو مروحيات «مي - 25» على متن السفن الحربية الروسية المتجهة إلى مياه البحر المتوسط. ولم تفسر المصادر تضارب التصريحات، حيث قيل إن السفينة كانت اتخذت طريقها إلى ميناء كالينينغراد على شواطئ بحر البلطيق، وكذلك علاقة السفينة التي تحمل مروحيات خاصة بسوريا برحلتها إلى الشرق الأقصى.

وتأتي كل هذه التصريحات لتضفي المزيد من الغموض على تصريحات سابقة كان أدلى بها فياتشيسلاف دزيركالن، نائب مدير «روس أبورون إكسبورت» يوم الأربعاء الماضي حول أن «القوات البحرية الروسية ستنبري لحماية سفن شحن روسية تتعرض إلى مضايقات بسبب الوضع في سوريا»، حسبما أفادت به وكالة أنباء «ريا نوفوستي»، التي سبق ونقلت عنه تأكيده حول «التزام روسيا بعقود توريد أسلحة الدفاع الجوي وطائرات الهليكوبتر إلى سوريا»، وما قاله عن أن «روسيا لم تفرض حظرا على تصدير الأسلحة إلى سوريا وفقا لعقود تم توقيعها في وقت سابق».

وبعد استقبال موسكو لوفدين من ممثلي المعارضة السورية وإعلانها عن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، للعاصمة الروسية يوم الاثنين المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي سيرغي لافروف وزير الخارجية، أعلنت مصادر عسكرية أن اللقاء الذي جرى بين رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال نيكولاي ماكاروف، مع نظيره الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، تناول المسائل المتعلقة بالتعاون العسكري بين البلدين والأوضاع الراهنة في سوريا. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» عن مصادر وزارة الدفاع الأميركي تصريحاتها حول أن اللقاء تطرق أيضا إلى مناقشة المسائل الخلافية بين البلدين، ومنها الأوضاع السورية ومنظومة الدرع الصاروخية. وقالت: «إن لجنة التعاون العسكري المشتركة المنبثقة عن اللجنة الرئاسية، التي تشكلت عام 2009، تعكف على دراسة (تنسيق العمل في المشاريع المشتركة لتعزيز الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي وتطوير الاتصالات في المجال العسكري)».

وأشارت المصادر إلى أن التعاون العسكري بين البلدين في تقدم مستمر، بينما كشفت أنه إذا كان برنامج التعاون المشترك شمل 17 فعالية في عام 2009 فإن برنامج التعاون هذا العام يتضمن 110 فعاليات مختلفة، منها زيارات القطع الحربية البحرية، والمناورات المشتركة وغيرها.

وأشار البنتاغون إلى نجاح التدريبات التي شاركت فيها القوات الخاصة الأميركية والروسية في قاعدة فورت - كارسون بولاية كولورادو. وحول مخاوف الجانب الأميركي من تزايد الوجود البحري الروسي في ميناء طرطوس السوري، نقلت وكالة أنباء «تاس» تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، التي قال فيها: «إن سعي الجانب الروسي إلى تأمين قاعدته البحرية في طرطوس السوري أمر طبيعي». وأوردت «تاس» قول المسؤول العسكري الأميركي: «إن زيارة سفن حربية روسية طرطوس في طريقها لإجراء تدريبات في البحر المتوسط لا تقلق وزارة الدفاع الأميركية». ونقلت عن النقيب جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون قوله: «إن البنتاغون لم يتصل بوزارة الدفاع الروسية مباشرة بهذا الشأن»، وأكد على «عدم وجود ما يدل على نوايا مختلفة عن تلك المعلنة من قبل موسكو رسميا». وحول الزيارة المرتقبة للمبعوث الدولي أنان لموسكو، قال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو ستحاول دفعه نحو المزيد من «تنشيط عمله مع المعارضة السورية». وأشار في تصريحاته إلى وكالة «إيتار تاس» إلى أن «الجانب الروسي لم يلاحظ حتى الآن نتائج عملية للاتصالات التي يجريها كوفي أنان وفريقه بالمعارضة السورية».