البحر والشمس وأيضا كرة القدم، قليل من العبارات صرح بها سلفيو برلسكوني خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائتة التي أمضاها في سردينا حيث مقر إقامته الصيفي (villa certosa)، ولكن من المحتمل أن هذا ما كانت تود بالفعل باربارا أن تسمعه من والدها. ودون الدخول في أمور خاصة أو ذكر أسماء لم يكن هناك معنى للنطق بها، حيث إن سوق الانتقالات هي الأرض الحصرية لسلفيو وساعده الأيمن أدريانو غالياني، تحدث برلسكوني وابنته بعض الشيء عن الميلان خلال عطلتهما، ومع الانتقال من حمام سباحة إلى آخر، طمأن سلفيو ابنته وعضو مجلس إدارة النادي باربارا على رغبته في الحفاظ على القدرة التنافسية للنادي والتأكيد على بقاء الميلان كإرث أساسي لمجموعة شركات «فينينفيست».
وفي اللحظة الحالية قد لا يستطيع برلسكوني التحدث عن مزيد من التقشف حتى مع ابنته، فالقرار الذي تم اتخاذه ثم تغير بشأن تياغو سيلفا تسبب في استياء جماهير الفريق: العرض الذي تم تقديمه من أجل المدافع البرازيلي كان مرتفعا للغاية لدرجة تجعل من الصعب رفضه، ولكن برلسكوني لا يرغب في منح انطباع بالتخلي عن الميلان، وخلال الأشهر الأخيرة حدثت أكثر من مرة محاولات لإدخال شيوخ عرب مستثمرين في النادي، ولكن دون نجاح حتى الآن.
جدير بالذكر أن الميلان نادٍ ذو علامة قوية، بيد أنه لا يمتلك استادا خاصا، وبوجه عام من الصعب إيجاد شخص لديه الرغبة في الاستثمار في كرة القدم الإيطالية، وعليه سيواصل برلسكوني السير قدما، فهو لم يعد يودّ تسديد ديون ضخمة كل عام، ولكن لا يرغب حتى في تحجيم تحركات الميلان بشكل حاد. أسعار قليلة.. تلك هي النظرية والخطط التي من المفترض السير عليها، أما حقيقة الفريق الذي في حاجة إلى إعادة تشييد بعد رحيل الكثير من نجومه فهي أمر مختلف: الميلان في حاجة إلى تدعيمات وينتظر كالعادة من أدريانو غالياني العثور على القطع المناسبة. الميزانية المتاحة أمام الميلان محدودة، وتبدو قليلة لو تم مقارنتها بالأندية التي يمتلكها الشيوخ العرب. غالياني سيبحث عن 3 لاعبين لتدعيم الفريق، لاعب في كل قطاع، كما طالب المدرب ماسيمليانو اليغري. ومن المحتمل مبدئيا أن ينفق الميلان نحو 5 - 7 ملايين يورو من أجل المدافع ونفس القيمة تقريبا للوصول إلى لاعب خط الوسط، وما يزيد بعض الشيء من أجل المهاجم. إنها أرقام إرشادية، ولكن وفقا لما يصدر عن إدارة النادي من الواضح أنه سيتم فحسب استثمار جزء من مبلغ الـ62 مليون يورو الناتج عن صفقة بيع إبرا وسيلفا. من المؤكد أن الميلان الذي سينطلق بالدوري المحلي في 26 أغسطس (آب) المقبل سيكون مختلفا للغاية عن ذلك الفريق الذي ظهر في الملعب خلال بطولة «تيم الودية».
ويروق طريق اللاعبين الشباب كثيرا لإدارة النادي، ولكن دون مبالغات، فالميلان في حاجة أيضا إلى لاعبين جاهزين، وسيكون هناك كذلك الكثير الذي يتعين القيام به لتشييد القادة الجدد للفريق. وينتظر المدرب اليغري الكثير من نضج أليكساندر باتو رغم أن بواتينغ يبدو الأنسب لأخذ مكان إبراهيموفيتش في الفريق. وسينبغي على الميلان بالأحرى ابتكار طريقة جديدة في اللعب، هكذا صرح ماسيمليانو، وهذا الأمر من المحتمل أن يحظى بإعجاب رئيس النادي، فجدير بالذكر أن سلفيو كثيرا ما اختلف مع اليغري بشأن طرق اللعب. ولو تم إعداد فريق ميلان أكثر سرعة ومهارة لن يكون بوسع برلسكوني سوى التصفيق لمدرب فريقه.
ولكن تحقيق ذلك لن يكون سهلا، على الأقل في ما يتعلق بالفريق الحالي. ومن المفترض أن يظهر الشكل الجديد للميلان خلال مباراته التجريبية أمام تشيلسي في 28 يوليو (حزيران) في ميامي، ثم ريال مدريد في 8 أغسطس (آب) المقبل في نيويورك، وسينبغي على فريق اليغري تجنب الصورة السيئة في تلك اللقاءات، ولكن بالأحرى غرس البذور الجديدة التي من المفترض حصدها مع انطلاق الموسم القادم.
أرقام وإحصائيات 26: عدد السنوات التي مرت على حقبة برلسكوني في الميلان، فهو مالك النادي منذ 20 فبراير (شباط) 1986.
28: عدد البطولات التي حصدها الميلان خلال حقبة برلسكوني حتى الآن: 8 بطولات للدوري المحلي، و6 بطولات لكأس السوبر الإيطالية، و5 بطولات لدوري أبطال أوروبا، و5 بطولات لكأس السوبر الأوروبية، وبطولتان لكأس الإنتركونتينينتال، وبطولة لكأس إيطاليا، وبطولة لكأس العالم للأندية.