بريطانيا تسعى إلى تحقيق أفضل رصيد ميداليات أولمبي لها خلال أكثر من قرن

تأمل في كسر حاجز المركز الرابع واحتلال مكان بين الثلاثة الكبار

TT

يترجم الشعار الأولمبي المكون من كلمات «سيتيوس.. ألتيوس.. فورتيوس» اللاتينية إلى «أسرع.. أقوى.. أعلى». وهذا هو لسان حال بريطانيا الدولة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة «لندن 2012»، فبالنسبة لبريطانيا كل شيء في هذا الأولمبياد يعتمد على مبدأ الأكثر فالأكثر. فإذا كانت هذه ثالث مرة تستضيف فيها العاصمة البريطانية دورة ألعاب أولمبية، بعد عامي 1908 و1948، فإن الآمال المعلقة على البعثة البريطانية المشاركة في الحدث لم تكن كبيرة أبدا إلى هذا الحد حيث يسعى البلد المضيف لاستغلال الأفضلية المتاحة له بخوضه جميع المسابقات على أرضه لتحقيق أفضل رصيد ميداليات أولمبي له خلال أكثر من قرن.

ولا يبدو الاقتراب من رصيد بريطانيا في أولمبياد 1908، الذي بلغ 146 ميدالية أمرا ممكنا في الوقت الراهن خاصة أن الحركة الأولمبية أصبحت تضم كثير من بلدن العالم هذه الأيام. ولكن مسؤولي البعثة البريطانية في أولمبياد لندن، الذين شهدوا دعم فريقهم بتمويل كبير من وكالتي اليانصيب والرياضة البريطانيتين خلال العقد الماضي، يرون أن بمقدورهم التفوق على ثاني أفضل رصيد ميداليات حققته بلادهم طوال تاريخها الأولمبي، والبالغ 47 ميدالية، خلال أولمبياد 2012. وربما حتى يحققون رصيدا من الذهبيات يفوق الـ19 ذهبية التي أحرزوها في أولمبياد بكين.

وقال آندي هانت رئيس البعثة البريطانية إنهم لم يدخروا وسعا لمنح البعثة التي تضم 542 لاعبا ولاعبة أفضل فرصة ممكنة لتحقيق النجاح. وقال هانت: «إن التزامنا تجاه هؤلاء اللاعبين يقضي بحصولهم على الاستعدادات الأفضل والمعدات الأفضل والدعم الأفضل في التاريخ الأولمبي البريطاني.. ونحن مستعدون لتحقيق النتائج المنتظرة». وبفرض سيطرتهم على رياضات الدراجات والشراع والتجديف، حصدت البعثة البريطانية 47 ميدالية خلال أولمبياد بكين بما فاق توقعاتهم بكثير.

ووضعت وكالة الرياضة في بريطانيا هدفا بإحراز 48 ميدالية في أولمبياد لندن، ولكن مع الاستفادة من عنصر الأرض، يشعر الكثيرون بأن البعثة البريطانية بإمكانها حصد أكثر من خمسين ميدالية في هذا الأولمبياد. ووفقا لتحليل لراي ستيفاني الأستاذ الفخري بجامعة ولاية كاليفورنيا في لونغ بيتش، الذي يتمتع بخبرة تزيد على الأربعين عاما في الأداء الرياضي، حيث رجح أن تحصد البعثة البريطانية 59 ميدالية في أولمبياد لندن.

وباستثناء الدورتين الأولمبيتين اللتين شهدتا مقاطعات دولية كثيرة في 1980 و1984 نجحت جميع الدول المضيفة، ماعدا الولايات المتحدة في أولمبياد أتلانتا 1996، في رفع رصيدها من الميداليات عن الألعاب السابقة. ويوجد ممثلون لبريطانيا في جميع الألعاب الـ26 بأولمبياد 2012، مما يمنحها فرصة أفضل من الناحية الحسابية لإحراز ميداليات. وإن كان 70 في المائة تقريبا من لاعبي الفريق سينافسون على المستوى الأولمبي للمرة الأولى هذا الصيف.

وكما حدث في بكين، يتوقع أن تحصل بريطانيا على النسبة الكبرى من ميدالياتها في الرياضات التي يتم ممارستها من وضع الجلوس مثل الدراجات والتجديف والشراع، وإن كان متسابقو الشراع يمارسون هذه الرياضة في أوضاع أقرب إلى تعليق أجسامهم منها إلى الجلوس. وكان رئيس اتحاد الدراجات البريطاني ديف بريلسفورد أخبر صحيفة «غارديان» البريطانية أنه على الرغم من عدم تحبيذه توقع رقم معين من الميداليات، فإن فريق الدراجات الأولمبي لديه «نحو 10 أو 11 فرصة لاعتلاء منصة التتويج، ولو تمكننا من استغلال 50 في المائة من هذه الفرص وتحويلها إلى ميداليات، على أن لا تكون ذهبية بالضرورة، فستكون هذه نتيجة مقبولة بالنسبة لنا».

ويأمل فريق التجديف من جانبه في تحقيق نتيجة أفضل من الست ميداليات التي أحرزها في أولمبياد بكين. أما فريق الشراع، الذي يقوده بن آينسلي الذي سيسعى لإحراز ذهبيته الأولمبية الرابعة على التوالي، فيرى أنه لديه فرص منطقية لإحراز الميداليات في جميع المسابقات العشر التي تندرج تحت هذه الرياضة. وفي ألعاب القوى، التي عانت فيها بريطانيا خلال السنوات القليلة الماضية، يسعى فريق البلاد لإحراز ثماني ميداليات في أولمبياد لندن. بينما يسعى فريق السباحة الذي يضم نجوم مثل ريبيكا أدلينجتون التي أحرزت ذهبيتين في بكين لإحراز عدد أكبر من الميداليات.

ومع مشاركة لاعب التنس البريطاني آندي موراي وبطلي الترياثلون الشقيقين جوني وأليستير براونلي إلى جانب فرق الفروسية والجمباز ونجوم الجودو وغيرهم، فهناك فرص لبريطانيا بإحراز ميداليات في جميع الرياضات الـ26 الأولمبية. ويتوقع الأستاذ سيمون شيلبي، رئيس مركز بحوث صناعة الرياضة بجامعة شيفلد هالام، أن تفوز البعثة البريطانية بـ56 ميدالية. حيث صرح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قائلا: «توفر أفضلية تنظيم الألعاب للدولة المضيفة فائدة كمية. فالتأثيرات مثل التشجيع الجماهيري الكبير والملاعب المألوفة والحصول على نقاط أعلى في الرياضات التي تحسم عن طريق الحكام مثل الجمباز والغطس، سيكون لها تأثير إيجابي على أداء البلد المضيف».

وأعلنت البعثة البريطانية أن هدفها في أولمبياد لندن سيكون تكرار المركز الرابع الذي حصلت عليه في ترتيب جدول ميداليات أولمبياد بكين مع زيادة عدد الميداليات نفسها. وبمساعدة الظروف وبعض الحظ إلى جانب التشجيع الجماهير، تستطيع بريطانيا تحقيق ذلك.