الشعلة الأولمبية تطوف بمعالم لندن 24 ساعة قبل افتتاح الأولمبياد

مليار شخص يتابعون الدورة حول العالم و120 شخصية رسمية ضمن الحضور

ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني وزوجته سامانثا استقبلا الشعلة في 10 داوننغ ستريت أمس (رويترز)
TT

في اليوم الأخير قبيل افتتاح أولمبياد لندن 2012، تحولت العاصمة البريطانية إلى خلية نحل، فالدورة وفعالياتها ستمتد على جميع أرجاء لندن عبر احتفالات يرعاها عمدة لندن بوريس جونسون، وفعاليات أخرى تقيمها المؤسسات الفنية والثقافية في العاصمة. ومن الطبيعي أن يتسبب كل ذلك الزخم في حالة من الترقب والحماس تلهي اللندنيين لبعض الوقت عن المصاعب الاقتصادية التي يعانونها، وقد تجعلهم يغضون الطرف عن الزحام الشديد الذي ستشهده كل الشوارع ووسائل المواصلات في وسط المدينة. واليوم تختتم الشعلة الأولمبية جولتها في أنحاء بريطانيا التي استغرقت 70 يوما على مسافة ثمانية آلاف ميل قطعت منها 32.7 ميل عبر بلديات لندن الكبرى، مثل كامدن وإيزلنغتون وساثارك ولامبيث وهاميرسميث وغيرها، وتعاقب على حملها نحو ألف شخص منهم مواطنون ورياضيون ومشاهير. وفي توتنهام، التي كانت شوارعها ساحة لأعمال شغب الصيف الماضي، فجر الأمير تشارلز وزوجته كاميلا مفاجأة بالحضور لمشاهدة مسيرة الشعلة. وكان من بين النجوم الذين حملوا الشعلة الممثل الكوميدي ديفيد ويليامز الذي حملها خارج مجلس المدينة في إيزلنغتون والممثل روبرت غرينت بطل أفلام «هاري بوتر»، الذي حملها في استاد «ويمبلي» الشهير في إطار جولتها بالمدينة. كما حملها الطاهي جيمي أوليفر والمغني ويل آي آم، والممثل جيمس ماكفوي والممثل الهندي أميتاب باتشان.

في نهاية جولتها بالأمس مرت الشعلة في وسط المدينة المالي والتجاري عبر شارع أكسفورد ستريت وساحة ترافالغر سكوير حيث اصطف المئات على جانبي مسارها يحملون كاميراتهم وهواتفهم الجوالة لالتقاط صورة تذكارية. امتد مسار الشعلة بعدها عبر طريق ذا مال المؤدي إلى قصر باكنغهام ثم إلى القصر حيث كان الأمير ويليام وزوجته كاثرين في استقبالها، وانتهى بها المطاف في حديقة الهايد بارك في السابعة مساء، حيث أقيم حفل غنائي ضخم، وتختتم جولتها اليوم في الاستاد الأولمبي حيث يكتنف الغموض اسم الشخص الأخير الذي سيحملها ويستخدمها لإشعال المرجل الدائم الذي سيشتعل على مدار أيام الدورة وسط تكهنات بأن يكون أحد أساطير الرياضة في العالم أو يكون شخصية بريطانية مهمة، مثل الأمير ويليام.

وعلى صعيد آخر، وصل إلى العاصمة البريطانية الآلاف من الشخصيات الرسمية، بينهم نحو 120 من القادة ورؤساء الدول العالميين، لحضور حفل الافتتاح، مع لائحة ضيوف تضم مشاهير السياسة والاقتصاد والفن.

ويتوقع أن يحضر عدد قياسي من قادة الدول والحكومات الاحتفال الذي بلغت ميزانيته 27 مليون جنيه إسترليني (42 مليون دولار، 35 مليون يورو)، وسيكون عبارة عن استعراض من الموسيقى والرقص والألعاب النارية، وسيتضمن لوحة تقليدية للريف البريطاني تضم الخيول والأبقار والأغنام.

ويتوقع أن يشهد الاستاد حضور نحو 62 ألف متفرج، بينما ينتظر أن يتابع نحو مليار متفرج في أنحاء العالم حفل افتتاح الأولمبياد من خلال شاشات التلفاز.

وستنضم الدقات المميزة لساعة بيغ بن إلى الآلاف من أجراس الكنائس وأجراس الأبواب وأجراس الدراجات في الاحتفال بانطلاق دورة الألعاب الأولمبية، حسبما قال حارس برج الساعة الشهير في لندن. وفي تغيير للإيقاع والروتين، ستضرب بيغ بن أكثر من 42 مرة بين الساعة 08:12 و08:15 بالتوقيت المحلي (07:12 و07:15 بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي تدق فيها ساعة بيغ بن خارج مواعيدها المنتظمة منذ فبراير (شباط) 1952، عندما دقت كل دقيقة لمدة 56 مرة للمشاركة في جنازة الملك جورج السادس - والد الملكة الحالية.

ويفوق عدد رؤساء الدول والحكومات المتوقع مشاركتهم في حفل الافتتاح، الذي قد يصل إلى 120 وفق وزارة الخارجية البريطانية، عدد أولئك الذين شاركوا في افتتاح دورة بكين 2008 (وصل إلى 80 شخصا)، الذي كان أقل بنحو النصف في افتتاح أثينا 2004.

وستقيم الملكة إليزابيث حفل استقبال على شرف الزعماء العالميين قبل حفل الافتتاح، كما سيقيم ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء، حفلا آخر بالمناسبة.

ويعد الحشد الضخم من الشخصيات المهمة مساويا لحضور لخمسة قمم «جي 20» ويمنح للحاضرين الفرص لإبرام كثير من الاتفاقيات التجارية، وهو ما يأمل ديفيد كاميرون في تحقيقه خاصة مع رؤساء الدول المهمة في الاقتصاد العالمي، أمثال البرازيل والصين. وبالمقابل، تبدو الفرص سانحة أيضا لوفود الدول الضيفة لإتمام الصفقات مع بعضها، وهو ما يشير إليه حجم المباني التي استأجرتها تلك الدول، مثل البرازيل التي استأجرت قصر سومرسيت هاوس بوسط المدينة بأكمله، وقطر التي استأجرت ثلاثة طوابق في معهد الهندسة والتكنولوجيا المجاور لفندق السافوي. وقد تم حجز شقق وأجنحة في أفخم فنادق لندن، منذ أشهر، لتكون مقرات للوفود الأجنبية.

وستترأس السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما الوفد الأميركي والمتوقع أن تقيم بمنزل السفير الأميركي، ومن المتوقع أن تحضر الحفل الذي تقيمه الملكة إليزابيث اليوم قبل حضورها الحفل الافتتاحي. وسيكون الأمير البريطاني ويليام وزوجته كاثرين، ووالده الأمير تشارلز وزوجته كاميلا إلى جانب الأمير هاري حاضرين إلى جانب عدد من أفراد العائلات الملكية والأمراء الأوروبيين، من بينهم أمير موناكو البير وزوجته الأميرة شارلين والرئيس الكيني والرئيس الأذربيجاني وملكة الدنمارك مارغريت الثانية وزوجها الأمير هنريك، وولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا وزوجها الأمير دانيال، الأمير فيليب من بلجيكا والأمير هاكوون من النرويج.

ويتقدم الوفد الروسي رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، في حين لمح الرئيس فلاديمير بوتين إلى أنه قد يزور بريطانيا في وقت لاحق لحضور منافسات الجودو، وهي الرياضة التي يحمل حزامها الأسود.

ومن المشاهير يتوقع أن يحضر النجم جورج كلوني لمتابعة بعض المباريات، ويتوقع أن ينضم إلى صديقه براد بيت وأنجلينا جولي في حضور الفعاليات والحفلات التي ستقام بالمناسبة. ومن المشاهير المتوقع حضورهم أيضا الممثل مايكل دوغلاس وزوجته كاثرين زيتا جونز.

* مليار شخص يتابعون الأولمبياد حول العالم

* حسب التقديرات الرسمية يتوقع أن يتابع ما يقرب من مليار شخص حول العالم بعضا من الفعاليات الأولمبية، سواء كان ذلك عن طريق محطات التلفزيون أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبث أحداث الأولمبياد حول العالم بالتعاون مع جهاز خدمات البث الأولمبية، التي ستقوم باستضافة البث العالمي. وفي بريطانيا، تقوم هيئة الإذاعة البريطانية ببث نحو 5000 ساعة من الأنشطة عبر قنواتها المختلفة. أما في باقي دول العالم، فحصلت محطة «إن بي سي» على حقوق البث من اللجنة الأولمبية الدولية، بعد أن دفعت 1.81 مليار دولار، وهو أعلى بمقدار 32 في المائة عن المبلغ الذي دفعته لبث فعاليات دورة بكين. وأشارت صحيفة «يو إس توداي» إلى أن أسعار حقوق البث قد ازدادت بنسبة 100 في المائة في الأعوام الأربعة الأخيرة. في أوروبا، اقتنصت محطتا «إي إس بي إن» و«يوروسبورت» حقوق البث في آسيا وأميركا الجنوبية وباقي أوروبا على أساس أن تبث «يوروسبورت» في دول أوروبا، بينما توجه «إي إس بي إن» بثها إلى تسع دول في أميركا الجنوبية و22 دولة في آسيا.

* أولمبياد 2012 بالأرقام

* لندن: «الشرق الأوسط»

* يشارك 10490 رياضيا ورياضية، وقطيع من 70 خروفا في حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012 الزاخر بالأرقام، اليوم الجمعة، وهنا أبرزها حسب التقرير الذي بثته وكالة «فرانس برس» أمس:

* 11 مليون بطاقة لحضور الألعاب الأولمبية، بيع 75 في المائة منها في بريطانيا و6 ملايين و600 ألف بطاقة بيعت للبريطانيين أنفسهم. أما الباقي فقد توزع بين اللجنة الأولمبية الدولية (5 في المائة) والرعاة (8 في المائة) واللجان الأولمبية الوطنية (12 في المائة).

* أنفقت بريطانيا 9.3 مليار جنيه إسترليني (14.5 مليار دولار أو 11.6 مليار يورو) على تنظيم الألعاب، أي ما يساوي 4 أضعاف التكلفة التقديرية عند اختيار لندن للاستضافة عام 2005.

وتضاعفت الموازنات الأولية للأمن وحفلي الافتتاح والختام، وسيكلف أمن الألعاب نحو 553 مليون جنيه إسترليني (690 مليون يورو)، بينما ارتفعت ميزانية حفلي الافتتاح والختام إلى 81 مليون جنيه (101 مليون يورو).

* سيتنافس 10490 رياضيا على 302 ميدالية في 26 رياضة أولمبية، وسيخضعون لـ5 آلاف فحص للكشف عن المنشطات.

* بيعت مليون قطعة من التجهيزات وأدوات الدعاية الرياضية، منها 26400 كرة مضرب، و600 كرة سلة، و6 آلاف لوحة هدف للتصويب بالقوس والنشاب.

* تستضيف الألعاب 34 منشأة رياضية على امتداد بريطانيا، 9 منها في المجمع الأولمبي شرق لندن. واستغرق بناء الملعب الأولمبي الذي يتوسط المجمع، 3 سنوات، واستخدم في إنجازه 10 آلاف طن من الفولاذ. وتضم المنشآت 10 آلاف مرحاض مؤقت في المواقع الـ34 «تكفي لتخديم مجموع سكان (جزيرة) مالطا» حسب المنظمين.

* سيزور لندن مليونا شخص لحضور الألعاب، وفق الوزير المكلف الإشراف على الألعاب الأولمبية هيو روبرتسون. وسيقوم المتفرجون بنحو 20 مليون رحلة مستخدمين نظام النقل العام، منها 3 ملايين في اليوم الأكثر اكتظاظا.

* ستقدم 14 مليون وجبة غذائية خلال الأولمبياد، يستخدم فيها 232 طنا من البطاطا و100 طن من اللحوم و75 ألف لتر من الحليب، و330 طنا من الفاكهة والخضر.

* بنى 46 ألف عامل المجمع والقرية الأولمبيين، وتم بالإجمال حشد 200 ألف شخص، منهم 100 ألف متعاقد و70 ألف متطوع.

* قطعت الشعلة الأولمبية مسافة 12875 كلم (8 آلاف ميل)، وانتقلت عبر بريطانيا لمدة 10 أسابيع قاطعة ما معدله 177 ميلا يوميا.

* 70 خروفا و12 حصانا و3 بقرات ورأسان من الماعز و10 دجاجات و3 كلاب، سيشكلون أول لوحة من حفل الافتتاح على الملعب الأولمبي الذي سيتحول في هذه المناسبة إلى مشهد ريفي رائع.