بالإحصاء.. «السعودي» أقوى دوري عربي!

هيا الغامدي

TT

يبدو لي أن العبارة المطاطية التي تقول بأن الدوري السعودي «أقوى» دوري عربي قد عادت من جديد بشهادة الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء وحسب آخر إحصائياته التي تبين القفزة الكبيرة التي حققها دوري زين السعودي للمحترفين الموسم المنصرم والذي حقق أعلى ترتيب له باحتلاله المرتبة الـ«15» عالميا، والثانية آسيويا، والأولى عربيا، وبالتالي أصبح من الجائز و«المفروض» أن نواصل لا التغني بذلك الاستحقاق بل العمل على استمراريته.

برأيي أن من أعظم أسباب القفزة الكمية والنوعية بمستوى الدوري المحلي وجود العنصر الأجنبي الجيد والذي كان وراء تألق وتميز ووصول الفرق التي حازت نصيبها من البطولات، كالأهلي والهلال والشباب، فبنظرة موجزة لخارطة زين الفائتة وكزاوية رؤية مقننة وقناعة شخصية نجد أن اللاعبين الأجانب تعدوا الـ56 لاعبا من بين 410 لاعبين بالدوري، وأن نسبة مشاركتهم الفعلية تعدت الـ64 في المائة عن الماضي، ويأتي اللاعب فيكتور سيموس أكثر اللاعبين الأجانب تسجيلا للأهداف عموما، يليه دوريس سالمو أكثرهم تسجيلا لها بالرأس، بينما يتزعم كماتشو صناعة الأهداف عموما، وبالرأس يحتل ويندل أولية ترتيبها، ويمثل داريو جيرتك أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف من خارج الـ18، بينما يحتل العماني عماد الحوسني قائمة تسجيلها من داخل الـ18، ويشكل الثنائي كماتشو وسيموس أكثر اللاعبين تفاهما وانسجاما لتكوين كيميائية الأهداف (صناعة وتسجيل) الموسم الماضي!

ويتزعم نجران قائمة الفرق المستعينة بالعنصر الأجنبي بنسبة تفوق الـ81 في المائة عن المواسم الماضية، وقد اختارت الـ«mbc» وبرنامجها الرائد «صدى الملاعب» الأجنبي حسني عبد ربه الأفضل، يليه عادل هرماش، وعماد الحوسني!

وينتظر أن يحافظ الدوري الجديد الذي سينطلق منتصف رمضان الحالي على هذا التصنيف، في ظل وجود ثوابت مستمرة ومتغيرات كثر في ما يخص الأوضاع الفنية وعقود الرعاية وقنوات الضخ المالي ضمن الـ14 ناديا!

والمفارقة العجيبة هي تلك التي تجمع ما بين أسوأ تصنيف حظي به المنتخب السعودي الذي تجاوز حاجز المئوية بكرم سخي وتلك القفزة الهائلة التي حققها دوري زين السعودي للمحترفين والفراغ الواضح ذهنيا ظاهريا بين هذا وذاك!! وبمقارنة شبه مقلوبة مع الوضع باليابان التي تأتي في مقدمة الدول الآسيوية كجدوى فنية للمنتخب، والعكس حال دوريهم الذي يحتل ذيل القائمة الآسيوية كترتيب دوريات، نتساءل: لماذا؟ وكيف؟! ونحن من يصنع الإجابات ويفندها ويعمل على تصديرها!!

النقطة المحورية بالموضوع كنت قد قننتها بالعنصر الأجنبي، أما النواحي الأخرى الثانوية فترتبط بالتوزيع النسبي (شبه العادل) لبطولات الموسم السعودي والتي احتل زعامتها الأهلي بواقع بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد (رحمة الله عليه) وكأس الأبطال، والهلال بحصريته (شبه الدائمة) لكأس ولي العهد، والشباب بعودته الفنية القوية لبطولة دوري زين وتعدد مصادر الخطورة والجدوى الفنية للفرق السعودية المختلفة بعدما انحصرت خطورة المنافسة على الثنائية الأوتوجينيكية كاستراتيجية نجح في تطبيقها فريقا الهلال والاتحاد مؤخرا!! وترتبط هذه النواحي كذلك بتقارب نتائج الفرق ومنافستها المستمرة حتى الرمق الأخير وارتفاع المستوى الفني للمباريات كتسجيل الأهداف والتعادل الإيجابي عن السنوات الماضية!.. والاختيار الصحيح والانتقاء الدقيق للمدربين الذين أثروا إيجابا في الفرق التي أشرفوا على تدريبها كالتشيكي غاروليم، والاستقرار الفني والنضج الفكري لبرودوم الشباب من الأسباب الثانوية المؤثرة برأيي! كل عام والأمتين العربية والإسلامية بخير وبركة.. و«رمضان كريم» أعاننا الله وإياكم على صيامه وقيامه (آمين).