تحذيرات من المغالاة والإسراف في استخدام زينة رمضان

حتى لا تصبح نوعا من الاستعراض

تزدان العديد من مواقع التسوق والفندقة بالبلاد بمظاهر الزينة الرمضانية («الشرق الأوسط»)
TT

حذر مختصون من المغالاة في استخدام أدوات الزينة التي اعتاد الناس على وضعها قبل حلول شهر رمضان، حتى لا تكون نوعا من الاستعراض البعيد عن القيم الروحانية والدينية، وطالبوا بالابتعاد عن المغالاة التي من شأنها أن تتحول إلى بدع.

وأوضحت الداعية إيمان القرشي أن ما نراه من تجهيزات واستعدادات تسبق الشهر الفضيل جميعها تعبر عن فرحة الناس بقدومه، ولكننا نخشى من المغالاة في استخدام هذه الزينة، لافتة إلى أن بعض ربات البيوت يقمن بتغيير الأثاث في شهر رمضان واستحداث ديكورات خاصة فيه، معتبرة أن ذلك نوع من البدع.

وأضافت «بات لرمضان أوان وأطباق وأكواب خاصة به، وهذا جميعه نوع من الإسراف الذي ينهى عنه الدين»، وقالت «للأسف، نحن نستهلك ونشتري كل ما نجده في السوق من دون تمييز أو تفكير، حتى أصبح البعض يضع شجرة خاصة لرمضان في منزله يعلق عليها الفوانيس والأهلة والمباخر».

ويظل لشهر رمضان الكريم روحانية خاصة يستشعرها الناس قبل دخوله، ويلتمسونها في كل ما يحيط بهم، وتتجلى هذه الروحانية في المظاهر الاحتفالية وزينة الشوارع والأسواق والمطاعم، التي باتت تضع في ساحاتها أركانا خاصة برمضان مغطاة بالأقمشة ذات الطراز الإسلامي، إضافة إلى الفوانيس والأهلة والنجوم ذات الأنوار والألوان التي تعطيها رونقا، حتى وصلت هذه الروحانية إلى بعض المنتجات والمواد الغذائية الاستهلاكية التي أصبحت تتخذ من روحانية الشهر شعارا لها.

وأوضح محمد سالم، مسؤول تسويق بأحد المراكز التجارية، أنهم يستعدون قبل حلول شهر رمضان بأسبوعين على الأقل، لاستقبال زوارهم من خلال وضع الزينة المختلفة والمتمثلة في الإضاءة والمجسمات الرمضانية مثل الفوانيس والمباخر والأهلة لاستقطاب الزوار.

وأشار سالم إلى أنه نظرا لكثافة الإقبال على المراكز التجارية والمطاعم خلال شهر رمضان منذ ما بعد الإفطار تحديدا وحتى ساعات السحور، فإن المراكز التجارية تعمد إلى وضع خيمات وأركان خاصة تستضيف المتسوقين وتقدم لهم المأكولات والمشروبات الرمضانية المختلفة، بأوان خاصة للشهر الفضيل، معتبرا أن هذا الأمر مهم لضمان بقائهم فيه لفترات طويلة.

كما تقوم بعض المطاعم بتغيير مفارش الطاولات والسفر الرمضانية بأخرى مليئة بالنقوش والزخارف الإسلامية والخطوط الدينية، وتخصص هذه المراكز والمطاعم أوقات للمسابقات الثقافية والدينية للأطفال والكبار إلى جانب توفير جوائز مختلفة لهم.

وبين أحمد العلي، صاحب محل تحف وهدايا، أنه يعمل على توفير أكبر قدر في المحل من أدوات الزينة الخاصة برمضان من فوانيس مجسمة أو ورقية صغيرة ونجوم وأشكال مختلفة للهلال والمباخر، قبل حلول شهر رمضان، مبينا أنه يكثر الطلب عليها في هذه الأيام وحتى منتصف الشهر تقريبا.

من جهتها، بينت هالة محمد، مصممة ديكور، أن الناس اليوم أصبحوا يهتمون بالمظاهر والشكليات حيث بات لكل موسم زينة خاصة به وأدوات مختلفة، فزينة رمضان تختلف عن الحج، وزينة عيد الفطر تختلف عن زينة باقي الأعياد.

وحول أدوات ومواد الزينة الخاصة بشهر رمضان بينت أن زينة رمضان لهذا العام تختلف بعض الشيء لكونها تتميز بوجود شجرة مضاءة ومزينة بالفوانيس الكهربائية والأهلة والنجوم، إلى جانب الأقمشة المطرزة بالأشكال الإسلامية والتي تعتبر من المواد الضرورية للزينة كل عام.

وترى هالة أن أهمية هذه الديكورات واختلافها من موسم لآخر تأتي بهدف خلق الأجواء الروحانية والتي تميز كل مناسبة عن الأخرى، إلى جانب أن الأدوات التي تستخدم في التزيين جميعها يحكي تاريخ العالم الإسلامي في استقبال هذه الأيام والتعايش معها، لافتة إلى الفانوس الذي يحكي تاريخ الفاطميين الذين استخدموه وأصبح شعارا لرمضان من بعدهم، مؤكدة أنها تدعو الناس إلى البعد عن المغالاة في استخدام الزينة حتى لا تكون نوعا من الاستعراض البعيد عن القيم الروحانية والدينية.

ويوافقها الرأي محمد الحسن، مصمم ديكور، حيث بين أنه بات لرمضان زينته وديكوراته الخاصة التي من شأنها أن تضفي عليه الروحانية، كما أنها تعمل على تعزيز المظهر الاحتفالي به، ولا سيما في ظل الابتكارات والإكسسوارات الحديثة المتمثلة في أشكال الأهلة والنجوم بخامات عديدة ومختلفة سواء من الأقمشة أو الورق أو البلاستيك، موضحا أن هذه الروحانية تصل إلى داخل المنازل وتلامس كل ركن فيها.