«رمضان».. بت أشكو قصر الليل معك

يحل صيفا حتى عام 2015

TT

أكدت دراسة فلكية أجريت على الـ33 سنة المقبلة، أن شهر رمضان لهذا العام لن يكون الأخير في فصل الصيف، إذ سيستمر تزامنه معه حتى عام 2015م، حتى يقترن الشهر مع دخول فصل الربيع على مدى 8 سنوات، وحتى عام 2023م، حيث يعتدل الطقس ويتساوى طول الليل مع النهار.

وبحسب الدراسة يتزامن شهر رمضان في عام 1445هـ مع فصل الشتاء البارد الذي يليه، حيث يقصر النهار ويطول الليل ويستمر باردا 8 سنوات أخرى حتى عام 1452هـ الموافق 2030م، حيث يتزامن شهر الصيام مع فصل الخريف ويستمر 8 سنوات أخرى حتى عام 2038م، وهو العام الذي يوافق 1460هـ.

ويوضح الدكتور نايف الشلهوب، مدير التوعية والإعلام البيئي في الرئاسة العامة للأرصاد، لـ«الشرق الأوسط» أن «الفرق التقريبي بين بداية الأشهر الميلادية والأشهر العربية يبلغ نحو أحد عشر يوما في عكس عقارب الساعة، أي يتم تقدم الشهر الهجري عن دخوله للسنة الماضية بواقع أحد عشر يوما».

وبين الشلهوب قائلا: «على سبيل المثال وافق دخول شهر ربيع الآخر في عام 1427هـ، 29 أبريل (نيسان) 2006م، ثم وافق دخول شهر ربيع الآخر عام 1428هـ الموافق 18 أبريل 2007م، أي بنقصان 11 يوما عن السنة الماضية، ثم وافق دخول شهر ربيع الآخر عام 1429هـ تاريخ 7 أبريل 2008م أي بنقصان نحو 11 يوما».

وأضاف الشلهوب: «تدور دورة دخول الأشهر ودخول الفصول، وبالتالي يتم دوران موقع الشهر الهجري وفصول السنة، فيأتي الشهر الهجري في الشتاء ثم بعد نحو 8 أعوام يأتي في الخريف، ثم يأتي بعد ذات الفترة في الصيف، ثم يأتي في الربيع، ثم يعود في الشتاء وهكذا، وبذلك تتم دورة الشهر على الفصول، وتستغرق هذه الدورة نحو 33 سنه حتى يعود الشهر في الفصل نفسه الذي صادف دخوله أول مرة».

ولفت مدير التوعية والإعلام البيئي في الرئاسة العامة للأرصاد إلى أن التحركات الفصلية للشهور القمرية (الهجرية) تجعل الصيام خلال فصل الصيف يمثل تحديا لارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات النهار، بينما كان الصيام خلال فصل الشتاء على العكس من ذلك.

وتلك الحال تذكر بقول الشاعر العربي الذي شكا لحبيبته قصر الليل معها، حال لقائهما، وفي الغياب تطول الليالي بوجده لها.

وأضاف الشلهوب: «تمكن التحركات الفصلية للشهور القمرية (الهجرية) من اختيار موعد العمرة وموسم الحج الذي يأتي في فصول مختلفة خلال الـ33 سنة، أي هي فرصة ليختار الحاج أي الفصول التي تناسبه وتناسب إمكانياته الجسمانية ليحج فيها لبيت الله».

واسشتهد الشلهوب بالحاج الذي يسكن البلاد الباردة، قد يكون من المناسب له الحج عندما يكون الحج في فصل الشتاء أو فصل الربيع، حيث يبلغ معدل درجة الحرارة العظمى في وقت الظهيرة في مكة المكرمة خلال فصل الشتاء ما بين 30 - 32 درجة مئوية، والصغرى عند الفجر ما بين 19 – 20 درجة مئوية، وخلال فصل الربيع يكون معدل درجة الحرارة العظمى في وقت الظهيرة ما بين 35 - 42 درجة مئوية، والصغرى عند الفجر ما بين 21 - 28 درجة مئوية.

ففي عام 1426هـ كانت وقفة يوم عرفة في يوم 9 يناير (كانون الثاني) أي في الشهر الممثل للشتاء وفي السنوات 1427هـ، 1428هـ، 1429هـ كانت الوقفة بعرفه في شهر ديسمبر (كانون الأول) وهو أول أشهر الشتاء. أما في عام 1430هـ، 1431هـ، 1432هـ فكانت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) أي في نهاية فصل الخريف، وهو من الفصول الانتقالية، وكذلك الحال في هذا العام، فالوقفة بمشيئة الله ستكون في شهر أكتوبر (تشرين الأول) وهو الشهر الممثل لفصل الخريف بالمملكة، ومن المتوقع أن تكون الوقفة في السنة القادمة بمشيئة الله خلال شهر أكتوبر أي في الشهر الممثل لفصل الخريف بالمملكة.