الصيادون الألمان يطالبون بقتل كلاب البحر النهمة

لا تترك لهم فرصة لصيد السمك

TT

في فيلم أميركي قديم يحمل عنوان «النوارس والبطريق»، يحاول بطل الفيلم قتل النوارس «الشريرة»، التي تخطف البيض من البطريق قبل أن يفقس، لكنه يفهم في نهاية الفيلم أنه كبشر، لا يجوز له أن يتدخل في الصراع الجاري في الطبيعة.

اليوم في شمال ألمانيا، وعلى شواطئ بحر الشمال بالضبط، يطالب الصيادون بقتل كلاب البحر المنتشرة هناك انتصارا للأسماك، فضلا عن أن الصيادين الألمان يشكون من أن كلاب البحر النهمة لا تترك لهم أي فرصة لصيد السمك بما يكفي لسد رمق أطفالهم. منظمة حماية البيئة في المنطقة، التي تقع قرب ميناء «فريدريشسهافن»، أحصت قبل ست سنوات وجود 24 ألف كلب بحر تعيش على الشواطئ. وحسب تقدير العلماء، يأكل كلب البحر يوميا معدل 8 كغم من السمك أو أكثر، الأمر الذي يرفع حصيلة الصيد اليومية لكلاب البحر إلى 192 ألف كغم من السمك.

نقابة الصيادين في فريدريشسهافن قدرت أعداد كلاب البحر عام 2011 بنحو 31 ألف حيوان، وهذا يعني أنهم يأتون يوميا تقريبا على كل سمك الشواطئ، ولا يتركون للصيادين شيئا يذكر. كما تسبح هذه الحيوانات السريعة مسافة 100 كم داخل البحر بحثا عن السمك، وهو ما يدفع الصيادين الألمان إلى خرق المياه الإقليمية أحيانا سعيا وراء السمك.

لورنس ماركواردت، رئيس نقابة الصيادين، قال إن 15 ألف كلب بحر تكفي للقضاء على الثروة السمكية في المنطقة بعمق 100 كم في البحر. وطالب لذلك بإطلاق أيدي صيادي كلاب البحر والجلود في أثر هذه الحيوانات مرة كل 10 سنوات.

اتفق معه في الرأي أندرياس شوبر، من اتحاد المنظمات السياحية، الذي قال إن كلاب البحر نفسها تجتذب عددا من السياح إلى المنطقة، إلا أن بقايا السمك الذي تتركه على السواحل يلوث المنطقة ويطلق رائحة غير محببة للسابحين. كما حذر من تفشي الأمراض بين كلاب البحر نفسها بسبب كثرتها ومخلفاتها.

ينز اينمارك، من جمعية الرفق بالحيوان، قال إن موضوع «القتل خوفا من الموت» لا ينطبق على الصراع في الطبيعة. وأضاف أن ألمانيا فخورة بمستعمراتها من كلاب البحر، المهددة في مناطق أخرى بالانقراض، فضلا عن ذلك فإن الصيادين لا يريدون قتل كلاب البحر رحمة بالأسماك. الحل الأمثل بالنسبة إليه هو إعادة استيطان الأجيال التالية من كلاب البحر على شواطئ بحر الشمال الأخرى.