اشتباكات عنيفة في جمعة «انتفاضة العاصمتين».. والجيش الحر يأسر قرابة 100 جندي و«شبيح» في حلب

العقيد العكيدي لـ«الشرق الأوسط»: معنوياتنا مرتفعة وجيش الأسد يستعد لاقتحام الأحياء المحررة

عنصر من المعارضة السورية يشير الى آثار الدمار عقب قصف قوات النظام لبلدة قارة في ريف دمشق (أ.ف.ب)
TT

تواصلت الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب لليوم الثامن على التوالي أمس بين الجيش النظامي وعناصر «الجيش السوري الحر»، الذي أكد سيطرته على أحياء عدّة في المدينة، فيما لبى السوريون في مناطق عدة دعوة المعارضة السورية للتظاهر في جمعة «انتفاضة العاصمتين - حرب التحرير مستمرة»، في إشارة للعاصمة السياسية دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب، وسط أنباء عن سقوط أكثر من 70 قتيلا.

ووسط مخاوف من حصول مجزرة في حلب، بالتزامن مع استقدام قوات الأمن السورية لتعزيزات جديدة واستعدادها لمعركة حاسم تعيد إحكامها لسيطرتها على المدينة، استمر القصف بالمروحيات على أحياء عدة في المدينة تحديدا أحياء صلاح دين والأعظمية وبستان القصر والمشهد والسكري والحمدانية، حيث يسيطر «الجيش الحر»، وفق المعارضة السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انفجارات هزت حيي الفردوس والمرجة، فيما دارت اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية (وسط حلب) وساحة سعد الله الجابري، مشيرا إلى أن «مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة هجوم كبير تعد له قوات النظام في حي صلاح الدين من أجل استعادة الأحياء التي خرجت عن سيطرتها والتي تشهد اشتباكات منذ أسبوع».

وتحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن «قصف عنيف بصواريخ ورشاشات الطائرات المروحية على حي صلاح الدين»، لافتة إلى أن قوات الأمن أطلقت النار على مظاهرة خرجت في حي الخالدية من جامع الغفران، وسقوط 10 قتلى على الأقل في حي الفردوس. وفي موازاة بث ناشطين معارضين شريط فيديو لقرابة مائة عنصر من عناصر الجيش والأمن والشبيحة، بينهم ضباط (من رتب عقيد ورائد ونقيب) تم أسرهم من قبل لواء التوحيد خلال الاشتباكات الأخيرة في حلب، أكد قائد المجلس العسكري في «الجيش الحر» في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط» أن وحداته «تقاتل بمعنويات مرتفعة، ونحن لدينا قضيتنا وهدفنا، في حين أن جيش الأسد منهزم وعشرات الانشقاقات تحصل يوميا ولا يقوى عناصره على الخروج من دباباتهم في حلب».

وقال العكيدي إن «النظام يواصل قصفه العنيف للأحياء المحررة بقذائف الهاون وبالمروحيات ما أوقع عشرات الجرحى أمس وعددا من القتلى في صفوف المدنيين العزل»، مشيرا إلى أن «جيش الأسد وليس النظامي، لأننا نحن الجيش النظامي، يحاصر أحياء عدة في حلب في محاولة لاقتحامها وبسط سيطرته»، لافتا إلى «اشتباكات عنيفة جدا في وسط المدينة أمس».

وأوضح العكيدي «نقاتل وفق أسلوب حرب العصابات، ونحن قادرون ميدانيا على تكبيد جيش الأسد خسائر كبرى لأننا أقوى منه في حرب الشوارع ولدينا الإصرار والتصميم على القتال حتى لو بقي رجل واحد منا»، مشيرا إلى«إننا جميعنا من أبناء المنطقة وأعلنا النفير العام وانضم إلينا عناصر الجيش الحر من ريف حلب وإدلب لمساعدتنا».

وفي العاصمة السورية دمشق، أحرقت قوات الأمن عشرات المنازل العائدة لناشطين خلال اقتحامها حي الحجر الأسود، فيما تواصلت حركة النزوح من حي القدم الذي شهد انتشارا أمنيا كثيفا أمس، ومنعت قوات الأمن وفق الناشطين المعارضين من إقامة صلاة الجمعة في معظم المساجد. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «تحليقا كثيفا للطيران المروحي شهدته سماء حي المزة أمس منذ ساعات الصباح الباكر».

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة معضمية الشام لقصف عنيف بالطيران الحربي استخدمت خلاله القذائف والرشاشات الثقيلة، وانتشرت قوات الأمن وعناصر اللواء 112 في مدينة كناكر منعا لخروج المظاهرات. وفي إدلب، شهدت مدينة معرّة النعمان قصفا متواصلا بمدفعية دبابات النظام المتمركزة في وادي الضيف، وتمكن عناصر الجيش الحر مساء من السيطرة على حاجز للجيش النظامي. وذكر المرصد السوري أن «الاشتباكات العنيفة التي دارت بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية أسفرت عن تدمير النقطة العسكرية الأمنية المشتركة بشكل كامل وأسر أكثر من 50 بينهم 14 ضابطا وصف ضباط والحصول على أسلحة متنوعة».

وكانت مظاهرات عدة خرجت بعد صلاة الجمعة في بلدات وقرى ريف إدلب، تحديدا في بلدات الركايا وحربنوش ومعرة مصرين وحيش والشيخ مصطفى وبنش وكفرنبل وسرمين وحاس والبشيرية وسفوهن وكفرومة وقرى جبل الزاوية بينما تعرضت مظاهرات مدينة إدلب لإطلاق نار من القوات النظامية.

أما في حمص، فقد أشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى أن «جيش النظام قصف بعنف أحياء حمص القديمة، باب الدريب، باب هود، الصفصافة، الحميدية، باب تدمر وادي السايح»، مستخدما «المدفعية والصواريخ في عمليات القصف على المدنيين».

وفي بلدة الغنطو، أفاد ناشطون عن سقوط أكثر من 20 قذيفة هاون استهدفت المسجد والمنازل بالتزامن مع قصف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية. أما في الحولة، فقد أطلقت قوات النظام رصاص القناصة لتفريق مظاهرة هتفت لإسقاط النظام. وفي تدمر طوقت قوات الأمن جوامع المدينة منعا لخروج المظاهرات.

وفي الرستن، واصلت قوات الأمن قصفها العنيف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع حصار خانق تشهده المدينة، في ظل انقطاع كافة مقومات الحياة من ماء وخبز وحليب الأطفال وكهرباء ونقص حاد في المستلزمات الطبية والإسعافية.

بدورها، شهدت مدينة دير الزور قصفا مدفعيا عنيفا طال أحياء عدة، لا سيما أحياء الحميدية والعرضي والشيخ ياسين. وحاصرت قوات الأمن المصلين في مسجد المصلى داخل مدينة الميادين، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وجيش النظام في الشارع العام. وتجدد القصف المدفعي العنيف على مدينة البوكمال.

إلى ذلك، قصفت قوات الأمن بقنابل الهاون أحياء اليرموك والجورة والأربعين في منطقة درعا البلد، كما دارت اشتباكات عنيفة في حي طريق السد مع «الجيش الحر»، الذي تمكن من السيطرة على مخفر المخيم. وتعرضت مدينة الكرك الشرقي بدورها لقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة.