«العراقية» تنفي تراجعها عن «ملف الاستجواب» عشية أول رحلة للمطلك بعد تسوية قضيته مع المالكي

مقرب من علاوي لـ«الشرق الأوسط»: نبحث عن الإصلاح لا المجاملات

TT

نفت القائمة العراقية تراجعها عن ملف استجواب رئيس الوزراء نوري المالكي، مع التأكيد على عدم وضعها خطوطا حمراء أمام أي لقاءات ثنائية يجريها قادة القائمة أو نوابها مع قادة ونواب الكتل السياسية الأخرى، بهدف حلحلة الأزمة السياسية والبحث عن أساليب جادة لعملية الإصلاح. وقال هادي الظالمي، الناطق باسم حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها إياد علاوي، تعليقا على سلسلة لقاءات أجراها مؤخرا عدد من قادة القائمة العراقية البارزين، مثل زعيم جبهة الحوار الوطني صالح المطلك، مع رئيس الوزراء نوري المالكي، ورئيس تحالف الوسط المنضوي تحت القائمة العراقية وزعيم الحزب الإسلامي إياد السامرائي، مع رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، إن «هذه اللقاءات وإن كان طابعها حتى الآن لا يخرج عن كونها مجاملات سياسية بسبب رمضان، أو أن شهر رمضان هو الذي أتاح الفرصة لحصولها، ولكنها في كل الأحوال لن تكون بديلة عن الحوارات الجادة والحقيقية التي تنطلق من قناعات وأسس صحيحة للإصلاح وعملية بناء الدولة».

وأضاف الظالمي لـ«الشرق الأوسط» أن «زعيم القائمة العراقية لم يغير مواقفه من هذه المسألة أو تلك إلا لكونها تعبر عن مصلحة وطنية وليست مسألة شخصية، وبالتالي فإنه في الوقت الذي لا يعارض فيه أي لقاءات شخصية بين قادة العراقية وقادة الكتل الأخرى من منطلق أن هذه اللقاءات يمكن أن تؤدي إلى حلحلة الأزمة السياسية، يؤكد دائما على الثوابت التي من أبرزها الآن ملف استجواب رئيس الوزراء الذي لم تتغير القناعات به حتى يتم سحبه أو التراجع عنه».

وأوضح الظالمي أن «جزءا من اللقاءات التي تحصل الآن إنما تعبر عن قلق الجميع حيال المتغيرات المتسارعة في المنطقة، لا سيما ما يجري في سوريا وانعكاساته المحتملة على العراق»، مشيرا إلى أن «موقف علاوي من ورقة الإصلاح التي أعدها التحالف الوطني لم يتغير، وهو أيضا موقف العراقية وموقف شركائها في التحالف الكردستاني، وحتى التيار الصدري الذي أكد أنه لم يعد طرفا في لجنة الإصلاح لأنه هو من طالب بالإصلاح أصلا».

إلى ذلك بدأ نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، صالح المطلك، زيارة إلى تركيا بعد يومين من لقاء جمعه مع المالكي بعد قطيعة استمرت نحو 8 أشهر تبادل خلالها الطرفان الاتهامات وتراشقا بالألفاظ، وفي المقدمة منها وصف المطلك للمالكي بأنه «ديكتاتور أسوأ من صدام حسين»، الأمر الذي حمل المالكي على تقديم طلب إلى البرلمان لسحب الثقة من المطلك قبل أن يتراجع ويسحبه على أثر وساطة قام بها نائب رئيس الجمهورية، خضير الخزاعي.

وفي الوقت الذي أشارت فيه بعض المصادر السياسية إلى أن المطلك تعهد للمالكي بلعب دور الوسيط بينه وبين رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، فإن مقربا من المطلك أكد لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، أن «الزيارة التي يقوم بها الدكتور المطلك إلى تركيا حاليا هي رحلة علاج يمكن أن تستمر يومين أو ثلاثة وليست مصممة أصلا لأن تكون زيارة سياسية»، مشيرا إلى أن «ذلك لا يمنع من إجراء حوارات سياسية مع القادة الأتراك مثل أردوغان أو وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي التقاه المطلك بالفعل». وكشف المصدر المقرب من المطلك عن أن الأخير «استأذن المالكي بقيامه بهذه الرحلة وأن المالكي رحب بذلك، وأنه لا يستطيع أن ينفي أو يؤكد إمكانية قيامه بدور الوساطة أو ترطيب الأجواء بين البلدين».