رئيس جهاز الاستخبارات البلجيكي: السلفيون يشكلون الخطر الأكبر على المجتمع

قال إن السلفية السياسية أخطر من «الجهادية» ونخشى تداعيات اصطدامها باليمين المتشدد

TT

حذر ألاين واينانت، رئيس جهاز الاستخبارات البلجيكي، من أن السلفيين وتيارات الإسلام الراديكالي، تشكل أكبر تهديد لبلجيكا، وطالب الدولة بتعيين مزيد من الموظفين في الجهاز الأمني حتى يستطيع أن يؤدي الدور المطلوب منه، وفي نفس الوقت اشتكى من وجود عوائق قانونية لمواجهة التطرف ومنها عدم القدرة على اللجوء إلى إجراءات استثنائية في هذا الصدد، مثل التنصت على الهواتف أو عمليات تفتيش واسعة وسريعة للمنازل. وخلال تصريحات نشرت أمس في بروكسل، قال المسؤول الأمني، إن «السلفيين هم أشخاص يعتقدون فقط بالإسلام الذي كان أيام الرسول وثلاثة أجيال بعده، ولهذا يحاولون العيش بنفس الطريقة والظروف التي كان عليها الإسلام في هذا الوقت، ويحاربون قيم التحديث». ونبه المسؤول الأمني إلى أن «هذا الأمر لا يزال يلقى قبولا ومؤيدين من خلال أشخاص ينضمون إليهم، ويعيشون في مجتمع منغلق ويرفضون المجتمع الحديث، ولديهم في مجتمعهم وسائلهم للعيش من علاج وبنوك وتعليم». وحذر رئيس جهاز الاستخبارات البلجيكي، من أن الجهادية السلفية قفزت مؤخرا وظهرت للجميع، ولكن الذي يقفز وبشكل أكثر سرعة «السلفية السياسية»، وهو أمر مثير للقلق للغاية، لأنها مثل «غدر السم»، وتتحرك في عدة اتجاهات، وقد تنجح في استقطاب أعداد من أبناء المجتمع البلجيكي، في وقت تنتشر فيه المنظمات اليمينية المتشددة، والتي تحارب ما يسمى «أسلمة المدن الأوروبية» وهي مواجهة قد تعطل البلاد، وخاصة أن هناك مخاوف من انضمام اليسار المتطرف إلى المواجهة بين الآخرين (الإسلام المتشدد واليمين المتطرف). وأشار واينانت رئيس جهاز الاستخبارات البلجيكي إلى أن «مجرد حظر المنظمات المتطرفة مثل (الشريعة في بلجيكا) لن يفيد، وإنما المطلوب خطة أوسع لها أبعاد اجتماعية واقتصادية، وهذا الأمر يعتبر خارج نطاق عمل الجهاز الأمني، منبها في الوقت نفسه أن المنظمات الراديكالية غير محظورة، ما دامت لم تدع إلى العنف». وقال واينانت: «في المجتمع الديمقراطي، كل شخص لديه الحق في التعبير عن رأيه دون اللجوء إلى سلوك غير مقبول». وفي فبراير (شباط) الماضي قال رئيس الاستخبارات البلجيكية، إن جهاز الاستخبارات الأمنية يجب أن يظل ناشطا في الخارج حتى تظل الأعين والآذان مفتوحة دائما، مشيرا إلى أن عدد الجواسيس في بروكسل حاليا أكثر من عددهم إبان فترة الحرب الباردة. وحول العمل الداخلي والتهديدات الداخلية قال مدير الاستخبارات «نركز حاليا على مراقبة عمل وعناصر جماعة الشريعة في بلجيكا، والتي تتبع الفكر السلفي المتشدد، ويتخذون مواقف متشددة ويستخدمون عبارات شديدة اللهجة، وهي جماعة تضم أشخاصا من المغرب، والشيشان، والبلجيكيين الذين اعتنقوا الإسلام مؤخرا، هؤلاء جميعا يعارضون القيم الغربية ويفضلون العيش في مجتمع ينفذون فيه معتقداتهم، وهم يشكلون منظمة تعرقل إدماج المهاجرين في المجتمع البلجيكي، وهناك جماعات ومنظمات مماثلة تعمل في دول أخرى، ومنها جماعة الشريعة في بريطانيا». أما عن اليمين المتشدد فقد ذكر مدير الاستخبارات البلجيكية، أنه «بدأ يتراجع نوعا ما، كما أن هناك منظمات تابعة له فشلت في جذب أعضاء جدد إليها»، مضيفا أن «الخطر الجديد يتمثل في جماعة يطلق عليها ذئاب المجتمع، من أمثال أندرس بيرينغ برييفيك، منفذ الهجوم الذي أودى بحياة العشرات في النرويج منتصف العام الماضي». وقال واينانت، إن «هؤلاء الأشخاص يمكن أن تجد أمثالهم في اليسار المتشدد والإسلاميين المتشددين، ومن الصعب الكشف عن خططهم قبل تنفيذها، والأمر يعتمد هنا على نسبة كبيرة من الحظ لكشف العملية قبل وقوعها، لأنه من الصعب مراقبة كل أنشطة الإنترنت حتى يمكن الكشف عن مثل هذه الأمور». واستطرد يقول، إن «عناصر اليسار المتشدد لم تنشط بعد في بلجيكا لدرجة خطيرة على غرار ما يحدث في اليونان أو إيطاليا، ولكن الأمر يستدعي دائما وضعهم تحت أعيننا، وخاصة أن هناك محاولات لجذب الشباب إلى طريق التمرد على الأوضاع الحالية، مستغلين في ذلك الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، ولا سيما أن الشباب هم الأكثر تضررا من هذه الأزمة وانتشار البطالة، ومن الطبيعي أن يكون لهم رد فعل على هذا الأمر، ولكن نحن لا نتوقع منهم القيام بأشياء خطيرة، وكل ما نخشاه هو تسلل أعداد من الفوضويين والمتشددين إلى صفوف هؤلاء الشباب، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار كل هذه الاحتمالات».