مصدر: أنان يواصل جهود الوساطة في سوريا رغم كونه «كبش فداء»

لادسو: الأمم المتحدة تواصل مساعيها لوقف العنف.. ومود يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو أجلا

مواطنون يشيعون أحد ضحاياهم الذي قتل في مدينة القصير أول أمس على يد القوات النظامية (رويترز)
TT

قال مصدر قريب من جهود الوساطة في سوريا أمس إن الوسيط الدولي كوفي أنان ما زال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة هناك، «رغم كونه كبش فداء» لفشل جانبي الصراع في سوريا في الاتفاق.. فيما قال الجنرال النرويجي روبرت مود، الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا، إنه يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو آجلا.

وقال المصدر لوكالة رويترز إن أنان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتمعا في لندن أمس لبحث مستقبل جهود الوساطة وبعثة المراقبة التابعة للمنظمة الدولية. وأضاف، طالبا عدم تعريفه، أن «مجموعة العمل» الخاصة بسوريا قد تعاود الاجتماع قريبا لكن ليس على المستوى الوزاري. وذكر المصدر أن موسكو وجنيف ونيويورك كلها أسماء وردت كأماكن مقترحة لاستضافة المحادثات المقبلة حول «خريطة طريق لتسوية سياسية» اتفقت عليها القوى الكبرى في جنيف يوم 30 يونيو (حزيران)، لكن ليس هناك خطة محددة بعد.

وأشار المصدر إلى أن اجتماع معارضي الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة المستقبل أمر مشجع، مضيفا أنه لا يعتقد أن أنان على اتصال في الوقت الحالي بالعميد مناف طلاس الذي كان من المقربين للأسد قبل أن ينشق.. وقال: «نحثهم على أن يسرعوا ويصبحوا متماسكين بالقدر اللازم، ويجلسوا مع محاوريهم من جانب آخر».

وكان مجلس الأمن قد مدد عمل بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا لمدة شهر، لكن قوامها انخفض إلى النصف بسبب الوضع الأمني المتدهور. وطلب المجلس من أنان تقديم تقرير بعد 15 يوما، مما يعني أنه سينقل تقييمه للوضع في سوريا إلى القوى العالمية يوم الخميس أو الجمعة القادمين. وقال المصدر: «أمامنا 23 يوما والوقت يمضي. نسمع دقات الساعة عالية جدا في الأمم المتحدة.. لأن هذا يعني أن مجلس الأمن يمكن أن يقرر يوم 19 أغسطس (آب) عدم تجديد المهمة».

كما أوضح المصدر أن العنف المستمر والوضع الأمني المتدهور يجبران أنان على «تقييم وإعادة تقييم أساليبه»، وأنه يراقب الوضع حول حلب بقلق بالغ. وأضاف: «نشهد تصعيدا للقتال، مما يعني أن الطرفين ما زالا غير مستعدين للحديث».

وردا على سؤال حول إمكانية أن يترك أنان المهمة، قال المصدر إن «المجتمع الدولي - وليس أنان هو الذي فشل حتى الآن في حل هذه الأزمة»، وتابع «فشلوا في حل هذه المشكلة.. فشلوا في تنفيذ خطة ألزموا أنفسهم بها. الأمر لا يتعلق بكوفي أنان، وإنما بخطة تبناها المجتمع الدولي. فشل المجتمع الدولي وفشلت الأطراف على الأرض». وأضاف: «يحدث كثيرا في أي صراع أن يكون الوسيط كبش فداء. وهذا هو ما يحدث في هذا الصراع».

من جهته، أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو أمس أن الأمم المتحدة تواصل مساعيها لوقف أعمال العنف في سوريا، رغم مغادرة نصف المراقبين الدوليين هذا البلد. وقال لادسو للصحافيين في ختام يومين من المحادثات التي أجراها في دمشق مع مسؤولين سوريين وشخصيات معارضة إن «هدف بعثة المراقبين الدوليين في سوريا هو المساهمة في وقف أعمال العنف، وهذا يشمل استخدام الأسلحة الثقيلة من جانب القوات الحكومية».

وأضاف أن المنظمة الدولية تريد أيضا المساهمة في إطلاق «عملية سياسية» وفقا لخطة أنان، و«لا بديل عنها حتى الآن»، آسفا لـ«ارتفاع وتيرة العنف في شكل كبير» في مختلف المدن السورية.

وردا على سؤال، أوضح لادوسو أن «مجلس الأمن لم يتلق اقتراحات في شأن إرسال جنود دوليين إلى سوريا»، وأضاف أن نصف المراقبين الدوليين البالغ عددهم 300 غادروا سوريا «مؤقتا» بسبب أعمال العنف، و«إذا تغيرت الظروف فسيتم إرسالهم مجددا».

وفي غضون ذلك، قال الجنرال روبرت مود الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا، والذي غادر دمشق في 19 يوليو (تموز)، لوكالة رويترز إنه يعتقد أن الأسد سيسقط إن عاجلا أو آجلا. موضحا أن «سقوط نظام يستخدم مثل هذه القوة العسكرية المفرطة والعنف غير المتناسب ضد السكان المدنيين، ليس إلا مسألة وقت في رأيي». بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في لندن عن «القلق الشديد لاحتدام أعمال العنف في حلب»، ودعا «الحكومة السورية إلى وقف الهجوم» الذي تشنه على هذه المدينة. وقال مون: «أحث الحكومة السورية على وقف الهجوم» مضيفا، إثر مباحثات مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، إن العنف يجب أن يتوقف «من قبل الجانبين».

إلى ذلك، قالت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن نمطا ظهر على الأرض يتمثل في عودة قوات الأسد لاستخدام القصف ونيران الدبابات وعمليات التفتيش من منزل إلى منزل.