إشادة دولية واسعة بمخرج حفل افتتاح أولمبياد لندن

شكوك حول تورط مسؤولين من 54 دولة في بيع تذاكر بالسوق السوداء

مشهد بانورامي للمشاركين في الدورة خلال حفل الافتتاح (أ.ب)
TT

حظي المخرج المتألق داني بويل بإشادة عالمية بعد حفل الافتتاح المذهل لأولمبياد لندن 2012 الذي رسم من خلاله صورة للشخصية البريطانية ولجدارته الفنية.

ووصف متحدث باسم الحكومة حفل الافتتاح بأنه «عرض رائع للبلد اتسم بالتنوع والحيوية وربط التاريخ بالحداثة.» وكتبت صحيفة «تايمز» في صفحتها الرئيسية: «أفضل عرض على وجه الأرض»، مشيرة إلى أن العرض الذي استمر لثلاث ساعات ونصف الساعة ترك الجماهير متأثرة، فيما كتبت صحيفة «ديلي تليغراف»: «الذهاب إلى الذهب».

ووصفت صحيفة «صن» واسعة الانتشار الملكة إليزابيث الثانية بأنها «فتاة جيمس بوند» الجديدة بعدما ظهرت مع دانييل كريغ، بينما أشارت صحيفة «ديلي تليغراف» إلى أنها «ليلة العجب.» وأوضحت «ديلي تليغراف»: «لقد كانت صاخبة جريئة فوق كل شيء.. كانت رائعة وبريطانية.» وأشارت الصحيفة إلى أن داني بويل «آثر الروح والتاريخ والفكاهة وحب الوطن لبلد استثنائي، بما أنه حقق نجاحا غير مسبوق في حفل افتتاح الأولمبياد.» وانتقد البعض حفل الافتتاح بسبب محاولة «تضمنه الشقين السياسي والاجتماعي ومتعدد الثقافات»، حيث تضمن مونتاج الفيلم قبلة مثلية وأظهر رمز مناهضة الأسلحة النووية.

وأشارت صحافية «ذي ميل» إلى أن حفل الافتتاح منح الدورة الأولمبية «انطلاقة قوية» مثلما لم يحدث من قبل، فيما رأت صحيفة «غارديان» الأمر على أنه «شامل». وكتبت الصحيفة: «من أرض ريفية خضراء ومرورا بأعمدة المداخن التي ميزت الثورة الصناعية ووصولا إلى عصر الإنترنت، حاول داني بويل أن يميز الشخصية البريطانية.. الطائشة.. السريالية.. المتحركة، والملتبسة في كثير من الأحيان».

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن العرض كان «بريطانيا عريقا» وسببا للشعور بالفخر.

وقالت صحيفة «بيلد تسايتونغ» الألمانية: «واو.. ياله من عرض». ووصفت صحيفة «ذي تايمز» الهندية حفل الافتتاح بالـ«مبهر» مشيرة إلى أن لندن «قدمت صورة نابضة بالحياة للتراث والثقافة البريطانية الغنية.» في حين امتدح معلق تابع لـ«بي بي سي» حفل الافتتاح لكونه «مختلفا تماما» عن حفل افتتاح أولمبياد بكين قبل أربعة أعوام.

وبمشاركة أكثر من سبعة آلاف فرد؛ منهم بعض الأطفال، استعرض بويل تاريخ بريطانيا وموسيقاها ومجموعة من أبرز أفلامها، قبل أن يبدأ طابور العرض الذي شارك فيه آلاف أيضا من الرياضيين والرياضيات الذين يمثلون 204 دول تشارك في الأولمبياد.

وامتزجت كل هذه الأمور في استعراض ومهرجان رائع ومتعدد الثقافات. وكانت فقرة الملكة إليزابيث بمثابة طبقة الكريمة التي تزين وجه الكعكة.

وأمام أفراد العائلة الملكية في بريطانيا وسيدة الولايات المتحدة الأولى ميشيل أوباما وعدد من أشهر الشخصيات من شتى مجالات الحياة، كانت التحية الكبرى من نصيب البعثة البريطانية لدى دخولها إلى أرض الاستاد في ختام طابور عرض البعثات المشاركة.

وعندما وصلت الشعلة أخيرا إلى الاستاد الأولمبي عبر نجم كرة القدم الإنجليزي المخضرم ديفيد بيكام وذلك على متن قارب سريع، شارك عدد من أبرز الرياضيين الأولمبيين في تاريخ بريطانيا مثل السير ستيف ريدجريف ودالي طومسون وماري بيترز وكيلي هولمز مع سبعة لاعبين شبان في إيقاد المرجل الأولمبي بوسط الاستاد.

وشارك نحو 15 ألفا من المتطوعين في الإعداد لهذا الحفل وتنفيذ فقراته، وبلغت تكلفته 27 مليون جنيه إسترليني (نحو 42 مليون دولار).

من ناحية أخرى، بدأت الشرطة البريطانية تحقيقا حول بيع بطاقات دخول ملاعب الألعاب الأولمبية في لندن في السوق السوداء، فيما أكد المنظمون نيتهم القيام بتحقيق آخر حول عدم امتلاء المواقع الرياضية بالمتفرجين.

ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» أن 3 من شرطة «أسكوتلاند يارد» فتحوا تحقيقا حول بيع بطاقات الدخول في السوق السوداء بعد أن كشفت الصحيفة نفسها مدعمة بالوثائق أن بعض المسؤولين عن الألعاب وعملاء لهم «تم تصوريهم سرا وهم يبيعون آلاف البطاقات لأماكن جيدة في المدرجات بسعر يساوي 10 أضعاف ثمنها».

وبدأ المحققون فيما سمي «عملية بوديوم (المنصة)» للقضاء على الغش في بيع بطاقات الدخول، تحقيقهم الأسبوع الماضي قبل انطلاق الألعاب بعد دراسة متأنية لنحو 20 ساعة من شرائط فيديو قدمتها الصحيفة.

وينوي المحققون استجواب ممثلين عن اللجان الأولمبية في الصين وصربيا وليتوانيا، وقد يلجأون إلى توقيف البعض خلال الألعاب حسب الصحيفة التي أشارت إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية تفحصت هذه الشهادات وأوقفت بيع البطاقات الخاصة بالأولمبياد الشتوي عام 2014 في مدينة سوتشي الروسية.

وذكرت الصحيفة أن التحقيق يشك في أعمال فساد يشارك فيها رسميون وعملاء من 54 دولة على الأقل، فيما ذكر متحدث باسم «أسكوتلاند يارد» أن التحقيقات سمحت بتوقيف 16 شخصا في اليومين الماضيين، 5 منهم قبل حفل الافتتاح الجمعة بينهم ألماني وسلوفاكي، و11 أوقفوا السبت.

كما أكد منظمو الألعاب الأولمبية الثلاثين أنهم سيفتحون تحقيقا لمعرفة أسباب وجود العديد من المقاعد الفارغة في مدرجات المواقع الرياضية.

وكانت الطلبات التي تلقتها اللجنة المنظمة لشراء بطاقات الدخول عندما طرحت للبيع قبل عام تفوق قدرتها على تلبية الحاجة، بينما هناك الآن مواقع تشهد حضورا جزئيا خصوصا في مجمع الرياضات المائية وويمبلدون حيث تقام منافسات كرة المضرب.

وصرح متحدث باسم اللجنة المنظمة: «نعرف أن هناك مقاعد فارغة، وأن هذه المقاعد الفارغة توجد في مناطق محجوزة للأشخاص المعتمدين، ونحن بصدد معرفة أسباب عدم شغلها من قبلهم».

على صعيد آخر، أعلن رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012 سيباستيان كو أمس الأحد أن المرأة الغامضة التي ظهرت بجوار حامل العلم الهندي خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية هي من طاقم العمل، ولم يكن يفترض أن تظهر في ذلك المكان». وأضاف بالقول خلال مؤتمر صحافي: «لقد سمعت أنها من طاقم العمل، ولكنها زاد اندماجها مع الحدث بشكل طفيف». وعرفت وسائل الإعلام الهندية المرأة بأنها طالبة من بنغالور.

وصل ما تردد عن ظهور المرأة خلال حفل افتتاح الأولمبياد على ما يبدو إلى كو خلال مؤتمر صحافي في المركز الإعلامي بالحديقة الأولمبية. وفي إجابات لاحقة عن الأسئلة بهذا الشأن، أضاف كو كلمات: «يحتمل وعلى الأرجح» عند وصفها بأنا من فريق العمل.

وقال كو إنه سيتحدث إلى الوفد الهندي المشارك في أولمبياد لندن بشأن الواقعة، ولكنه رفض الإجابة عن سؤال ما إذا كان سيتم القبض على المرأة.

وأكد أن المرأة من الممكن أن تكون قد خضعت لكل الإجراءات الأمنية اللازمة عند دخول الحديقة الأولمبية. قائلا إنه «لم يكن ينبغي أن تكون هناك. ولكن ذلك لا ينفي أنها دخلت فقط.» وسيبحث كو سبل منع تكرر مثل هذه الواقعة. وقال مازحا: «سنضع ذلك في الحسبان في حفل الافتتاح المقبل.» ولكن بالنسبة للهند، لم يمر الأمر على أنه مزحة. حيث طالب الوفد الهندي باعتذار من جانب المنظمين لوجود سيدة غامضة بجوار حامل العلم الهندي خلال طابور عرض الفرق في حفل افتتاح الدورة.

وكانت اللقطات المصورة قد أظهرت سيدة شابة ترتدي ملابس غير رسمية باللونين الأحمر والأزرق في مقدمة الركب بجوار حامل العلم الهندي الملاكم سوشيل كومار.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إنديا» أن السيدة كانت تمثل تناقضا صارخا مع البعثة الهندية التي كانت ترتدي ملابس باللونين الأصفر والأزرق وبدت وهي تبتسم في وجه الكاميرات وتلوح أيضا.

ولم يكن الهنود يملكون أي معلومات عن هوية هذه السيدة.

ونقل عن القائم بأعمال رئيس البعثة بي كيه موراليدهاران راجا القول إنه «لم يكن هناك ما يستدعي وجودها في هذا المكان. لقد كانت بوضوح حالة تطفل. سنناقش ذلك مع المنظمين».