تونس: متحف باردو يفتح أبوابه من جديد أمام الزائرين

خضع لأعمال تهيئة وتوسعة لمدة 4 سنوات بتكلفة فاقت 14 مليون دولار

ضاعفت عمليات التهيئة مجموعة القطع الأثرية المعروضة لتصبح في حدود 8 آلاف وكذلك الرفع من طاقة استيعاب المتحف لتتطور من 600 ألف الى أكثر من مليون زائر
TT

بعد أن أغلق أبوابه سنة 2009 للتهيئة والتحسين، أعيد فتح أبواب متحف باردو الواقع في الضاحية الغربية للعاصمة التونسية يوم عيد الجمهورية (25 يوليو/ تموز الجاري) أمام الزوار، وتمكن من لبس حلة جديدة. وأكدت كل الأطراف الثقافية والسياحية أن المتحف سيكون قادرا على جذب آلاف السياح والزائرين، سواء من تونس أو من الخارج.

وضاعفت عمليات التهيئة مجموعة القطع الأثرية المعروضة لتصبح في حدود 8 آلاف قطعة أثرية، وكذلك الرفع من طاقة استيعاب المتحف لتتطور من 600 ألف زائر إلى أكثر من مليون زائر. وأكدت ألفة الحاج سعيد، المكلفة بالمتابعة الفنية للمشروع، لـ«الشرق الأوسط»، أن الكلفة الإجمالية لعمليات التهيئة قدرت بنحو 20 مليون دينار تونسي (نحو 14 مليون دولار أميركي)، ونفذت مختلف مراحله خبرات تونسية بالتعاون مع مهندسين وخبراء من فرنسا. وأضافت أن المبلغ الإجمالي للتهيئة والتوسعة والتحسين قد توزع بين 16 مليون دينار تونسي خصصت للبناءات، ومبلغ 4.2 مليون دينار تونسي وجهت للتهيئة المتحفية.

ولئن تم الإعلان عن فتح متحف باردو أمام الزوار منذ الآن فإن عملية التدشين الرسمية والإعلان النهائي عن انتهاء مختلف عمليات التهيئة لن تتم قبل حلول شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وكان أصحاب وكالات الأسفار وديوان السياحة قد ضغطوا على وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من أجل التعجيل بفتح أبواب المتحف في ذروة الموسم السياحي، باعتبار أن متحف باردو يعتبر نقطة قارة ضمن برمجة المسالك السياحية بالعاصمة التونسية.

وبشأن عمليات التهيئة والتوسعة، فقد سعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث كذلك إلى ترميم الأجزاء الأصلية من قصر باردو الذي يقع ضمن سلسلة من القصور التي بناها الحسينيون (من الحكم العثماني لتونس)، وتم تدشين قصر باردو سنة 1888 تحت اسم «المتحف العلوي»، وغيرت تونس تسميته عند استقلالها سنة 1956 ليحمل تسمية «المتحف الوطني بباردو»، وخصص القصر المحاذي للمتحف لأعضاء «البرلمان» التونسي.

وكانت أشغال التهيئة والتوسعة قد شملت قرابة 9 آلاف متر مربع، وقد ساهمت في مضاعفة المساحة الإجمالية للمتحف الوطني بباردو لتبلغ نحو 20 ألف متر مربع. ويعكس المتحف في ثوبه الجديد ثراء التراث التونسي وتنوعه من خلال طرق العرض العصرية، واهتمت 6 أجنحة جديدة بفترات تاريخية على غاية من الأهمية في تاريخ تونس، من بينها فترة ما قبل التاريخ، والفترة الفينيقية، والحضارة النوميدية، وخصص جناح بالكامل للكنز المستخرج من أعماق البحر في عرض سواحل المهدية (الساحل الشرقي لتونس)، واهتم جناح آخر بالفترة العتيقة إلى جانب العهود الزاهرة للعصر الإسلامي. وتمثل اللوحة الفسيفسائية الضخمة التي تحكي انتصار «نبتون» و«أفروديت» التي تعود إلى القرن الثاني للميلاد، أفضل استقبال للزائرين باحتلالها الصحن الرئيسي للمتحف، وهذا الصحن له طاقة استيعاب لا تقل عن 2800 زائر في الوقت نفسه.

وستتيح مجموعة الفضاءات المتوفرة بالمتحف في صيغتها الجديدة تحويل المتحف إلى فضاء ثقافي متكامل، وتتمثل تلك الفضاءات في مجموعة من المحلات التجارية، والمعارض الوقتية، ومكتبة متعددة الوسائط، وورش تعليمية على عين المكان، إضافة إلى مسارات للزيارة على ذمة الزوار.

وتغطي المجموعات الأثرية التي يقدمها متحف باردو مراحل تاريخية هامة من تاريخ تونس، ويضع المتحف على ذمة الزوار النسخة الأصلية الوحيدة في العالم لصورة الشاعر الروماني «فرجيل»، كما يمتلك لوحتين من الفسيفساء تجسدان الشاعر نفسه إلى جانب «أوليس»، وهما من أشهر القطع الفسيفسائية على المستوى الدولي. ويقدم المتحف للزائرين مجموعة من النفائس التاريخية الأخرى، من بينها نسخة من «القرآن الأزرق» وهو مخطوط بأحرف من ذهب ويعود إلى القرن الرابع للهجرة (القرن العاشر للميلاد).