مواجهة حاسمة لزعماء أحزاب الحكومة اليونانية لإقرار خفض النفقات

الألمان يفقدون الثقة في اليورو عملة لهم.. و71% يؤيدون خروج اليونان من «اليورو»

TT

تتعرض الحكومة الائتلافية اليونانية اليوم الاثنين لأول اختبار حاسم، من خلال اجتماع زعماء الأحزاب الثلاثة المشاركة في الحكومة وهم اندونيس سامراس وإيفانجيلوس فينزيلوس وفوتيس كوفيليس، حيث ينبغي على القادة الثلاثة الاتفاق فيما بينهم ووضع اللمسات الأخيرة على إقرار تدابير تقشفية جديدة بقيمة أحد عشر ونصف مليار يورو خلال العامين المقبلين.

وشهدت أثينا اليومين الماضيين سلسلة متواصلة من اللقاءات في وزارتي المالية والعمل من أجل استكمال قائمة التدابير التي من شأنها أن تقدم للموافقة عليها من قبل قادة الأحزاب الثلاثة، ومن المتوقع أن تشمل القائمة النهائية تخفيضات في معاشات التقاعد والرواتب والبدلات، واقتطاع معونات مالية في قطاعي الصحة والتعليم.

من جانبه، ذكر الناطق باسم الحكومة أن الهدف هو أن تكون التدابير الجديدة ذات عدالة اجتماعية، وتؤدي إلى مزيد من الأداء الفعال للدولة، ووقف الإنفاق غير الضروري، والاستخدام الأمثل للموارد، موضحا أن الجميع يعملون خلال اللقاءات والاجتماعات بشكل محموم لتحقيق أفضل نتائج ممكنة.

وكان قد تم الاتفاق بين زعماء الأحزاب الثلاثة الخميس الماضي على تدابير خفض عشرة مليارات يورو من حيث المبدأ، والآن يتم البحث عن تدابير تخفيض واحد ونصف مليار يورو المتبقية، والتي تم طلبها من وزارة المالية من دون الاقتراب للمعاشات والرواتب.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي أجري في ألمانيا أن الكثير من الألمان لم يعودوا يثقون في اليورو كعملة لهم، وكشف الاستطلاع عن أن 51% ممن استطلعت آراؤهم مقتنعون بأن ألمانيا سوف تصير أفضل من دون العملة الأوروبية الموحدة، وعبر 29% عن اعتقادهم بأن ألمانيا ستصير أسوأ إذا تخلت عن اليورو، وقال 71% إنهم يرغبون في أن تخرج اليونان من منطقة اليورو إذا لم تلتزم أثينا بوعودها في برنامج التقشف، ولم يوافق على بقاء اليونان داخل منطقة اليورو في حال عدم وفائها بوعودها إلا 16% من المشاركين في الاستطلاع.

من جانبه قال رئيس أساقفة أثينا وعموم اليونان ايرونيموس موجها حديثه إلى الأوروبيين: «نحن لسنا مستعمرة»، وأعلن في حديث له في منطقة فلورينا، في رسالة إلى الشركاء الأوروبيين مضمونها سنكون صادقين معكم ولكننا لن نسمح لكم بأن تخنقونا: «نعم نحتاج إلى الأجانب وأوروبا.. ولكننا نحن اليونان.. نحن البارثينون.. نحن فلورينا.. نحن لسنا مستعمرة.. هذا ما ينبغي أن نؤمن به وليس صعبا أن نؤمن بذلك».

ووجه ايرونيموس وهو رأس الكنيسة اليونانية ويتمتع بمصداقية شعبية كبيرة خطابا غير مباشر للشركاء الأوروبيين مؤكدا: «ما أخذناه منكم سنرده لكم.. فنحن صادقون ولكن هذا لا يعني أن تخنقونا»، ودعا ايرونيموس اليونانيين أن يمتلكوا الجرأة وأن يتقدموا، وقال: «بلادنا تعاني ويوجد خطر أن تشتعل هذه الشرارة في لحظة ما» على حسب تعبيره.