القوات النظامية تحاصر ريف دمشق.. والجيش الحر يقتحم نقابة المهندسين في حمص

نحو 100 قتيل في سوريا.. وأنباء عن مجزرتين في درعا والمعضمية

دبابة في أحد شوارع مدينة درعا أمس (إ.ب.أ)
TT

رغم اشتعال القتال على جبهة مدينة حلب، التي استحوذت أمس على المشهد الميداني في التطورات السورية، فإن محافظات ريف دمشق وحمص وحماه ودرعا ودير الزور واللاذقية لم تسلم من عمليات عسكرية مباشرة، وقصف مدفعي نفذته القوات النظامية أمس، مما أسفر عن سقوط نحو 100 قتيل، كما أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، سقط معظمهم في إدلب وريف دمشق وحلب، فيما حذرت المعارضة السورية من مجازر جماعية يخطط لها النظام في حلب ودمشق وحمص، كما دعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن. واخترقت أخبار المجازر أمس هذا المشهد المأساوي المتكرر؛ إذ أعلن المركز الإعلامي السوري عن مجزرة وقعت في منطقة «الشيخ مسكين» في درعا، وذهب ضحيتها ما يزيد على 30 قتيلا، والثانية في ريف دمشق وأعلنت عنها لجان التنسيق المحلية في سوريا، وذهب ضحيتها سبعة أشخاص.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا، تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية». في وقت كانت تدور فيه اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية باشتباكات وسط المدينة في «الشيخ مسكين» وعلى الطريق المؤدي إلى بلدة قرفا، وإطلاق نار كثيف من الدبابات على المنازل.

وأفاد ناشطون أمس أن قوات الجيش النظامية «ارتكب مجزرة جديدة في (الشيخ مسكين) في درعا»، وأكد موقع المركز الإعلامي السوري أن المجزرة «راح ضحيتها على الأقل 30 قتيلا». ونقل المركز عن ناشطين قولهم إن «البعض ممن قتل جرى نحرهم وحرقهم دون رحمة». وكتب ناشطون سوريون يتابعون الأوضاع، أن مدرعات الجيش النظامي السوري كانت «تدك منطقة (الشيخ مسكين) بدرعا، بشكل عشوائي، من خلال إطلاق قذائف صاروخية على أحياء (الشيخ مسكين) إلى جانب اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة». وبينما أعلن ناشطون أن عناصر الجيش السوري الحر قد استولوا على مدرعتين في الحاجز الجنوبي، «وجه أهالي (الشيخ مسكين) دعوات للتدخل لدعم عناصر الجيش في حربهم ضد قوات النظام».

في المقابل، أفاد التلفزيون السوري «بمقتل الإرهابي موسى أحمد المسالمة متزعم المجموعة الإرهابية التي كانت تقوم بترويع وخطف المواطنين في درعا»، كما أكدت قناة «الإخبارية السورية» على «وقوع خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين في منطقة الشيخ مسكين في درعا». وفي محافظة دمشق، قال ناشطون إن الوضع تفجر مرة أخرى صباح أمس. وأكد ناشط في مجلس ثورة دمشق في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «انفجارات قوية سُمعت أمس في منطقة السبع بحرات في قلب العاصمة السورية»، مشيرا إلى تعرض بعض المناطق في مركز المدينة «إلى قصف متقطع، وإطلاق نار، ويعتقد أنها معركة بين الجيش النظامي ومنشقين». وقال إن «قطع الطرقات استمر حتى بعد الظهر، منذ الساعة السابعة صباحا»، موضحا أن «منطقة المزة تعرضت لقصف عنيف وشهدت حركة نزوح كبيرة، بدءا من صباح أمس»، لافتا إلى أن «بعض المدارس في أحياء من العاصمة دمشق تحضرت لاستقبال النازحين». وفي محافظة ريف دمشق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحملة على بلدة معضمية الشام التي شهدت أول من أمس مقتل 29 شخصا، استمرت أمس، حيث «واصلت القوات النظامية حملات الدهم والاعتقال»، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش السوري قصف مجددا أمس معضمية الشام، مؤكدة «وقوع مجزرة؛ حيث وجدت جثث خمسة رجال مع جثتي امرأتين مقطوعتي الرأس». إلى ذلك، أكد أبو بلال الدوماني، الناشط في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط» على «تجدد القصف على دوما في ريف دمشق، كما تجدد القصف على منطقة ببّيلا التي بدأت تتعرض لقذائف المدفعية منذ منتصف ليل أول من أمس». وإذ أكد أن ريف دمشق «محاصر بأكمله، بحيث لا يسمح للرجال والشبان بالخروج من أحيائهم إلا بعد التدقيق المكثف في هوياتهم وسط انتشار عسكري كثيف للقوات النظامية»، أشار إلى أن المروحيات المقاتلة «حلقت في سماء حرستا، وفوق منطقة حموريا أمس». كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «قناصات الرحبة في منطقة (الهامة) تطلق النار بشكل كثيف على كل ما يتحرك، وشوارع الخابوري خالية تماما».

وفي حمص، كسرت المشهد عملية قام بها الجيش السوري الحر. وأعلن الناشط في مدينة حمص آدم الحمصي، أن الجيش الحر «سجل إنجازا عسكريا أمس باقتحامه (مبنى نقابة المهندسين) في حي باب هود، قرب المدينة القديمة في حمص»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن هذا المركز «يعتبر مركزا للشبيحة وعناصر المخابرات التي تودع المعتقلين فيه، وتعذب الثوار، كما ينتشر عليه قناصون». ولفت الحمصي إلى أن هذه العملية «أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من الجيش السوري الحر، وسقوط عشرين قتيلا من القوات النظامية التي تقطن المبنى، بالإضافة إلى وقوع 13 عنصرا في الأسر». واعتبر أن تلك العملية «نوعية وقوية، ومن شأنها أن ترفع معنويات الجيش السوري الحر».

وفي حين أكد عضو في لجان التنسيق المحلية في حمص لـ«الشرق الأوسط» أن القصف تجدد على حي بابا عمرو أمس، لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن اشتباكات دارت بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض.

وأفاد ناشطون عن تعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، في حين حطم معارضون سوريون مجسما للرئيس السابق حافظ الأسد وصورة للرئيس الحالي بشار الأسد.

وفي إدلب، أعلن المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة دارت قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة إدلب، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت - الأحد إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف إدلب».

من جهة ثانية، نقلت قناة «الجزيرة» عن علاء الدين اليوسف المتحدث باسم مجلس الثورة في إدلب، تأكيده مقتل 11 شخصا في إدلب أمس، وإصابة ثلاثين في قصف مدفعي من الجيش النظامي على بلدة الهبيط التابعة للمحافظة. وأشار اليوسف إلى أن «قصفا مماثلا استهدف قرى في محيط إدلب، في حين تعرضت مدينة إدلب نفسها لانفجارات وإطلاق نار من القوات الموالية للرئيس بشار الأسد».

في المقابل، أفادت «الإخبارية السورية» الرسمية أن قوات حرس الحدود السورية أحبطت محاولة تسلل إرهابيين من تركيا إلى سوريا قرب موقع عين البيضا بقضاء جسر الشغور وقضت على عدد من أفرادها. وذكرت أن «الجهات المختصة تطارد مجموعات إرهابية في منطقتي بلين وفيلون في إدلب وتكبدها خسائر كبيرة».

وفي حماه، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القوات النظامية اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب «وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل».

بدوها، أفادت لجان التنسيق المحلية بانفجارات ضخمة واشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط دوار عين اللوزة وحي الصابونية والعليليات وشارع العالمين في حماه.

وفي دير الزور، تعرضت مواقع عدة للقصف المدفعي، أسفرت عن سقوط قتلى. وأعلنت لجان التنسيق المحلية «استشهاد الطفل إسماعيل عارف الرباح، 11 عاما، جراء القصف على حي الشيخ ياسين».

في المقابل, أورد الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الرسميين السوريين أن الجيش السوري ألحق خسائر في صفوف المسلحين في حلب وريف اللاذقية. وقال الموقع إن القوات المسلحة تطهر كرناز في ريف حماه من المسلحين. وكان ناشطون تحدثوا في وقت سابق عن اقتحام بلدة كرناز بعدد كبير من الآليات.

بدورها، قالت وزارة الداخلية السورية «إن المجموعات الإرهابية المسلحة تقوم ببث بعض الإشاعات التي تدعو المواطنين لمغادرة منازلهم بحجة الحرص على حياتهم، وعندها تقوم هذه المجموعات بالسطو على هذه المنازل واستخدامها أوكارا لهم ولأعمالهم الإرهابية».