حي صلاح الدين في حلب.. المفتاح الرئيسي للسيطرة على المدينة

من أوائل الأحياء التي انضمت للثورة ويعد معقلا للجيش الحر

TT

يقول ناشطون مناهضون لنظام الأسد إن حي صلاح الدين يعد «معقلا أساسيا للجيش الحر؛ حيث تتمركز فيه كتيبة (سيوف الشهباء)»، ويؤكدون أن «الحي يشكل أحد المفاتيح الرئيسية للسيطرة على المدينة، وذلك بسبب موقعه الاستراتيجي، ومن يسيطر على حي صلاح الدين، يسيطر على مركز المدينة».

ويضيف هؤلاء أن «النظام يقوم بقصف الحي بشكل عشوائي بهدف إجبار عناصر المقاومة المسلحة على الانسحاب منه لأن قواته لم تستطع حتى الآن إحداث أي اختراق عسكري في المحاور المحيطة بالحي، التي يسيطر عليها الجيش الحر». وقد أعلن الجيش الحر خلال الأيام الماضية أنه صد أكثر من هجوم للجيش النظامي على أحياء مدينة حلب، ومنها حي صلاح الدين.

وتتعرض مدينة حلب، التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، لقصف عنيف من قبل الجيش الموالي للأسد منذ نحو عشرة أيام، ويظهر شريط فيديو قام ناشطون ببثه على مواقع الإنترنت آثار القصف العنيف الذي تعرضت له أحياء المدينة لا سيما حي صلاح الدين. ويهدف الجيش النظامي عبر العملية العسكرية التي يشنها على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة إلى إعادة إخضاعها للنظام الحاكم بعد أن خرجت العديد من أحيائها عن سيطرة نظام الأسد وصارت في حكم المحررة، كما تقول المعارضة.

وكان حي صلاح الدين الذي تقطنه غالبية من الطبقات الشعبية انضم إلى الثورة السورية كما تقول مصادر المعارضة منذ الشهر الرابع، حيث خرجت أول مظاهرة فيه يوم 22 – 4 - 2011 خلال ما سمي «الجمعة العظيمة». ومنذ ذلك الحين، لم ينقطع عن التظاهر ضد النظام، كما يشير الناشطون، كما شارك تجار الحي أكثر من مرة في إضرابات عامة احتجاجا على القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد المدن والقرى السورية المنتفضة.

وخلال مسار الثورة كانت المظاهرات التي تخرج من شوارع الحي كل يوم جمعة تتعرض لهجمات منظمة من قبل شبيحة النظام السوري وأمنه؛ إذ يقول أحد الناشطين في الحي إن «أهالي صلاح الدين قدموا العديد من الشهداء؛ منهم عبد الغني كعكة، ومعاذ اللبابيدي، ويوسف رشيد، وعبد الحليم ترمانيني، ومحمد حفار، وعمر دحروج، وأنس قريش. واستشهد على أرضه كل من الشابين عمار الحاوي ابن حي المعادي، وأنس أورفلي ابن حي الزهراء». ويضيف الناشط المعارض: «حين كان الموالون للنظام السوري يستشهدون بصمت مدينة حلب حيال الثورة الشعبية المندلعة، مؤكدين أن الحراك ضد النظام محدود وسيتم إنهاؤه في فترة وجيزة، كان أهالي حي صلاح الدين غرب مدينة حلب يدحضون هذه النظرية ويخرجون في مظاهرات معارضة للنظام الحاكم محطمين بذلك جدار الصمت الذي حاصر المدينة خلال الأشهر الأولى من الانتفاضة الشعبية».

يذكر أن حي صلاح الدين يقع في الجزء الغربي من مدينة حلب، وهو أحد الأحياء الشعبية، وتحيط به أحياء سيف الدولة والأعظمية والحمدانية، وتعد جميعها من الأحياء الثائرة على نظام بشار الأسد. ومن أشهر مساجد الحي؛ مسجد «أويس القرني» الذي صار رمزا من رموز الثورة، بعد أن اعتاد المصلون فيه الخروج في مظاهرات معارضة لنظام الأسد.