أرملة المعارض الكوبي أوسفالدو بايا ترفض الرواية الرسمية لمقتله

انتقدت الحكومة لأنها لم تسمح لها بلقاء ناجيين من الحادث

TT

رفضت أرملة المنشق الكوبي أوسفالدو بايا تقريرا حكوميا يؤكد أن حادث السير الذي أدى إلى مصرع زوجها مع أحد مؤيديه يتحمل مسؤوليته سائق السيارة.

وانتقدت أوفيليا أثيفيدو الحكومة لأنها لم تسمح لها بلقاء ناجيين من الحادث؛ أحدهما السائق، أوقفا منذ وقوع الحادث في 22 يوليو (تموز) الماضي. وقالت: «أرفض هذا التقرير لأنه تقرير رسمي للحكومة الكوبية، ولأنني لم أطلع على المعلومات التي قالوا إنهم يمتلكونها». وأضافت: «ليس لدي أي سبب لتصديق هذه الرواية».

وكانت السلطات الكوبية أعلنت مقتل المعارض حائز جائزة «ساخاروف» لحقوق الإنسان عام 2002 الذي تحدى النظام الشيوعي في الجزيرة لعقود في حادث سير.

وأوضحت أن كوبيا آخر هو هارولد كيبيرو إيسكالانتي قضى في الحادث، مشيرة إلى أن السائق فقد السيطرة على السيارة واصطدم بشجرة.

وفي تقرير مطول، قالت وزارة الداخلية إن الناشط السياسي الإسباني آنخيل كاروميرو فقد السيطرة على السيارة فجأة عندما حاول استخدام الفرامل في جزء غير معبد من الطريق مما أدى إلى انزلاقها. وقالت عائلة بايا، 60 عاما، إنها تملك معلومات تفيد أن آلية أخرى دفعت بتلك التي كان يستقلها بايا إلى خارج الطريق.

وأضافت أثيفيدو أنها لم تتمكن من التحدث إلى كاروميرو، 27 عاما، وناج آخر هو الناشط السياسي السويدي ينس آرون موديغ، 27 عاما. وقالت إن «هؤلاء هم آخر من شاهد زوجي حيا ويفترض أنهم يملكون معلومات أكثر من تلك المتوفرة لي».

وأوقفت السلطات الشاهدين منذ إخراجهما من المستشفى بعد خضوعهما للعلاج على أثر الحادث. ويزور الناشطان كوبا بتأشيرة دخول سياحية.

وأكدت أثيفيدو أنها لا تصدق رواية كاروميرو عن الحادث لأنه «لم يسمح له بالتحدث إلى وسائل إعلام ويحتجزه جهاز الأمن منذ خروجه من المستشفى».

وأوضحت أنها طلبت من سفيري إسبانيا والسويد ترتيب لقاء لها مع كاروميرو وموديغ، «لكنهما لم يتمكنا من التحدث إليها من دون وجود رجال أمن». ويواجه كاروميرو الموقوف لدى الشرطة في مدينة قريبة من مكان الحادث تهمة مخالفة قوانين السير بطريقة أدت إلى موت شخص. ويفرض قانون العقوبات في كوبا السجن عشر سنوات على الذين يدانون بهذه التهمة.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو في مدريد إن كاروميرو يمكن أن يتهم رسميا الاثنين أو الثلاثاء عند انتهاء التحقيق. وأضاف: «إذا اتهم، فنريد أن يبقى في سفارتنا والأهم من كل ذلك هو إعادته إلى بلده».

من جهته، قال وزير الخارجية السويدي آندرس يورلي إنه ليس هناك أي سبب لبقاء موديغ موقوفا في مركز للاعتقال في وسط هافانا، مؤكدا ضرورة إعادته إلى بلده.

وقتل في الحادث نفسه المنشق الكوبي هارولد كيبيرو إيسكالانتي، 31 عاما. وأطلق بايا الذي كان مهندسا متخصصا في الأجهزة الطبية، عام 2001 «مشروع فاريلا» وهو عريضة تطالب بتغيير سياسي في كوبا جمعت أكثر من 11 ألف توقيع تمهيدا لتقديمها إلى البرلمان الكوبي.

وهذه العريضة التي دافع عنها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر خلال زيارته لكوبا في 2002، تطالب بإجراء استفتاء شعبي حول حرية التعبير وحرية التجمع، لكن البرلمان تجاهلها ورد عليها فيدل كاسترو باستفتاء مضاد رسخ الاشتراكية في الدستور.

وبايا هو المعارض الكوبي الثاني الذي يقضي في أقل من عام بعد لورا بولان رئيسة جماعة «سيدات الرداء الأبيض» المؤلفة من زوجات وقريبات منشقين كوبيين مسجونين، التي توفيت في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 جراء التهاب في الجهاز التنفسي.

وعلقت الرئيسة الحالية لـ«سيدات الرداء الأبيض» بيرتا سولر لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه ألم كبير، كان مناضلا من أجل حقوق الإنسان». وقال المعارض غييرمو فاريناس الذي فاز بدوره بجائزة ساخاروف عام 2010: «لقد قدم الكثير من أجل إرساء الديمقراطية في كوبا ومن أجل تعبئة المعارضة وتوحيد صفوفها حول مشاريعه». وكان بايا بدأ نشاطاته في المعارضة في 1968 خلال الغزو السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا الذي كان يهدف إلى القضاء على «ربيع براغ»، الحركة التي كانت تطالب بتخفيف القبضة الشيوعية في دول أوروبا الوسطى.

وقد أوقف 50 شخصا الثلاثاء الماضي بعد ترديدهم هتافات معادية للحكومة الكوبية خلال تشييع بايا. وقال ناشطون إنه تم الإفراج عنهم من دون توجيه أي اتهام إليهم.