«وطن نظيف» حملة رئاسية مشكوك في قدرتها على الاستمرار

مشروع قومي لرفع القمامة من الشوارع يعتمد على المتطوعين

TT

اعتاد أهالي ضاحية «صفط اللبن» الشعبية الواقعة جنوب محافظة الجيزة بمصر، المرور يوميا من جوار تلال القمامة التي لا تجد من ينقلها بعيدا. ومشكلة القمامة تبدو أكبر من قدرة الأجهزة المحلية في بلد ما زال يحاول الانتقال إلى سلطة مستقرة وإدارة قادرة على التعاطي مع الفوضى.

ودعا الرئيس محمد مرسي الشعب إلى النزول لتنظيف الشوارع، لكن المراقبين يقولون إن اعتماد الحملة على المتطوعين يضع شكوكا في قدرتها على الاستمرار.

وعلى سبيل المثال لا توجد إمكانات لرفع القمامة في ضاحية «صفط اللبن» مثل الآلاف من الضواحي المنتشرة في عموم البلاد سواء كانت من المناطق الراقية أو الشعبية. وحتى يوم الجمعة الماضي كان يبدو أن السكان اعتادوا الحياة مع هذه المناظر البشعة.

وفي استجابة للنداء الذي أطلقه الرئيس المصري الجديد للشعب بالانخراط في حملة لتنظيف البلاد من القمامة، وصل إلى منطقة «صفط اللبن» متطوعون من الشباب وجرافات وعربات نقل، وانخرط معهم في حملة التنظيف أهالي المنطقة لمساعدتهم، وزاد الأمر إلى عدم الاكتفاء بتنظيف شوارع منطقتهم بل محاولة تزيينها بما لديهم من إمكانيات بسيطة.

وشارك في حملة صفط اللبن على مدار يومين مختلف الأجهزة التنفيذية، بالتعاون مع هيئات وجمعيات المجتمع المدني. ويقول محمد فاروق، أحد الشباب الذين ارتدوا قفازات بيضاء وأمسكوا بمقشات كبيرة لإزالة القمامة: أنا أسكن في منطقة قريبة من منطقة صفط اللبن وقسمنا أنفسنا مجموعات صغيرة لتغطية أكبر قدر من المناطق في محيط الحي الذي نسكن فيه.

ويتابع فاروق وهو خريج كلية الهندسة وعضو بجمعية أهلية تعمل في المناطق السكنية غير المخططة (العشوائيات): لا بد أن نبدأ بأنفسنا ولو تركنا كل شيء على الدولة ولم نغير من أنفسنا لن يتغير شيء». ويضيف إبراهيم عبد العاطي، أحد أهالي المنطقة والذي عمل على مساعدة الشباب في محاولة رفع القمامة: «أنا أدفع رسوما شهرية قدرها 3 جنيهات من أجل قيام البلدية برفع القمامة ولكني في النهاية كما ترى أنا من يقوم برفعها». وتابع عبد العاطي البالغ من العمر 55 عاما: «لدي 3 أبناء واحد فقط منهم يعمل، والآخران عاطلان.. كنت أتمنى أن يصدر مرسي قرارا بإيجاد فرص عمل بدلا من دعوتنا لإزالة القمامة».

وفي المقابل استاء كثيرون من عدم وجود منظومة دائمة للتخلص من القمامة التي تتراكم يوميا في الشوارع. ويستعين الأهالي على مدى يومين بآلات وجرافات حكومية من أجل رفع القمامة، لكنهم أيضا لديهم أشغال والتزامات. ويقول محمد سيد (33 عاما): «نحن نعمل بجد منذ اليوم الأول ولكن المشكلة أن أزمة القمامة هي أزمة يومية ولا نستطيع أن نتفرغ كأهالي ونترك أعمالنا من أجلها».

وقال حسين رجب إن الحملة رغم أنها فشلت في إزالة القمامة نهائيا فإنها كانت لها إيجابياتها. وتابع: «يكفي أننا جلسنا معا من مختلف الاتجاهات وأن الهدف في أذهان الجميع خدمة المنطقة التي نعيش فيها».

وعلى مدى أشهر قصرت الدولة في رفع القمامة من الشوارع على الرغم من أنها تجبي أموالا من المصريين في مقابل أدائها لهذه المهمة عن طريق شركات. ودعا الرئيس مرسي الشعب منذ نحو أسبوع إلى حملة «وطن نظيف» وإزالة القمامة المنتشرة خاصة في المناطق الشعبية. واعتبر مراقبون الحملة قادرة على تكريس مفهوم الوعي والتضامن بين الناس، بعيدا عن مدى نجاحها في تنظيف الأحياء والمدن.