بعد تحريرهما.. غموض حول ملابسات اختطاف صحافيين غربيين في سوريا

تقرير بريطاني: تحقيقات حول ضلوع بريطانيين في الحادث.. ووسائل إعلام هولندية: احتجزهما الشيشان وأطلق سراحهما الجيش الحر

مراقبو بعثة الأمم المتحدة أثناء زيارتهم لمدينة الحسكة شمالي سوريا أمس أ.ف.ب)
TT

استمرت قصة الصحافيين المحررين؛ البريطاني جون كانتلي والهولندي جيرون أورلمانس، في إثارة عدد من الأسئلة الحائرة حول ملابسات اختطافهما، وذلك عقب انتهاء أسبوع من الأسر الذي نتج عن مرورهما على سبيل الخطأ في معسكر لمجموعة تبدو أنها إسلامية عقب اجتيازهما الحدود التركية - السورية. وبينما قالت صحيفة بريطانية إن هناك تحقيقا حول إمكانية ضلوع عدد من البريطانيين بين الإسلاميين المتهمين في اختطاف الصحافيين، أشارت وسائل إعلام هولندية إلى أن عناصر من الشيشان هي التي احتجزتهما وأن الذي قام بتحريرهما هو الجيش السوري الحر.

وأشارت صحيفة «تراو» الهولندية اليومية إلى أن المصور العسكري جيرون أورلمانس، أصيب في قدمه أثناء محاولة هرب فاشلة هو وزميله المصور البريطاني جون كانتلي، الذي أصيب في ذراعه.. وهو ذاته ما أكدته زوجة أورلمانس لصحيفة «دي بارول» التي تصدر في أمستردام، موضحة أن الصحافيين تم احتجازهما فور انتقالها من تركيا إلى سوريا، على يد عناصر من الشيشان ادعوا أنهم تابعين لتنظيم القاعدة. وأضافت الصحيفة: «لقد أجبر أورلمانس لأيام عديدة على البقاء ممددا على الأرض على بطنه، وقام عناصر من الجيش السوري الحر بتحريره». أما صحيفة «دي فولكس كرانت»، فقالت إنه من غير المؤكد بعد ما الجهة التي اختطفت أورلمانس.

من جهتها، ذكرت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية أمس إن الصحافيين تلقيا تهديدا بالقتل خلال أسرهما «ما لم يتحولا إلى الإسلام»، وأنهما تعرضا لإطلاق النار عليهما خلال محاولة للهرب «حافيي الأقدام».. مشيرة إلى أن إطلاق سراحهما تم بعد وصول عناصر من الجيش السوري الحر إلى المعسكر، ومطالبتهم «الغاضبة» بإخلاء سبيل الصحافيين على الفور مساء الخميس الماضي.

وتشير الصحيفة إلى أن المصور البريطاني جون كانتلي لم يتحدث عن ملابسات القصة حتى الآن، لكن زميله الهولندي جيرون أورلمانس قال لوسائل الإعلام الهولندية إن «بعض أفراد مجموعة الاختطاف (التي قدر عددها بما بين 30 و100 فرد) كانوا يتحدثون بلهجة أهل مدينة برمنغهام (البريطانية)».

وأكد مصدر مطلع للصحيفة أنه كان هناك «ما لا يقل عن ستة رجال بلهجة بريطانية، بينهم واحد تبدو لهجته الواضحة من جنوب لندن»، وأضاف أنه «كان هناك أيضا عناصر من باكستان وبنغلاديش والشيشان.. ولم يكن هناك سوريون. كان نحو 40% من أفراد المجموعة يتحدثون الإنجليزية، لكن لهجاتهم لم توضح جنسياتهم تحديدا».

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن «احتمالية وجود مواطنين - أو مقيمين في بريطانيا - بين الخاطفين تثير حفيظة الحكومة بشدة.. وذلك بعد محاولاتها المضنية وجهودها الحثيثة خلال السنوات الماضية لوقف تجنيد (الحركات الجهادية) آسيويين وعرب بريطانيو المولد».

وفي روايته لصحيفة «هاندلشبات» الهولندية، قال أورلمانس إنه وزميله كانا معصوبي الأعين أغلب الوقت، وأن أحد الجهاديين صرخ قائلا: «هؤلاء صحافيون.. وسوف نريهم كيفية إعداد (معسكر) للجهاد الدولي في هذا المكان».. كما أكد أورلمانس أن المجموعة اتهمتهما بأنهما «جاسوسان»، مشيرة إلى إمكانية الحصول على فدية نظير إخلاء سبيليهما. وأكدت الخارجية الهولندية من جانبها أن سياسة الحكومة الهولندية تنتهج خطا يمنع دفع أي فدية أو الدخول في تفاوض مع الخاطفين. وليس من الواضح الآن من يقف وراء عملية الاختطاف، ولكن وزير الخارجية الهولندية أوري روسنتال يرجح أنها إحدى الفصائل التابعة للمعارضة.

والمصور الهولندي أورلمانس من الفائزين بجائزة الكاميرا الفضية لمرتين متتاليتين في عامي 2010 و2011، التي تمنح للمصورين الصحافيين لأدائهم المتميز، وقد عمل في العديد من مناطق النزاعات بما فيها إيران وليبيا وأفغانستان.

وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة «دي فولكس كرانت» الهولندية أيضا أن القسم الأكبر من عناصر الجيش السوري الحر لم يتلقوا تدريبات عسكرية، ويتلقى هؤلاء المساعدة عبر موقع «يوتيوب» لتحضيرهم لتدريب قتالي. وقالت الصحيفة إن قناة تدعى «مساعدة الجيش السوري الحر» تقدم نحو 80 فيلما قتاليا محترفا للمقاتلين المبتدئين، حيث يشرح لهم باللغة العربية كيفية استعمال أنواع عديدة من الأسلحة وطريقة تفكيكها وتنظيفها.

وأشارت الصحيفة إلى أن نقاشات عديدة تدور على تلك المواقع عن مصدر هذه الأفلام، وأن ناشطين يقولون إن «المعلومات التي يقدمها المدربون الملثمون على درجة عالية من الاحتراف، كما أن أنواع الأسلحة المختلفة التي تستخدم في الأفلام القصيرة، واللكنة الإنجليزية التي يتكلمون بها، تعطي الانطباع بأن مواقع التصوير في الولايات المتحدة أو كندا».