المعلم يعود إلى الواجهة من طهران.. ويقول ان لدى بلاده «قدرات عسكرية كبيرة»

تعهد بسحق المعارضة واتهم دول المنطقة بـ«التآمر».. ونفى نية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد السوريين

الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لدى استقباله وليد المعلم وزير الخارجية السوري في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

شد وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الرحال صباح أمس إلى الجمهورية الإسلامية، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، لبحث «آخر المستجدات على الساحة السورية» مع كبار قادة طهران بينهم نظيره الإيراني علي أكبر صالحي وممثل المرشد الأعلى وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ورئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني.

وظهر المعلم في العاصمة الإيرانية أمس إلى جانب صالحي بعد أن كان قد توارى عن الأنظار شأنه شأن معظم المسؤولين السوريين منذ مقتل 4 مسؤولين أمنيين كبار قبل أكثر من عشرة أيام في انفجار دبرته المعارضة السورية. ومن هناك تعهد بالقضاء على المعارضة في حلب التي تشهد معارك طاحنة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية. كما وصف ما يجري في سوريا بأنه «مؤامرة كونية» تستهدف بلاده. واتهم المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا بتأجيج الأوضاع من خلال دعم المعارضة وتسليحها، كما زعم أن «إرهابيين» من ليبيا وتونس ومصر تسللوا إلى بلاده عبر تركيا والعراق.

وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع صالحي بث على الهواء مباشرة إن الجيش السوري سيقضي على المعارضة المسلحة في مدينة حلب التي يشن هجوما عليها منذ السبت. وتابع «لقد تجمعت جميع القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك»، مضيفا أن «الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش» ضد المسلحين المعارضين.

وقال المعلم، الذي عقد آخر مؤتمر صحافي له في أبريل (نيسان) الماضي في موسكو، مكتفيا بزج المتحدث باسم وزارته جهاد مقدسي إلى الواجهة خلال الآونة الأخيرة للتعبير عن رأي حكومته، إن المسلحين «خططوا لمعركة سموها (دمشق الكبرى) وحشدوا لها مجموعات من الإرهابية المسلحة وفي أقل من أسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة فانتقلوا إلى حلب، وأؤكد لكم أيضا أن مخططاتهم ستفشل». وأكد أن بلاده قادرة على الدفاع عن كل شبر من أراضيها، مضيفا «نحن نواجه كونا بأكمله يتآمر على سوريا، وكمواطن سوري أفتخر لأنني أواجه هذا الحشد من الدول الشرسة وما زلت صامدا واقفا بشموخ».

وشن المعلم هجوما على دول المنطقة، وقال «قطر والسعودية وتركيا والدول الأجنبية عن المنطقة تمنع انتهاء المواجهات» من خلال دعم المعارضة وتزويدها بالسلاح.

وقال المعلم إن «سوريا تستهدف بمؤامرة عالمية أدواتها دول المنطقة»، مؤكدا أن «الشعب السوري مصمم ليس فقط على مواجهة هذه المؤامرة بل مصمم على الانتصار فيها»، وأضاف «لسوريا قدرات عسكرية كبيرة ويمكنها الدفاع عن نفسها».

وفي الوقت الذي تصف فيه السلطات السورية المعارضة المسلحة بـ«عصابات إرهابية مسلحة» ممولة من الخارج، أكد المعلم أن مقاتلين دخلوا سوريا من تركيا والعراق. وأوضح أن «الإرهابيين الذين دخلوا سوريا من تركيا يحملون الجنسيات الليبية والتونسية والمصرية، والذين دخلوا سوريا من العراق وتم توقيفهم هم أعضاء في (القاعدة)». كما طلب المعلم من الحكومة اللبنانية منع «الإرهابيين من دخول سوريا انطلاقا من أراضيها».

وأوضح وزير الخارجية السوري أن بلاده ملتزمة بتطبيق خطة أنان ذات النقاط الست لإنهاء 16 شهرا من العنف الذي أدى حتى الآن إلى مقتل 20 ألف شخص. وقال «نحن ملتزمون بتطبيق خطة السيد أنان كليا لأننا نعتبرها خطة معقولة»، لكنه أضاف «أنا أرى من خلال الوضع على الأرض أن أصحاب هذه المؤامرة شرسون. حتى لو انتهى وضع المواجهة واستتب الأمن والاستقرار في ربوع سوريا فالمؤامرة لن تتوقف لأن خيوطها واضحة.. إسرائيل هي المحرك ومع الأسف هناك بعض الدول العربية في الخليج تقف في خندق واحد مع إسرائيل في تنفيذ هذه المؤامرة، ولذلك فالحراك الدولي لن يتوقف ضد سوريا».

وأشار المعلم إلى موضوع أسلحة الدمار الشامل وقال إن حكومة بلاده لن تستخدم تلك الأسلحة ضد شعبها، وشدد على أن سوريا ملتزمة بالقوانين الدولية ذات الصلة. وجاءت تصريحات المعلم تعليقا على ما أثير مؤخرا حول إمكانية أن يستخدم النظام السوري أسلحة كيماوية لقمع المحتجين.

ونفى المعلم التقارير التي تتحدث عن حصول بلاده على دعم من لبنان أو إيران، وقال إن سوريا لديها قدرات دفاعية هائلة وقادرة على الدفاع عن نفسها من دون الحاجة إلى أي مساعدة من أطراف خارجية.

وبينما قال المعلم إن «وجهات نظر إيران وسوريا حول الوضع في سوريا متطابقة تماما»، أكد صالحي من جانبه ثقته بأن «الشعب السوري سينتصر» على المعارضة والدول التي تدعمهم، متهما إسرائيل بتدبير «مؤامرة» ضد النظام السوري.

وقال صالحي خلال المؤتمر الصحافي «نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها عدة دول على رأسها النظام الصهيوني»، طالبا من بلدان المنطقة «التفكير (...) في العواقب الوخيمة» لسياستهم بدعم المعارضة.

واعتبر صالحي أن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا «وهم»، وأضاف أن «التفكير الساذج والمخطئ أن يحدث فراغ في السلطة في سوريا، وأن حكومة أخرى ستصل ببساطة إلى السلطة، في اعتقادي ليس سوى حلم، إنه وهم. يجب أن ننظر بحرص إلى سوريا وما يحدث داخل البلاد».

وفي تعزيز لموقف طهران المؤازر للأسد، أصدر 245 نائبا إيرانيا بيانا أعربوا فيه عن دعمهم للنظام السوري و«الإصلاحات» التي أطلقها.

وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بأن النواب أكدوا في البيان على «دعم إيران للإصلاحات التي قامت بها الحكومة السورية وكذلك دعمها لأي قرار يتخذ من قبل الشعب السوري لتحديد مستقبله بعيدا عن التدخل الأجنبي». وأشار البيان إلى أن «سوريا كانت وما زالت الدولة الداعمة لمحور المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ومن أجل ذلك فإنه من الطبيعي أن يشن عليها الأعداء وعملاء الكيان الصهيوني من الدول الأوروبية والعربية حربا ظالمة ويحيكون ضدها شتى المؤامرات».

إلى ذلك، نددت المعارضة السورية بتصريحات المعلم وصالحي، واعتبر عضو المجلس الوطني السوري وليد البني أن الرسالة الوحيدة التي أرادها الإيرانيون من خلال دعوتهم للمعلم وظهوره إلى جانب صالحي، هي «القول إن إيران لا تزال تدعم عصابة الأسد وهي ستبقى كذلك إلى ما لا نهاية، وبالتالي فأمام الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من الوقت لقتل 20 ألف سوري آخرين».