ارتفاع الطلب على «أحشاء المواشي» يزيد أسعارها 50%

تعتبر وجبة رئيسية على موائد إفطار السعوديين

يتزايد الطلب سنويا في مثل هذا الوقت على المواشي («الشرق الأوسط»)
TT

أبدى عدد من المستهلكين استغرابهم من الارتفاع المفاجئ لأسعار أحشاء المواشي، لما يزيد على النصف بمجرد دخول شهر رمضان المبارك، واختفائها من الأسواق في كثير من الأوقات، كما أبدوا تعجبهم من اضطرارهم إلى الحجز ووضع العربون، لضمان الحصول على هذه الأحشاء في اليوم التالي أو الذي يليه، خصوصا أن شريحة كبيرة من السكان المحليين يعتبرون وجودها على موائد إفطارهم، أمرا رئيسيا لا تكتمل عناصر السفرة من دونه.

وتتعدد تلك الأحشاء لتشمل الكبدة والكلى إضافة إلى الكرشة والفوارغ، وجميعها شملها الانقطاع والنفاد والارتفاع إن وجدت، لأسباب مختلفة، أهمها سحب المطاعم لكميات كبيرة منها وبشكل يومي، إضافة إلى محدودية أعداد مواشي الأغنام والجمال على حد سواء، وأمور أخرى مختلفة شكلت الحالة الجديدة للسوق، تسببت بأزمة باعتبار هذين الحيوانين أكثر البهائم وجودا على موائد السعوديين.

عبد الرحمن قمري مدير أحد محلات اللحوم، أشار إلى أن هناك ارتفاعا حقيقيا في أسعار أحشاء المواشي، وذلك تماشيا مع ارتفاع أسعارها ككل، مبديا تساؤله عن كيفية ارتفاع الأسعار بشكل عام، وبقاء أسعار أحشائها على ما هي عليه، إلا أنه لم ينكر أن هناك تزايدا إضافيا في الأسعار منذ دخول شهر رمضان المبارك، بسبب الإقبال الكبير الذي يفوق المعروض، وباعتبار هذا التوقيت موسما مهما في تحقيق الأرباح.

وأضاف: «نقوم بشراء المواشي بأسعار مرتفعة وبطبيعة الحال، سنزيد الأسعار بالتساوي على جميع أعضاء البهيمة لتحقيق الأرباح، وقد شملت الزيادة الأحشاء الداخلية، التي ارتفعت إلى ما يزيد على النصف ولم يؤثر ذلك على الإقبال بشكل عام، بل تضاعف إلى أضعاف كثيرة منذ دخول الشهر الكريم».

وفي صلب الموضوع أكد أحمد هلال الذي يعمل في ملحمة «رواد بدر»، أن السوق يشهد شبه انقطاع للكبدة والكرشة بشكل أساسي، بسبب الإقبال الكبير الذي يفوق العرض، فقد كانت الأحشاء تباع قبل بداية الشهر بما لا يزيد من 2 إلى 4 حبات في اليوم كأقصى تقدير يومي، ولكن منذ بداية رمضان تجاوزت المبيعات إلى 18 حبة يوميا، وهي أقصى كمية يمكن لمحل أن يوفرها بشكل يومي، نظرا إلى أن جميع المحلات تطلب هي أيضا أكبر كميات متوفرة، مما دفع بأسعارها إلى الارتفاع من قبل الموردين نتيجة ارتفاع الطلب.

وأضاف هلال بأنه شهد 15 رمضان في السعودية، لاحظ خلالها بأن موائد العائلات السعودية لا تكاد تخلو بشكل عام من أحشاء المواشي، الأمر الذي أدى إلى ضغط كبير على محال اللحوم عموما، فما عاد بمقدورها تأمين جميع الطلبات، خصوصا أن هناك طلبا مهولا من قبل المطاعم التي شكلت ضغطا إضافيا على سوق الأحشاء، مما دفع بأسعارها إلى الارتفاع.

وفي الاتجاه الآخر أبدى عبد الله العبيد الذي يعمل في السلك التعليمي، استياءه من الارتفاعات والحجب المتكرر للأحشاء من الأسواق، لافتا إلى أن الحجز ووضع العربون من أجل الظفر بكبدة أو بكرشة أحد المواشي، أصبح ضروريا في ظل الطلب المتنامي عليها في هذا الشهر الفضيل، لافتا بأنه يحرص أشد الحرص على وجودها على مائدته وبشكل دائم، لاحتوائها على فوائد كبيره بعد صيام يوم شاق، لافتا إلى أن الارتفاع قد تجاوز النصف على أقل تقدير.

ومن جانبه أشار ماجد العميقان الذي يعمل في القطاع الحكومي إلى أن هناك شدا وجذبا بين المحلات وتنافسا في رفع الأسعار؛ حيث يلاحظ اختلافها من محل إلى آخر، إلا أن الازدياد يكون هو الأساسي لذلك، وأن نسبة الارتفاع هي المختلفة، لافتا إلى أنه يشتري الكبدة قبيل دخول الشهر بـ30 ريالا إلا أنها ارتفعت لتصل إلى 45 ريالا بالنسبة للأغنام، أما للجمال فارتفع الكيلو من 16 ريالا ليصل إلى 25 ريالا، في حال وجودها وحجزها مسبقا.