فيلبس أسطورة أولمبية بإحرازه الميدالية التاسعة عشرة

السباحة الصينية شيوين تواصل تألقها وتحصد ذهبيتها الثانية

TT

فرض السباح الأميركي مايكل فيلبس نفسه أسطورة أولمبية خالدة، عندما انفرد بالرقم القياسي المطلق للميداليات من مختلف المعادن بإحرازه ميداليته التاسعة عشرة في ثلاث نسخات من الدورات الأولمبية متخطيا رقم لاعبة الجمباز السوفياتية سابقا لاريسا لاتينينا (18 ميدالية).

ورفع فيلبس رصيده إلى 19 ميدالية أولمبية بواقع 15 ذهبية وفضيتين وبرونزيتين.

وكان فيلبس أحرز ست ذهبيات وبرونزيتين في دورة أثينا 2004 و8 ذهبيات في بكين 2008 وحتى الآن حصد ذهبية وفضيتين في لندن 2012 والرقم مرشح للتصاعد، لأنه يتبقى له ثلاثة سباقات.

وانهالت عبارات الإشادة والتهاني على فيلبس وأبرزها من صاحبة الرقم القياسي السابق لاتينينا، 77 عاما، التي قالت «إنني أشعر بالاسترخاء تماما، بعد كل شيء، فإن الرقم القياسي استمر معي 48 عاما، المسألة كانت مجرد وقت قبل تحطيمه. فيلبس رياضي موهوب للغاية».

وكانت لاتينينا قد جمعت 18 ميدالية فيما بين عامي 1956 و1964. وأوضحت لاتينينا أنها، على الأقل، ستبقى اللاعبة الأولمبية الأكثر نجاحا لفترة طويلة مقبلة، حيث إنها لا ترى أن أي سيدة ستكون قادرة على تحطيم رقمها القياسي.

وقالت: «حطم فيلبس رقمي القياسي. ولكني أعتقد أنه ليس هناك لاعبة تستطيع تحقيق ذلك قريبا».

وتحتل الألمانية بيرجيت فيشر التي تشارك في سباقات زوارق الكانوي المركز الثاني في قائمة السيدات الأكثر إحرازا للميداليات الأولمبية، برصيد ثماني ذهبيات وخمس فضيات.

وأشاد سباحو العالم بفيلبس، حيث هنأ الجنوب أفريقي تشاد لوكلوس، الذي انتزع ذهبية سباق الفراشة من فيلبس أول من أمس، منافسه الأميركي على إنجازه المذهل.

وقال لو كلوس إنه « أعظم بطل في السباحة على مر العصور. ولو أصبحت يوما مثالا يحتذى كما كان هو بالنسبة لي، سأكون في غاية الفخر». وأضاف: «لدي تسجيلات لجميع سباقاته المهمة على جهاز الكومبيوتر الخاص بي. وأعتقد أنني شاهدت ملايين المرات سباق مائة متر فراشة النهائي في أولمبياد بكين، عندما تغلب على كافيتش بفارق 0.01 ثانية. لدي تسجيلات لهذا السباق بسبع لغات مختلفة».

وأوضح لو كلوس أنه درس هذه السباقات جيدا وتعلم منها وقال، «بمشاهدة جميع سباقات مايكل، فإنني أعرف أنه يزيد من قوته في نهاية السباق. يبدو الأمر جنونيا، ولكنني شعرت أنني مايكل فيلبس خلال الشوط الأخير من السباق».

وأضاف: «أثناء استدارتي للفة الأخيرة ومع نقطة انطلاقي في هذا الشوط من السباق فكرت في أنني بإمكاني تحقيق إنجاز خاص. مر آخر 25 مترا من السباق بشكل أشبه بالتصوير البطيء. وأذكر أنني فكرت في مدربي وقتها وهو يقول لي: أبقي ضربات ذراعك الأمامية طويلة واحرص على عدم تقصيرها».

وبالفعل تمكن لو كلوس من لمس خط النهاية قبل فيلبس، ولكن السباح الجنوب أفريقي اعترف بأنه لم يعرف حقا كيف حقق هذا الفوز؟ حيث قال، «للأمانة، أعتقد أنني كنت محظوظا إلى حد ما». وانهمرت الدموع من عيني لو كلوس لدى تسلمه الميدالية الذهبية وسط هتافات الجماهير التي حضرت المنافسة في مركز الرياضات المائية بالمتنزه الأولمبي.

وقال لو كلوس، «فيلبس هو البطل بالنسبة لي، إنني أحبه والفوز عليه شيء لا أستطيع تصديقه. أنتم لا تعرفون ما يعنيه ذلك بالنسبة لي. إنها أعظم لحظة في حياتي».

أما الصينية المراهقة يي شيوين، التي أحرزت ذهبيتي سباقي 200 متر و400 متر متنوع في لندن وحققت في الشوط الأول من نهائي سباق 400 متر حرة (الذي سجلت فيه زمنا قياسيا جديدا) زمنا أسرع من فيلبس في السباق نفسه على مستوى الرجال، فأكدت أنها لطالما اعتبرت السباح الأميركي بطلها.

وقالت إنه «ما زال بطلي، وأعتقد أنه قدم أشياء رائعة للسباحة».

وعقب سباق 200 متر فراشة للرجال، أكد الياباني تاكيشي ماتسودا الذي أحرز برونزية السباق أنه ربما يكون فيلبس خسر ذهبية الفراشة، ولكنه لا يزال أفضل السباحين على الإطلاق وقال، «هذا الأمر لن يتغير أبدا». وأضاف ماتسودا: «لقد صنع إرثا كبيرا ولن تتغير على الإطلاق حقيقة أنه بطل رائع. أريد أن أهزمه ولدي حافز كبير لتحقيق ذلك، فهذا ما دفعني للتنافس معه طوال هذه الأعوام».

أما السباح الصيني سون يانج، الذي أحرز ميداليته الثالثة في لندن خلال سباق التتابع، فقد أكد أنه شعر بالفخر لمجرد أنه كان ينافس فيلبس في نفس السباق.

وقال، «إنه أعظم سباح على الإطلاق وهذا الأمر لن يتغير أبدا. أعرف مدى براعته ولا يوجد كثير من منافسيه يستطيعون أن يفعلوا شيئا أمامه».

وأكد الأميركي كونور دوير زميل فيلبس بفريق التتابع أنه يشعر بفخر شديد لأنه شارك في السباق الذي حقق فيه فيلبس رقمه القياسي الأولمبي.

وقال دوير، «عندما وجه إلينا الشكر بعد السباق كان التأثر الشديد واضحا عليه. أعتقد أنه كان إنجازا بالغ الأهمية بالنسبة له، أما بالنسبة لي فأنا أشعر بالفخر الشديد لأنني كنت جزءا من صناعة التاريخ». أما سيباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة لألعاب لندن فقد وصف السباح الأميركي بأنه أحد أعظم الرياضيين الأولمبيين.

وقال كو وهو بطل أولمبي سابق، «أعتقد أنك تستطيع القول بشكل بديهي أنه الأكثر نجاحا، لست واثقا ما إذا كان الأعظم، إنها حصيلة جيدة حقا». ودخل فيلبس منافسات سباق 200 متر فراشة متخلفا بفارق ميدالية واحدة عن لاتينينا، ونجح في معادلة رقمها بإحرازه الفضية، قبل أن ينفرد بالرقم القياسي بقيادته منتخب بلاده إلى ذهبية سباق التتابع 4 مرات 200 متر حرة. والميدالية هي الثالثة في لندن 2012 بعد فضية التتابع 4 مرات 100 متر حرة. وتصدر المنتخب الأميركي السباق منذ بدايته بفضل المسار الرائع لراين لوكتي، في ظل ضغط جنوب أفريقي وأسترالي، لكن مركز الوصافة تبدل عدة مرات بعد دخول ألمانيا وفرنسا على الخط.

ثم حافظت الولايات المتحدة على تقدمها من خلال كونور دواير وريكي بيرينز. وفي المائة متر الأخيرة، جاء دور فيلبس في وقت كان فريقه يتقدم نحو 3 ثوان عن أقرب منافسيه، ونجح بالمحافظة على الذهبية الأميركية في ظل الضغط الكبير من الفرنسي يانيك أنييل.

وسجلت الولايات المتحدة 6.59.70 دقيقة وفرنسا التي تألف فريقها من أموري لوفو وغريغوري ماليه وكليمان لوفير وأنيال 7.02.77 دقيقة في حين نالت الصين البرونزية بفريقها المكون من هاو يون ولي يونكي وجيانغ هايكي وسون يانغ) مع 7.06.30 دقيقة.

وتوجت النجمة الصينية الشابة يي شيوين بالميدالية الذهبية الثانية لها في الدورة في سباق 200 متر فردي متنوع للسيدات، بعد ثلاثة أيام من فوزها بسباق 400 متر متنوع عندما حققت زمنا قياسيا عالميا، كما فازت الأميركية أليسون شميت بسباق 200 متر حرة بزمن قياسي أولمبي.

ولم تقدم يي تألقا في سباق 200 متر مثل الذي ظهرت به في سباق 400 متر، لكنها تفوقت في النهاية على أفضل زمن أولمبي لها، حيث سجلت دقيقتين و07.57 ثانية في المركز الأول. وجاءت الأسترالية أليسيا كوتس في المركز الثاني بفارق 0.58 ثانية لتحرز الميدالية الفضية بينما فازت الأميركية كيتلين ليفيرينز بالمركز الثالث والميدالية البرونزية.

وفي سباق 200 متر حرة للسيدات، توجت الأميركية شميت بالميدالية الذهبية مسجلة زمنا قياسيا أولمبيا جديدا ومتفوقة بفارق 1.97 ثانية على الفرنسية كاميل موفات الفائزة بسباق 400 متر حرة.

وتوجت شميت بأول ذهبية أولمبية لها بعد أن قطعت السباق في دقيقة واحدة و53.61 ثانية بينما أحرزت موفات الفضية بزمن دقيقة واحدة و55.58 ثانية. وكان المركز الثالث والميدالية البرونزية من نصيب الأسترالية برونتي بارات التي سجلت دقيقة و55.81 ثانية.

أما الأميركية الشابة ميسي فرانكلين فقد أخفقت في حصد أي ميدالية بعد أن تخلفت عن المراكز الثلاثة الأولى بفارق 0.01 ثانية كما كان الحال بالنسبة للإيطالية فيدريكا بيلغريني.

وقالت شميت، «لا يمكن أن أشعر بسعادة أكثر من هذه. لا أتمكن من رؤية أي شيء غير المنافسة التي تتقدم علي، لذلك لم أكن أعرف مركزي أو زمني (خلال السباق)».