«جوهرة الشرق» تدق جرس أزمة جديدة في بيع المساهمات العقارية الكبرى بالسعودية

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إعادة الطرح في سبتمبر

د. الربيعة خلال مزاد مساهمة «جوهرة الشرق» (تصوير: سعد العنزي)
TT

دقت مساهمة «جوهرة الشرق» جرس إنذار أزمة جديدة في بيع المساهمات العقارية المتعثرة بالسعودية مساء أول من أمس، وهو الأمر الذي يعني أن المساهمات العقارية الكبرى التي ستعرض في المزادات العلنية لتصفيتها قد لا تجد عروضا مناسبة يقود اللجنة الموكلة بإدارتها إلى اتخاذ قرار البيع، مما يجعلها تضطر إلى إعادة الطرح مرة أخرى.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة في البلاد رئيس لجنة المساهمات العقارية عن عدم بيع مساهمة «جوهرة الشرق» مساء أول من أمس نظرا لبخس قيمة العروض المقدمة وعدم توافقها مع السعر العادل، أكد خبير عقاري لـ«الشرق الأوسط» أمس أن هذه الخطوة تعني أن المساهمات العقارية الكبرى التي سيتم تصفيتها قد تتعرض لنفس المشكلة.

وأمام هذه التطورات الجديدة في سوق العقارات السعودية، رد الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة على بعض الأشخاص الذين يتهمون عمل اللجنة بالتقصير، قائلا: «هناك من يريد منا التطبيل للمساهمات العقارية بهدف رفع قيمة الأسعار، وهذا ليس دورنا، نحن نقوم على الشفافية والعدل في أعمالنا، ولن نقوم بالتطبيل للمساهمات العقارية المقبلة على التصفية على وجه الإطلاق».

من جهة أخرى أبدى مساهمو «جوهرة الشرق» خلال المزاد الخاص بفتح المظاريف المقدمة مساء أول من أمس بالرياض، استياءهم الشديد من ضعف قيمة العروض المقدمة، والتي كان أفضلها ما قيمته 188 ريالا للمتر (50 دولارا)، مشيرين إلى أن هذا السعر لا يمكنه أن يقارن بأسعار الأراضي المرتفعة في البلاد، خصوصا في كل من الرياض، وجدة، والخبر التي تعتبر المدينة التي يقع بها مخطط جوهرة الشرق على مساحة 3 ملايين متر مربع.

وأمام هذه التطورات، أكد عايض العلي الخبير العقاري في السوق السعودية، أن الأسعار المقدمة لشراء جوهرة الشرق ليست جيدة للمساهمين، وقال: «سعر 188 ريالا للمتر (50 دولارا) لا يمكنه أن يقارن بأسعار الأراضي في مدينة الخبر، ولكن أعتقد أن كبر مساحة مخطط جوهرة الشرق قاد إلى هذه الأسعار».

وأشار العلي إلى أن فشل بيع مساهمة جوهرة الشرق بسبب بخس العروض، ينذر بأزمة مقبلة في المساهمات العقارية الكبرى المراد تصفيتها، وقال: «هذه المساهمات تحتاج إلى تحالفات، والتحالفات في السوق المحلية ضعيفة جدا بشكل إجمالي».

يشار إلى أن الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي كان قد أكد عقب مزاد جوهرة الشرق في وقت متأخر من مساء أول من أمس بالرياض، أن لجنة المساهمات العقارية في البلاد حريصة جدا على إعادة أموال المساهمين، إلا أنه استدرك قائلا: «وأمام هذا الحرص، نحن لا نريد أيضا أن نبخس سعر أي مساهمة كانت، السعر العادل هو هدفنا».

وأوضح الربيعة أن اللجنة من أدوارها تصفية الحقوق، وقال: «نعمل وفقا لتوجيهات مباشرة من مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على تصفية الحقوق وإعادتها إلى المساهمين بكل شفافية وعدالة، وفي نهاية الأمر نحن مؤتمنون على هذا العمل أمام الله سبحانه وتعالى». وأعلن الربيعة عن إعادة طرح مساهمة جوهرة الشرق في مزاد آخر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مؤكدا على أن لدى اللجنة خبراء عقاريين يستطيعون وضع السعر العادل للمساهمات العقارية المراد تصفيتها.

من جهة أخرى، ووفقا لمصادر «الشرق الأوسط» فإن إعادة طرح مساهمة «جوهرة الشرق» سيكون في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الأمر الذي يعني أن أمام وزارة التجارة والصناعة دورا كبيرا في عملية إنجاح عملية البيع، وعدم تكرار تجربة فشل البيع والتصفية مرة أخرى.

يشار إلى أنه كان قد أعلن الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة السعودية قبل نحو أسبوعين، عن ترسية بيع مخطط درة الخبر العقاري في شرق البلاد، على مجموعة «عمر سليمان العبداللطيف للتطوير العقاري وشركاؤه»، وذلك بعد تقديمها عرضا لشراء المشروع بقيمة تتجاوز 599 مليون ريال (160 مليون دولار)، من خلال بيع المشروع عبر طريقة فتح المظاريف.

وجاء إعلان الوزير خلال مؤتمر عقد لفتح المظاريف في العاصمة السعودية الرياض حينها، إذ ظفرت مجموعة العبداللطيف بعد تقديمها مبلغ 400 ريال (106 دولارات) للمتر المربع، عبر منافسة مع شركة «ركاز للتطوير العقاري» التي قدمت 150 ريالا (40 دولارا)، والشركة الأولى للتطوير العقاري التي قدمت 221 ريالا (58.9 دولار)، وتم الكشف عن تلك العروض خلال فتح مظاريفها في المؤتمر.

وقال وزير التجارة السعودي: «الحماس لدى المستثمرين العقاريين كبير لشراء المساهمات العقارية»، مؤكدا أن بعض المساهمات كبيرة وتحتاج لتكتلات ولهذا السبب تكون بعض العروض بأعداد غير كبيرة، إلا أنها لجمع مبالغ المساهمات الكبيرة. وأشار إلى أن الوزارة تواصل ملاحقة المتسببين في تعثر المساهمات، مشددا على أن وزارته تعمل بجد وحزم ولن تتهاون مع أي شخص تسبب في ذلك، حيث إن رد الحقوق هو الهم الأول.

وقال: «إن التحديات في هذا الجانب كبيرة والمعوقات كثيرة، وعدد من القائمين على المساهمات العقارية يعملون على وضع كل المعوقات لتعطيل عملية البيع، ولكن نحن نقف بقوة ولم نخسر أي قضية، ومستمرون بدعم وتوجيه خادم الحرمين الذي له دور كبير في قوة اللجنة وانطلاقتها بشكل كبير».

وحذر الربيعة الأفراد من الدخول في المساهمات العقارية غير الواضحة وغير المرخصة، ولفت إلى وجود بعض المساهمات العقارية المحدودة بين بعض الأشخاص، وأن هذه المساهمات خارج نطاق اللجنة، ولكن هذه القضايا تذهب للقضاء للبت فيها.