الأسد يؤكد: «معركتنا مع العدو مستمرة».. ويدعو الجيش إلى المزيد من الجهوزية

صبرا لــ«الشرق الأوسط»: هذا الموقف يكشف حقيقة نواياه وكذبه ونظرته نحو شعبه

جنود تابعون لقوات النظام السوري في إحدى نقاط التفتيش وسط دمشق، أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وجه الرئيس السوري بشار الأسد كلمة عبر مجلة «جيش الشعب» إلى الجيش السوري بمناسبة عيده الـ67، خاطب فيها العسكريين، بالقول: «الجيش العربي السوري خاض ولا يزال معارك الشرف والبطولة دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة الأمة، وله دور بارز في الحفاظ على الهوية الحضارية للأمة وعلى مكوناتها الاجتماعية والثقافية والفكرية»، مضيفا: «معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم، وهي معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا».

وقال الرئيس السوري بشار الأسد: إن معركة نظامه مع «العدو متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم» مؤكدا أن «عدونا».. «بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له، داعيا «الجيش النظامي» إلى مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد باعتباره «صمام أمان» لجماهير الشعب.

كلام الأسد جاء في كلمة وجهها يوم أمس عبر مجلة «جيش الشعب» إلى الجيش السوري بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيسه، كما جرت العادة سنويا.

ويأتي عيد الجيش العربي السوري في الأول من أغسطس (آب) في وقت يخوض فيه معارك شرسة ضد مقاتلي الجيش الحر من المنشقين، في شمال البلاد، وذلك بعد أكثر من عام على انخراطه في حرب داخلية ضد الثائرين على نظام بشار الأسد في مختلف أنحاء البلاد الأمر الذي أدى إلى تصدع الجيش وإنهاك قوته. وتسعى الدعاية السياسية للنظام دائما إلى رفع معنويات الجنود الذين يواجهون ضغوطا هائلة تحضهم على الانشقاق أو الفرار لتجنب قتل المواطنين السوريين دفاعا عن بقاء النظام، إلا أن الرئيس الأسد في كلمته يوم أمس اعتبر أن جيشه يخوض معركة من معارك «الشرف والبطولة» التي خاضها عبر أكثر من نصف قرن «دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة الأمة» والتي رأى الأسد أنه كان لها «دور بارز في الحفاظ على الهوية الحضارية للأمة وعلى مكوناتها الاجتماعية والثقافية والفكرية». وأضاف أن «معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. فعدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن والاستمرار في استنزاف قدراتنا الاقتصادية وكفاءاتنا العلمية وصولا إلى إضعافنا ومنعنا من رسم مستقبلنا والانطلاق بمجتمعنا إلى مصاف المجتمعات المتطورة القادرة على مواكبة العصر ومستجداته، وعلى مواجهة الأخطار والتحديات والتصدي لها».

وتابع: «أرادوا حرمان شعبنا قراره الوطني ودفعه إلى الارتماء بأحضانهم ولكن أذهلهم أن يروا هذا الشعب الأبي على قلب رجل واحد يواجه مخططاتهم ويتصدى لها ويلحق الهزائم بها فاندفعوا بحثا عن مخارج لهزائمهم إلى نسج المزيد من المخططات لاستهداف قطرنا الصامد وإسناد مهمة تنفيذها إلى وكلائهم المحليين.. إلا أن شعبنا بوعيه أحبط تلك المخططات وأسقط رهانات مصدريها على التأثير في وعي الشعب الذي أثبت أنه عصي على الترويض أو الاحتواء».

ودعا الأسد الجيش السوري «إلى مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه»، وقال: «ثقتي كبيرة بكم وجماهير شعبنا تنظر إليكم على أنكم صمام أمانها ومبعث فخارها وشرف انتمائها والمدافع عن قضاياها العادلة».

ويشار إلى أن «العدو» بحسب الجيش العقائدي هو إسرائيل بوصفها «الكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية» وتنطلق عقائد الجيش العربي السوري من أهداف محاربة «العدو الصهيوني وتحرير الأراضي العربية» إلا أن الثورة في سوريا وضعت هذا الجيش بمواجهة الشعب المتهم من قبل النظام بـ«العمالة للعدو».

ورد جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري على كلمة الرئيس السوري بشار الأسد التي قال فيها: «معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم وهي معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا»، بالقول: «ماذا علينا أن نقول في رئيس يصف شعبه بالعدو؟»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «معركتنا ومعركة الشعب السوري هي ضد سلطات القمع والاستبداد وضد نظام الموت والدم والإرهاب المستمر منذ أكثر من 40 عاما». واعتبر صبرا أن هذا الموقف يكشف حقيقة نوايا الأسد وكذبه وجوهر نظرته نحو شعبه الذي لطالما كان يعده بمحاولات الإصلاح، وهو الذي ينظر إليه نظرة العداوة. وعن دعوة الأسد الجيش إلى المزيد من الجهوزية والاستعداد للاستمرار في معركته هذه، يرى صبرا أن الجيش السوري الذي بناه الشعب السوري بدمائه من أجل تحرير أرضه والدفاع عنه، أصبحت وظيفته اليوم مقتصرة على قتل هذا الشعب. كذلك لفت العقيد في الجيش السوري الحر، عارف الحمود إلى أنها ليست المرة الأولى التي يصف بها الأسد شعبه بالعدو، بل سبق له أن قال في وقت سابق إن العدو لم يعد على الحدود بل أصبح في الداخل، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان هذا العدو هو 80% من السوريين فأين هو إذن الشعب السوري؟»، مضيفا: «هذا العدو سينتصر لأن إرادة الشعب هي بعد إرادة رب العالمين ولن يسامح قاتلا ومجرما مثل بشار الأسد». ورأى الحمود أنه كان لدى الأسد فرص عدة لينسحب قبل الوصول إلى هذه المرحلة لكنه أبى إلا أن يقاتل شعبه ويتمسك بكرسيه، معتبرا أنه «لم يعد أمام الأسد إلا استخدام أسلحة الدمار الشامل ليواجه بها شعبه، بعدما انهارت قواته البرية واستخدم كل أنواع الأسلحة من الطيران الحربي والقصف المدفعي والدبابات»، ويؤكد: «لكننا سنبقى في المواجهة وسنقاتل بكل الأشكال إلى أن نحرر سوريا وشعبها من هذا النظام الاستبدادي».

وتتكبد قوات الجيش العربي السوري يوميا خسائر فادحة بالأرواح، بمعدل يتراوح بين 40 إلى 60 جنديا يوميا، بحسب مصادر طبية غير رسمية، ومصادر المعارضة، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن حصيلة ضحايا يوم أول من أمس الثلاثاء، بلغ 124 قتيلا بينهم 35 مدنيا و27 من المقاتلين في الجيش الحر و62 من القوات النظامية والشبيحة.