اجتماعات حكومية بالجزائر للتكفل بـ12 ألف لاجئ سوري

القاهرة تستضيف مئات الهاربين من الأوضاع في حلب

TT

طلبت الحكومة الجزائرية من المسؤولين المحليين بالولايات توفير الرعاية اللازمة لآلاف اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الجزائر في الأسابيع الماضية هروبا من الحرب. وشكلت «مجموعة وزارية» لبحث أوضاع اللاجئين المنتشرين في الساحات العامة والمقيمين في كثير من المدارس.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بلعاني إن أزمة اللاجئين السوريين «يجري التكفل بها وشكلت محور اجتماعات وزارية تنسيقية مشتركة». ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عنه أنه «سيتم قريبا اتخاذ ترتيبات خاصة وإجراءات تطبيقية للدعم والمساعدة، من خلال إشراك مصالح وزارة التضامن الوطني والأسرة والهلال الأحمر الجزائري، الذي بدأت لجانه الولائية في العمل».

وجاء في بيان للحكومة أن «وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والتضامن الوطني والأسرة عقدتا الاثنين اجتماعا لبحث توصيات المجموعة الوزارية المشتركة، التي تم تشكيلها بمبادرة منهما والمصادقة عليها من أجل إيجاد الحلول الإنسانية التي تتناسب مع وضعية اللاجئين السوريين المتواجدين في بلادنا».

وأعلن الأمين العام لـ«الهلال الأحمر الجزائري» حسن بوشاقور أول من أمس، عن تهيئة مركز إيواء بسيدي فرج (غرب العاصمة) لمساعدة اللاجئين السوريين. وصرح للصحافة بأن المركز «يوفر كل المرافق الضرورية لضمان راحتهم ولقضاء شهر رمضان في أحسن الظروف». وأضاف: «زيادة على التكفل باللاجئين السوريين يتم ميدانيا القيام بعمل تحسيسي تجاه رعايانا عبر التراب الوطني، لضمان احترام كرامة هؤلاء اللاجئين». وقررت الحكومة، حسب مصدر رسمي، نقل آلاف اللاجئين من الساحات العامة إلى مبان تابعة لعدة وزارات كحل مؤقت.

ويضاف إلى العمل الحكومي لفائدة اللاجئين، أنشأت تنظيمات من المجتمع المدني آلية لإحصاء عدد اللاجئين بدقة، لتحديد حاجياتهم ومطالبهم خلال شهر الصيام. وذكر كريم بلعيد وهو مسؤول إحدى الجمعيات المهتمة بالموضوع لـ«الشرق الأوسط»، أن «لجنة حماية وترقية حقوق الإنسان» المرتبطة بالحكومة تتحدث عن وجود ما بين 10 آلاف و12 ألف لاجئ سوري دخلوا الجزائر عبر الجو في ظرف ثلاثة أسابيع. ونقل عن رئيس «اللجنة» المحامي فاروق قسنطيني أن الآلاف من أطفال اللاجئين بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة، وإلى ترتيبات سريعة تضمن التحاقهم بالمدارس خلال السنة التعليمية الجديدة التي ستنطلق منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل.

ويوجد اللاجئون حاليا في خمس ولايات هي وهران وتيارت (غرب) وبشار والجلفة (جنوب) وسطيف (شرق) إضافة إلى العاصمة. وتفترش عدة عائلات سورية الساحات العمومية بالعاصمة والمدن الكبيرة، لطلب المساعدة على توفير حاجياتها.

من جهة اخرى قامت شركة طيران خاصة، أمس، بتسيير جسر جوي من مدينة حلب السورية لإجلاء مئات السوريين إلى القاهرة، هربا من الأوضاع المتردية هناك، في إطار إقبال كثيف من السوريين للتوجه إلى مصر. وقالت مصادر مسؤولة في المطار إن شركة «شام وينغز» الخاصة للطيران قامت باستخدام طائرة مؤجرة من إحدى شركات الطيران الصربية وتسيير رحلتين أمس، الأربعاء؛ الأولى برقم 1001 والثانية برقم 1003. كان على متن الطائرة في الرحلة الأولى 151 راكبا سوريا، والثانية 156.

ووفقا للمصادر، أقلت الرحلتان كثيرا من الأسر والعائلات السورية الكاملة، فرت من الأوضاع السيئة في مدينة حلب، وأوضحت أن الرحلتين ليس لهما علاقة بـ«الخطوط السورية»، حيث نظمهما المكتب العالمي لخطوط الطيران.

ويتوقع أن يتواصل الجسر الجوي لنقل المزيد من السوريين.

وأشارت أحدث التقارير الرسمية في تركيا، الصادرة أمس، إلى تزايد مطرد في أعداد اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف الدائرة في بلادهم إلى تركيا. وقالت وكالة أنباء «الأناضول» التركية: «إن 317 لاجئا سوريا وصلوا إلى المنطقة الحدودية صباح اليوم (أمس) فقط». وأضاف تقرير الوكالة أن «من بين هؤلاء اللاجئين الذين وصلوا اليوم (أمس) ضباط في القوات المسلحة السورية».

وفي غضون ذلك أعلن مصدر في الشرطة، أمس، أن اليونان ستزيد عدد حرس الحدود مع تركيا، في الشمال الشرقي، 3 أضعاف عددهم الحالي لمنع تدفق محتمل لمهاجرين قادمين من سوريا. حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح المصدر نفسه أن الحكومة ستنشر 1800 عنصر من حرس الحدود، مقابل 600 حاليا، في منطقة أفروس الحدودية. واليونان، القريبة تقليديا من الدول العربية، كانت من آخر الدول الأوروبية التي تغلق سفاراتها في دمشق بسبب تفاقم الوضع في سوريا.