بلدة إسبانية تحول الاحتجاجات إلى احتفالات

تؤجل أعياد رأس السنة بعد انقطاع التيار الكهربائي إلى شهر أغسطس

TT

في اليوم الأخير من عام 1994. وفي غمرة الاحتفالات بأعياد الميلاد، صادف أن انقطع التيار الكهربائي عن بلدة بيرجاوليس جنوب إسبانيا، واستمر انقطاع التيار الكهربائي حتى اليوم التالي، مما تسبب في انزعاج كبير بين المواطنين، لعدم استطاعتهم المشاركة في ذلك العام في احتفالات أعياد رأس السنة التي استعدوا لها منذ فترة، وظلت البلدة تتحدث حول ما جرى وتبدي استياءها لأيام كثيرة بعد فترة من تلك الحادثة، حتى خطرت على بال أحدهم فكرة جديدة، وهي تأجيل الاحتفال بحلول العام الجديد مدة ستة أشهر، وإقامته في شهر أغسطس (آب). وقد بدت الفكرة مضحكة أول الأمر، لكن البعض أيدوها، كي لا يفوت عليهم متعة الاحتفال في شهر يناير (كانون الثاني) التي فقدوها. واتفقوا على إقامة حفلة أعياد الميلاد في أول يوم سبت من شهر أغسطس عام 1995. ورغم تواضع الحفلة التي أقاموها في ذلك العام لقلة عدد الحاضرين، لكنهم سنوا بذلك طريقة جديدة، ثم ازداد عدد المحتفلين في هذه المناسبة في العام الذي تلاه، وهكذا بدأ العدد يزداد شيئا فشيئا، وبدأت أعداد كبيرة من السياح يؤمون القرية في أول يوم سبت من شهر أغسطس من كل عام للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد، حتى بدأت هذه الاحتفالات تأخذ طابعا شعبيا واسعا، لما وجدوا فيها من متعة مختلفة عن تلك التي تجري في الشتاء.

ورغم أن عدد سكان القرية يقارب 800 نسمة فإن حضور هذا العام، في الاحتفالات التي جرت يوم السبت، كان في حدود عشرة آلاف شخص. وقد اتبع المشرفون على الاحتفالات تطبيق طريقة احتفالات أعياد الميلاد نفسها، وذلك بإيقاد الأنوار بأقصى حد ممكن.