بشار الأسد الجعفري

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «لأن الجعفري لا يفهم»، المنشور بتاريخ 4 أغسطس (آب) الحالي، أقول: الجعفري وكثيرون هم الذين على شاكلته تاهوا في زحمة الأحداث، وانغلقوا على صيغة من الوهم الذي صنعوه لأنفسهم، وأطلقوا لخيالهم العنان فخرجوا عن النص وعن صفة الموظف المنتدب، ليمثل بلدا اسمه سوريا، وشعبا اسمه الشعب السوري، فدخل محراب سيده، ولم يعد يرى غيره، ولم يعد لسانه يطاوعه إلا بما يرضي مولاه في دمشق ومواليه في طهران، حتى إنه كما أراه ويراه غيري، يتجلى ويدخل في عالم من النشوة وهو يندمج مع من تطابق معه في الاسم ولم يبق سوى أن يطلق اسما جديدا على هذه الحالة الفريدة ليصبح «بشار الأسد الجعفري» فكلاهما لا تعني له سوريا سوى أنها مرحلة مهما طالت فهي لا بد أن تنتهي، لأن الأرض تلفظ من يسيء إليها وتضيق عليه حتى يختنق أو ينجو بجلده هاربا ذليلا تلاحقه اللعنة أينما ذهب، الجعفري ينسى سبب وجوده في نيويورك، ويغيب عن فكره أن شرف الوقفة التي يقفها في محفل دولي إنما هي باسم البلد الذي يطعنه في كل كلمة يقولها، وأن الشعب الذي يسهم في قتله وتشريده سوف يطبق عليه مهما طال الزمن، وأن سوريا لا بد أن تستعيد عزها ليعلو مجدها وتقذف بمن أساءوا إليها إلى مزابل التاريخ.

عبد الله محمد - أميركا [email protected]