طهران تحذر من التدخل الأجنبي في سوريا وتلوح بأن الصراع هناك قد يشمل إسرائيل

المعارضة تنتقد تهديد وزير الدفاع الإيراني بشأن تسليحها

لقطة من يوتيوب تظهر المتحدث باسم «لواء البراء» بالجيش الحر يستعرض المختطفين الإيرانيين
TT

انتقد قياديون في المعارضة السورية و«الجيش السوري الحر» تحذيرات إيرانية من أن «تسليح المعارضين السوريين ستكون له عواقب وخيمة في المنطقة»، وأن «النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين الإسرائيليين».

واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني الولايات المتحدة ودولا بالمنطقة (لم يسمها) بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن لاريجاني قوله: «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟».. و«إن النار التي أشعلت في سوريا ستلتهم أيضا أولئك الخائفين الإسرائيليين».

كما نقلت الوكالة عن حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، قوله يوم الجمعة بعد زيارته لموسكو لمناقشة الأزمة السورية إن «جماعات إرهابية تعمل في دمشق وحلب بدعم من قوى أجنبية»، وأضاف أنه لا يعتقد أن سوريا ستتعرض لهجوم من قوى أجنبية، لكن إذا حدث ذلك فإن «سوريا مستعدة منذ سنوات للرد على أي هجوم عسكري من إسرائيل أو أي دولة أخرى، ويمكنها الرد بقوة على أي عمل عسكري بنفسها وباستعداد تام».

وفي السياق ذاته توعد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، في تصريح نقله موقع التلفزيون الإيراني على الإنترنت، بأن «تشهد المنطقة أزمة كبرى إذا دخلت قوات أجنبية موجودة حاليا سرا في سوريا على الساحة وتدخلت عسكريا»، ورأى أنه «من البغيض أن بعض الدول أغرقت سوريا بالأسلحة لتجهيز مجموعات إرهابية»، مشددا على أنه «ستكون لذلك عواقب وخيمة على المنطقة»، وأن «الخاسرين في هذه الأزمة سيكونون الغربيين والدول المؤيدة للصهيونية».

وتأتي مواقف وحيدي غداة إعلان «الجيش الحر» عن أسره 48 إيرانيا في دمشق، قال إن بينهم ضباطا في «الحرس الثوري الإيراني»، وبعد يومين على إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأزمة السورية باتت «حربا بالوكالة يعمد فيها لاعبون إقليميون ومحليون إلى تسليح هذا الطرف أو ذاك».

وفي سياق متصل، اتهم عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي المسؤولين الإيرانيين بـ«الكذب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم تتوقف إيران منذ بدء الثورة السورية عن دعم نظام الأسد عسكريا ولوجيستيا وبالخبراء الذين يوجودون في مقر السفارة الإيرانية وأكثر من منطقة تحت تسميات مختلفة»، مذكرا بأن «المعارضة السورية بدأت سلمية، لكن الدعم الإيراني للنظام السوري وشراكتها معه في قتل السوريين هو ما دفع الشعب إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه».

وكان وزير الدفاع الإيراني قد أشار إلى أن بلاده «ليست لديها قوات مسلحة في سوريا والحكومة السورية لم تقدم طلبا كهذا»، لافتا إلى أنه «لدى سوريا جيش قوي ودعم شعبي والسوريون قادرون على التعامل مع المغامرات التي بدأها أجانب على أراضيهم».

وتعليقا على اعتبار وحيدي أن «العدو يريد إقامة توازن قوى جديد بين النظام الصهيوني ودول إسلامية في المنطقة عبر استبعاد سوريا من جبهة مقاومة (إسرائيل)، لكن هذا لن يحصل»، قال الشيشكلي: «لا يوجد مقاومة في سوريا منذ أكثر من 40 عاما وكل ما يدعيه النظام السوري وحلفاؤه هو محض كذب، علما بأن سوريا كانت جبهة متقدمة على أعدائها، لكن نظام الأسد هو ما أضعفها».

وشدد الشيشكلي على أن «الأزمة الحقيقية في المنطقة تتمثل في وجود إيران ودعمها لأطراف مثل حزب الله وعملائها في العراق»، معتبرا أن «الأزمة موجودة من طرف واحد ووجب الرد عليها»، مؤكدا أن «الشعب السوري لن يتراجع في مواجهته حتى لو كانت سوريا اليوم تقف وحيدة في مواجهة المد الفارسي الطائفي».

وفي سياق متصل، شدد القيادي في «الجيش الحر» المقدم المظلي المنشق خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» على أنه «من الممنوع لأي إيراني من الآن فصاعدا دخول سوريا، وسنقص لهم أرجلهم، أيا كانت التسمية التي يدخلون بها سواء أكانوا مقاتلين أم حجاجا». وقال: «الإيرانيون في نظر الشعب السوري هم خائنون، من أصغرهم حتى أكبرهم».

وأكد الحمود أن «المجموعة الإيرانية المحتجزة لدينا جاءت لتقاتل إلى جانب نظام الأسد»، لافتا إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف إيرانيين في سوريا لكنها المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن الموضوع». وأوضح أن «الجيش الحر لن يقف ساكتا بعد اليوم وسيستمر في الدفاع عن الشعب السوري بما لديه من سلاح يسعى إلى زيادته»، معتبرا أن «مواقف وزير الدفاع الإيراني ليست إلا تعبيرا عن الغضب لأسر المجموعة الإيرانية، وما يقوله عن رفض تسليح المعارضة سبق أن قاله حلفاء إيران في العراق ولبنان».