الجيش الحر ينفي رفضه انضمام العلويين.. ويقول إنه مستعد لمنع إقامة دولة انفصالية على الساحل

الدادة لـ«الشرق الأوسط»: الاتهام صنيعة مخابراتية ونحن نمارس سياسة احتواء الجميع

عناصر من الجيش السوري الحر يتحصنون بحي صلاح الدين في حلب (رويترز)
TT

نفى الجيش السوري الحر، على لسان مستشاره السياسي بسام الدادة، ما أوردته جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية أن الجيش الحر يرفض انضمام العلويين إلى صفوفه، فيما حذرت مصادر قيادية من الجيش الحر، في حديث مع «الشرق الأوسط» من «تحضير نظام الرئيس السوري بشار الأسد لإقامة دولة انفصالية علوية في الساحل السوري والجبال المتاخمة للمنطقة الساحلية».

وأشارت «واشنطن تايمز» إلى مخاوف من اندلاع صراع ديني بين الشيعة العلويين والسنة - غالبية السكان - في سوريا على جانبي الحدود السورية – التركية. زعمت الصحيفة أن هناك بعضا من العلويين يحاولون الانضمام إلى الجيش السوري الحر ومحاربة الرئيس السوري بشار الأسد؛ «إلا أن الجيش السوري الحر يرفض انضمامهم بسبب مذهبهم».

وقالت الصحيفة إن ثائر عبود هو «متطوع سوري حاول الانضمام إلى الجيش السوري الحر ولكن رفض قبوله بسبب انتمائه للطائفة العلوية». ونقلت عنه قوله: «أنا كنت أريد الانضمام إلى مجموعات القتال.. ولكن رد علي أحد الثوار قائلا نحن لسنا في حاجة إلى علوي معنا.. فقلت في نفسي اذهبوا إلى الجحيم فهذه ليست ثورة».

وأفادت الصحيفة نقلا عن عبود قوله: إن «الثورة أصبحت إسلامية الطابع»، مؤكدا أنه يدعم المعارضة بقوة رغم رفض المعارضة له.

في هذا الإطار، نفى المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادة الاتهامات «نفيا قاطعا»، مشددا في حديث لـ«الشرق الأوسط» على «أننا نحاول استقطاب العلويين بشتى الوسائل». وقال: «قلنا لأبناء الطائفة العلوية الكريمة إن الجيش الحر هو جيشكم، وأنتم أهلنا وناسنا»، مشيرا إلى «أننا نمارس سياسة الاحتواء، ونتواصل معهم على الدوام، ولم يسبق أن رفضنا أحدا من مختلف الطوائف التي تشكل النسيج الاجتماعي السوري».

وعن الدليل، أكد الدادة وجود «ضباط علويين في الجيش السوري الحر، أحدهم أعلن انشقاقه عن النظام وظهر في مقطع فيديو موجود على يوتيوب يعلن فيه انشقاقه»، لافتا إلى أن «كتائب الجيش السوري غير مقسمة طائفيا، ونحن لسنا طائفيين»، مؤكدا وجود مقاتلين علويين ضمن المعارضة المسلحة.

وحمل الدادة النظام السوري مسؤولية التفرقة المذهبية في الداخل إذ «يعمل على إذكاء حالة الرعب في نفوس العلويين من الطوائف الأخرى»، مشيرا إلى أن النظام «يخوف العلويين من الطوائف الأخرى لكسب ولائهم وتأييدهم»، معتبرا أن ما ورد في الصحيفة الأميركية «هو صنيعة مخابراتية بهدف تخويف العلويين». ورأى أن هذه الخطوة «يريد منها النظام التحضير لإقامة دولة علوية مستقلة على الساحل»، معربا عن اعتقاده أن إقامة هذه الدولة الطائفية «ستتم بمساعدة الحشود العسكرية الروسية القادمة إلى الساحل السوري».

وكان مصدر قيادي في الجيش السوري الحر أعلن في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «القيادة العسكرية في الجيش السوري الحر تتطلع إلى معركة باتت شبه محسومة بعدما تبين أن النظام سيفشل في استعادة حلب»، وهي «معركة انفصال الساحل السوري عن سائر المدن السورية».

وقال المصدر المقيم في تركيا «إننا نتحضر لمنع انفصال دويلة داخل الدولة السورية، بغية الحفاظ على أرضنا ضمن حدودها كاملة»، مشيرا إلى أن «استراتيجية النظام تقوم على الاستماتة في القتال في دمشق وحلب، وإذا فشل في السيطرة عليهما، فإنه سيلجأ إلى إعلان دولة انفصالية على الساحل السوري، يرتب لها».

وقال المصدر إن «معلوماتنا تؤكد تحضير النظام لهذه الدويلة بعد فشله في السيطرة على دمشق وحلب وسائر المحافظات»، مشيرا إلى أن «المعركة التي بدأناها الآن لن تنتهي، إذ سننتقل للقتال في معركة وطنية مهمة في مواجهة الدولة الانفصالية التي يعد لها النظام في الساحل السوري، أسوة بالمخطط الذي كان سيقوم بعد الحرب العالمية الأولى»، معتبرا أن «هذه المعركة وطنية لأننا نرفض التقسيم، ونرفض قيام دويلات طائفية تتشابه مع دولة إسرائيل».

ويقصد بالدولة الانفصالية على الساحل السوري، الدولة العلوية، إذ يتوزع معظم أبناء هذه الطائفة في الجبال الساحلية السورية، وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعتبر الطائفة العلوية في سوريا ثاني أكبر طائفة، بعد الطائفة السنية، ويشكلون ما نسبته 9% من عدد السكان السوريين.