أعلنت السلطات العراقية أمس أنها أحبطت محاولة هروب سجناء من سجن بغداد المركزي (أبو غريب سابقا) الواقع غرب العاصمة العراقية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل حيدر السعدي في بيان إن الحارس في المناوبة المسائية وفي تمام الساعة الثانية عشر من مساء أول من أمس «أبلغ الجهات المسؤولة في السجن عن سماع أصوات طرق وحفر في الطبقة الخرسانية وحال تفتيش القسم السابع، تم اكتشاف وجود قطع في أرضية السجن بشكل مربع». وأضاف أن «الحراس الإصلاحيين نفذوا عملية القبض على النزلاء داخل النفق بشكل مهني عبر ملء الحفرة بالمياه لإجبارهم على الخروج».
وأوضح السعدي أن «الزنزانة تحوي 11 نزيلا، أربعة منهم كانوا داخل النفق الأرضي عند تنفيذ عملية المداهمة»، مشيرا إلى أن «الأدوات التي استخدمت في عملية الحفر عبارة عن مقلاة تم قطعها لاستخدامها كمغرفة لمخلفات الحفر وقطعة معدنية تم اقتطاعها من مروحة الهواء، إضافة إلى عدد من قناني المياه والمشروبات الغازية تم تركيبها ببعض لتشكل أنبوب تهوية من أجل إيصال الهواء إلى النزلاء داخل النفق الأرضي من مبردة الهواء مباشرة». وأشار إلى أن «النزلاء قاموا بإخفاء مخلفات الحفر عبر إذابتها في كميات من المياه وإلقائها في المرافق الصحية داخل الزنزانة إلى شبكة مجاري المياه الثقيلة».
من جهته، وجه وزير العدل حسن الشمري باحالة إدارة سجن بغداد المركزي إلى التحقيق، وذلك لتقصيرهم في أداء الواجب، علما بأن تنفيذ هذه العملية استغرق وقتا طويلا، مع ورود معلومات استخبارية تؤكد وجود حركة مريبة في القسم المذكور لتنفيذ عملية الهروب. كما أثنى الوزير على الجهود الكبيرة المبذولة من قيادة عمليات الكرخ، وخصوصا اللواء 24 المكلف بحماية الأسوار الخارجية، ودورهم المباشر في كشف عملية الهروب، باعتماد المعلومات الواردة من الحراس والتعامل معها بمهنية عالية. وكانت القوات الأمنية بدأت منذ الثاني من شهر أغسطس (آب) الحالي بالانتشار بكثافة في محيط سجن بغداد المركزي في أعقاب ورود معلومات بخطة بتنظيم القاعدة لمهاجمته. وكان الأسبوع الماضي قد شهد محاولات لتهريب سجناء من قبل جماعات مسلحة، حيث اقتحم مسلحون مجهولون مديرية مكافحة الإرهاب وسط بغداد التابعة لوزارة الداخلية.