اشتباكات حول مطار حلب الدولي.. والجيش النظامي ينتظر أوامر الهجوم والمعارضة تعتبرها «حربا نفسية»

عضو في مجلس قيادة الثورة لـ «الشرق الأوسط» : القصف بدأ يستهدف مناطق النازحين ونتخوف من مجازر

مسلحون من المعارضة السورية في تبادل لإطلاق النار مع القوات النظامية في حلب أمس (رويترز)
TT

لا تزال حلب حيث تدور «أم المعارك» السورية في مرمى استهداف قوات النظام الذي يحاول منذ أسبوع استعادتها من دون جدوى، بحسب ما أكد ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية في حلب لـ«الشرق الأوسط». وفي حين أعلن المجلس الوطني السوري عن اشتباكات دارت أمس حول مطار حلب الدولي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن «الجيش السوري النظامي حشد قواته حول حلب وإنه ينتظر الأوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة».. معتبرا أن المعركة المقبلة ستكون طويلة واصفا إياها بأنها «حرب شوارع من أجل القضاء على الإرهابيين».

ولكن النجار أكد أن ما يقوم به النظام ليس إلا حربا نفسية بهدف التأثير على الشعب السوري والثوار، مضيفا: «منذ أسبوع وهو يحاول عاجزا استعادة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، وذلك نظرا إلى التعاون الذي يتم بين ثوار حلب وثوار المناطق والمحافظات المحيطة، إضافة إلى الكمائن التي تنصب لأرتال الدبابات والكتائب التي يحاول النظام استقدامها إلى حلب».

ويعتبر النجار «أن حلب أكبر من أن يسيطر عليها الجيش الحر.. ولا يمكن مقارنتها بحمص نظرا إلى سيطرة المعارضين على ريفها بشكل كامل، الأمر الذي يقف حاجزا أمام تقدم قوات النظام التي تدخل في حرب استنزاف مع الجيش الحر». وأكد النجار أن الجيش الحر يسجل يوميا تقدما ملحوظا في حلب، وهو بات اليوم يسيطر على 50% من المدينة القديمة كما أنه نجح أمس في الوصول إلى قلعة حلب، وبالتالي فإن وجوده في هذا الموقع يجعله قادرا على السيطرة على أسواق المدينة وزواريبها حيث لا وجود أيضا لقوات النظام. ورأى أن عمليات النظام في حلب تهدف إلى تدمير البنية التحتية بأسلحة الدمار والطيران الحربي، وخير دليل على ذلك أن القصف استهدف أمس منطقة الشيخ نجار الصناعية.

ويشير النجار إلى أنه وبعد محاصرة الجيش الحر لمطار «منغ» الأسبوع الماضي، بات النظام يعتمد على الطيران المقاتل الذي يستخدم في حرب الدول ويعرف بقوته التدميرية وعدم قدرته على إصابة الأهداف، لافتا إلى أن قوات النظام أصبحت تستهدف المناطق التي لجأ إليها النازحون على اعتبار أنها مناطق آمنة؛ محذرا من مجازر قد يرتكبها النظام بحق هؤلاء عقابا لهم على وقوفهم مع المعارضة ودعمهم الجيش الحر.

وميدانيا أيضا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية قصفت حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب شمال البلاد، في حين تواصلت المعارك في أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها.

وأشار المرصد، في بيان، إلى «اشتباكات في أحياء الحمدانية السكري والأنصاري»، وذكر أن اشتباكات أمس أدت إلى مقتل مقاتلين معارضين اثنين في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية.

كما أعلن فجرا عن «سقوط قذائف عدة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو»، مضيفا أن «اشتباكات دارت في حي الميرديان قرب إدارة الهجرة والجوازات»، لافتا إلى «خروج مظاهرات فجرا في أحياء الميسر والشعار وجمعية الزهراء».

كما دارت اشتباكات عنيفة في منطقة السيد علي وتعرضت منطقة القصر العدلي بحلب القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظام وسمعت أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها الجيش الحر، بحسب المرصد، كما أعلن الجيش الحر سيطرته على عدد من الأحياء في مدينة حلب القديمة وهو ما نفاه التلفزيون الرسمي السوري.

وأظهرت صور خاصة بـ«الجزيرة» قصفا للجيش النظامي على أحياء السكري وصلاح الدين وهنانو في مدينة حلب. وقال مراسل «الجزيرة» في حلب إن الطائرات الحربية تقصف المحاصرين في حي هنانو.

وقال مدير العمليات التابع للجيش الحر إن قواته تحاول السيطرة على القلعة التي تطل على مدينة حلب. وأفاد مراسل «الجزيرة» في حلب - الذي تمكن من دخول أحياء بالمدينة - إنه شاهد عددا كبيرا من الجثث لقتلى من الجيش النظامي سقطوا خلال المعارك في الأيام الماضية.

وأفاد شهود عيان لوكالة «رويترز» أن مقاتلات وطائرة هليكوبتر ومدفعية تابعة للجيش السوري قصفت مواقع مقاتلي الجيش الحر في حلب. وقال شاهد من رويترز إنه «توجد طائرة هليكوبتر واحدة، ونسمع دوي انفجارين في كل دقيقة». بينما قال قائد محلي للمعارضة المسلحة إن مقاتليه ينتظرون «هجوما قويا» من جانب قوات الجيش السوري على المدينة.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «قواتنا المسلحة الباسلة واصلت وبالتعاون مع الأهالي ملاحقة فلول الميليشيات الخليجية التركية في أحياء عدة في حلب».

ونقلت الوكالة عن مصدر من المحافظة قوله: «إن أهالي منطقة السيد علي يتصدون للميليشيات الإرهابية ويطردونهم من الحي»، مضيفا «أن قواتنا المسلحة الباسلة تصدت للمسلحين الذين كانوا يتمركزون في منطقة كلية العلوم من بينهم أفغان وتم تصفيتهم».

وتابعت الوكالة: «أما في منطقة حديقة الكواكبي فقد نفذت قواتنا الباسلة عملية نوعية وتابعت الميليشيات الخليجية التركية وقتلت عددا كبيرا منهم كما تم في منطقة سوق سيف الدولة وبالتعاون مع الأهالي تصفية الإرهابيين الموجودين فيها»، مشيرة نقلا عن المصدر إلى «وجود جثث لأشخاص أتراك جاءوا إلى سوريا».