الملولي يضع تونس على لائحة الشرف ببرونزية يراها أهم من ذهبية بكين

الصيني يانغ سون حطم الرقم القياسي لسباق 1500 متر سباحة وتصبب عرقا قبل إعلان فوزه بالذهبية

TT

صحيح أن التونسي أسامة الملولي فشل في الاحتفاظ باللقب الأولمبي في سباق 1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية في لندن، لكن الميدالية البرونزية التي نالها تبقى في حد ذاتها إنجازا لهذا السباح الذي عانى من الإصابة في الكتف في العامين الأخيرين.

وقال الملولي: «هذه الميدالية مهمة جدا بالنسبة إلى أكثر من الذهبية لأنني عشت عامين صعبين بسبب الإصابة». وأضاف: «أنا لست الملولي الشاب الذي يملك حيوية ونشاط الأعوام السابقة، لقد عانيت كثيرا في الأعوام الأخيرة، وبالتالي فإن ما حققته في لندن يعتبر رائعا مقارنة مع ما عانيته».

وكان الملولي يعرف جيدا أن الفوز بالذهبية في لندن أمر صعب المنال، ففضلا عن المعاناة مع الإصابة فإنه واجه منافسا قويا هو الصيني يانغ سون الذي حطم الرقم القياسي العالمي للمسافة بتسجيله 14.31.02 دقيقة محطما الرقم السابق والذي كان بحوزته وهو 14.34.14 دقيقة وسجله في 31 يوليو (تموز) 2011 كما حطم أيضا الرقم القياسي الأولمبي الذي كان بحوزة الأسترالي غرانت هاكيت وهو 14.38.92 دقيقة وكان سجله في أولمبياد بكين في 15 أغسطس (آب) 2008 في نصف النهائي قبل أن يخسر النهائي أمام الملولي. وكان يانغ حطم العام الماضي في بطولة العالم في شنغهاي أقدم رقم قياسي في السباحة بتسجيله 14.34.14 دقيقة محطما الرقم السابق الذي كان بحوزة هاكيت منذ عام 2001.

وأكد سون يانغ أنه كان خائفا من إمكانية استبعاده نتيجة البداية الخاطئة، واضطر إلى الانتظار بضع لحظات لمعرفة ما إذا كان قد فاز أم تم استبعاده. وقال سون «لا أعرف ما الذي حدث، سمعتهم يقولون العلامة، ولم أكن أعرف أن المذيع سيقول برجاء كن هادئا من أجل البداية».

وأضاف: «عندما خرجت من الماء بعد البداية، كنت خائفا للغاية وشعرت حقا بالقلق».

وبكى سون في نهاية السباق وقال: «لقد كنت في منتهى الخوف من إمكانية استبعادي، لذا فإن الأمر عنى لي الكثير عندما حققت الفوز». وأكد السباح الصيني أن أي مقارنة بينه وبين الأميركي مايكل فيلبس، سابقة لأوانها. وأشار: «إنني لست مايكل فيلبس، علي أن أقوم بمزيد من الجهد، السباح الأعظم يظل هو فيلبس، ربما لا أصل إلى مستواه، ولكن يمكنني أن أبذل قصارى جهدي».

وأكد سون أنه كان واثقا قرب النهاية من قدرته على تحطيم الرقم القياسي العالمي «كنت أعرف من مسافة منافسي أنني سأحطم الرقم القياسي».

ورد سون بغضب على الحديث عن إدانة السباحين الصينيين بتعاطي المنشطات، وقال: «كان هناك حديث كثير حول استخدامنا للمنشطات.. ولكن نجاحنا ليس له أي علاقة بذلك». وأضاف: «نجاحنا ثمرة عملنا الشاق.. كنا نتدرب في الشتاء في برد قارس (في أستراليا)». وأشار: «لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لي ولم يكن سهلا لشركائي، الذين كانوا معي.. كنا نستيقظ في الرابعة والنصف صباحا من أجل خوض التدريبات، والديّ أيضا بذلا كل ما بوسعهما من أجل مساندتي». وأكد: «من الهراء القول إننا حصلنا على الذهب بسبب المنشطات.. بالعمل الشاق حققنا نتائج جيدة».

وهي الميدالية الذهبية الثالثة لسون بطل العالم في سباق 800 متر و1500 متر في لندن والثانية من المعدن الأصفر بعد الأولى في 400 متر حرة، أضاف إليها فضية 200 متر حرة.

وعادت الفضية إلى الكندي راين كوشران صاحب فضية السباق في مونديالي روما 2009 وشنغهاي 2011 بزمن 14.39.63 دقيقة فيما كانت البرونزية من نصيب الملولي بزمن 14.40.31 دقيقة. وهي الميدالية الأولى لتونس في الدورة والثالثة للعرب بعد برونزية القطري ناصر العطية في مسابقة السكيت في الرماية وفضية المصري علاء الدين أبو القاسم في مسابقة سلاح الشيش ضمن منافسات المبارزة. كما هي الميدالية الثامنة لتونس في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد بينها ذهبيتان وفضيتان و4 برونزيات.

وكان الملولي قد أشار خلال التصفيات إلى أنه لا يفكر في الاحتفاظ باللقب. وقال: «أنا فقط سعيد بإنهائي السباق الأول لي في هذه الألعاب. عانيت من مشاكل في الكتف في العامين الأخيرين ولكن يبدو أن الأمور سارت على ما يرام خلال النهائي، استيقظت دون أن أكون واثقا كثيرا من قدرتي على فعل شيء، بيد أن السباق جرى في ظروف جيدة».

وتابع الملولي: «أتمنى ألا يصاب الشعب التونسي بخيبة أمل بسبب اكتفائي بالميدالية البرونزية، فأولا وقبل كل شيء أنا حامل اللقب الأولمبي، وبالتالي يتعين على الناس أن يفهموا كم هو صعب الوقوف على منصة التتويج بعد أربع سنوات، ومدى كمية العمل الذي يتعين القيام به للبقاء على هذا المستوى في هذا النوع من المسافة في السباحة».

وأضاف: «ما حققته إنجاز لكل تونس والعرب، إنه إنجاز لأنه لا يجب أن ننسى أنني سباح صغير من تونس الصغيرة داخل هذا العرس الكبير»، في إشارة إلى السباحين الكبار الذين يقام لهم ويقعد في منافسات السباحة خصوصا والألعاب الأولمبية عموما.

وأردف قائلا: «لقد كان السباق رائعا وأنا سعيد لأنني كنت طرفا فيه»، مشيرا إلى أنها «الميدالية الأولى لتونس في النسخة الحالية وأتمنى أن يحتفل بها الناس في تونس».

وعموما حقق الملولي ما كانت تتمناه تونس وهو تسجيل اسمها على جدول الميداليات، وقد نجح في ذلك بحكم خبرته الكبيرة على الساحة الدولية من خلال مشاركاته في بطولات العالم والدورات المتوسطية والعربية والأولمبية وكان قد منح العرب أول ميدالية ذهبية أولمبية في السباحة عندما نال المركز الأول في سباق 1500 متر حرة في بكين 2008 عندما سجل رقما قياسيا أفريقيا (14.40.84 دقيقة) وحرم الأسترالي غرانت هاكيت بطل العالم 4 مرات من تحقيق إنجاز لم يسبقه إليه أي سباح في تاريخ الألعاب الأولمبية وهو الظفر بذهبية سباق 1500 متر للمرة الثالثة على التوالي.

وانتظر الملولي الـ500 متر الأخيرة ليضع نفسه بين الثلاثة الأوائل المنافسين على منصة التتويج كونه كان من البداية رابعا وبذل جهدا كبيرا لتخطي الكوري الجنوبي تاي هوان بارك، بل إنه كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر بالفضية لولا السرعة النهائية التي خانته في الأمتار الأخيرة.