كيف ستخوض الولايات المتحدة أولمبياد 2016 من دون فيلبس؟

البطل الذي غير وجه السباحة وأصبح الأبرز في التاريخ

TT

مع الانحناءة الأخيرة التي قام بها مايكل فيلبس عقب مسيرته الرائعة التي شملت حصوله على 18 ميدالية ذهبية وتلقيه تحية قوية تساوي حجم ما حققه من إنجازات في دورة لندن الأولمبية مساء أول من أمس بدا واضحا أن الرياضة ستفتقد السباح الأميركي أكثر من افتقاد الفريق الأميركي له.

وظهر فيلبس الرياضي الأبرز في لندن كما كان متوقعا، إلا أن التشكيلة الرائعة الداعمة له هي التي بذلت الدور الأكبر مع الفريق الأميركي الذي فاز بست عشرة ميدالية ذهبية وهو ما يشكل نصف عدد الميداليات المتاحة على صعيد السباحة إضافة إلى 30 ميدالية في المجمل وهو ما يزيد بنحو 20 ميدالية عن الصين صاحبة المركز الثاني.

وتقاسم رجال وسيدات السباحة النجاح حيث نال الرجال 16 ميدالية بما في ذلك 8 ذهبيات بينما حصدت السيدات 14 ميدالية من بينها 8 ذهبيات أيضا.

وقال غريغ توري مدرب فريق الرجال: «لم يكن لدينا حقا أي أهداف محددة، تحدثنا فقط عن ضرورة ظهور الجميع بمستوى جيد وكانوا جميعا يدركون ما يجب القيام به. أعتقد أننا نمتلك النواة لتحقيق شيء جيد». وأضاف: «سنكون أفضل حالا بعد أربع سنوات من الآن».

ورغم أنه أظهر لمحات خاطفة من أدائه القوي الذي قدمه في دورة بكين حين فاز بثماني ميداليات ذهبية وهو ما يشكل رقما قياسيا فإن إسهام فيلبس في الجهود الأميركية الجماعية ليس بالقليل حيث نال أربع ذهبيات وفضيتين ليرفع رصيده من الميداليات على الصعيد الأولمبي إلى 22 ميدالية.

وبعد الفوز بذهبية سباق 200 متر فراشة و400 متر متنوع وكذلك ذهبية 4×100 متر تتابع متنوع و4×200 متر تتابع حر وفضية 100 متر فراشة و4×100 تتابع حر، رفع فيلبس حصيلته من أولمبياد 2004 و2008 و2012 إلى 18 ميدالية ذهبية و22 ميدالية بشكل عام.

والميدالية الذهبية التي أحرزها فيلبس مع الفريق الأميركي في منافسات التتابع المتنوع هي الأخيرة له، رغم أنه يبدو قادرا على مواصلة المنافسة في كبرى المسابقات.

وقال فيلبس: «قلت لنفسي إنني لا أريد أن أمتهن السباحة أبدا عندما أبلغ الثلاثين. لا جرم لهؤلاء الذين يسبحون في سن الثلاثين.. سأكون متواجدا خلال ثلاثة أعوام». وأضاف: «مع مدربي بوب بومان، تمكنت من تحقيق كل شيء أردته، وإذا استطعت أن تقول ذلك بشأن مسيرتك فإنه قد آن الأوان للتقدم إلى الأمام. الانتقال إلى شيء آخر».

وقال فيلبس: «بوب قال لي في حمام السباحة، الأمر غير منصف بما إنك تستطيع إخفاء دموعك خلف النظارات، ولكن هناك دموع تنساب أسفل رأسي».

وتوجه فيلبس بالشكر إلى مدربه، الذي ظل معه طوال مسيرته الرياضية.. «إنه يستحق الكثير من الإشادة كما أنه اضطر إلى تحمل الكثير من الحماقات من جانبي عبر السنين». وأكد: «حان وقت التغيير، هناك أمور أخرى أريد أن أحققها في حياتي».

وشدد السباح الأميركي على تطلعه إلى حياته الجديدة: «أريد أن أسافر كثيرا.. هذا أمر دائما ما أردت فعله.. تمكنت من رؤية الكثير من الأماكن في العالم ولكني لم أتمكن أبدا من تجربة هذه الأماكن».

وأشار: «أود تجربة شيء ما.. إما السفر عبر أوروبا أو العودة إلى أستراليا. أريد الغوص داخل قفص مع أسماك القرش في جنوب أفريقيا.. وهو شيء كنت أتحدث فيه مع تشاد لي كلوس (الذي تغلب عليه في سباق 100 متر فراشة)».

وحصل فيلبس، 27 عاما، على جائزة استثنائية كأعظم رياضي أولمبي على مر العصور من قبل الاتحاد الدولي للسباحة (فينا).

وعلق فيلبس على ذلك بالقول: «أعتقد أنني سأكون أكثر تأثرا، ولكني لست كذلك الآن.. سيؤثر في الأمر بشدة على الأرجح خلال اليومين المقبلين».

وأكد فيلبس أن بإمكانه مواصلة السباحة إذا أراد ذلك وقال: «واثق من أنني ما زال بإمكاني البقاء إذا أردت.. ولكني مستعد لإنهاء ذلك والانتقال لأمور أخرى.. إنني راض تماما.. سعيد بذلك».

إلا أن أكثر الأمور التي ستفتقد بسبب غياب فيلبس هي قدرته على اجتذاب جماهير كانت غير مبالية بالرياضة.

وأكثر الأمور التي يمكن القول: إن رياضة السباحة تدين بها لهذا السباح الأسطوري هو أن فيلبس يجلب المزيد من المتابعين لأي لقاء سباحة ينافس فيه بنفس الطريقة التي يجذب بها تايغر وودز الاهتمام لأي بطولة غولف يشارك فيها.

وقالت اليسون شميت التي تبلغ حصيلتها الأولمبية ثلاث ذهبيات وفضية وبرونزية: «لقد قام بالكثير من أجل الرياضة. لقد فتح المجال أمام رياضتنا وترك العالم يعرف أن السباحة تمثل رياضة أيضا. إنه رياضي كرس حياته للرياضة.. إنه ملهم».

إلا أنه من غير المحتمل أن يشعر الفريق الأميركي بالخوف المفاجئ في طريقه نحو دورة ريو دي جانيرو 2016 بسبب غياب فيلبس عن مقعد القيادة وذلك بعد ظهور جيل جديد من ماكينات حصد الميداليات في مسابح دورة لندن.

وتم الترحيب بميسي فرانكلين البالغة من العمر 17 عاما والفائزة بأربع ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة باعتبارها الوجه الجديد للفريق بينما أعلنت كاتي ليديكي، 15 عاما، عن وصولها في سباق 800 متر حرة بأداء كاد أن يدفعها لتحطيم الرقم القياسي العالمي.