الادعاء يطالب بعقوبات مغلظة في قضية التلاعب على بعض لاعبي اليوفي ومدربهم كونتي

إيقاف بونوتشي 3 سنوات ونصف السنة وبيبي 12 شهرا.. والنادي يترقب

TT

دخلت قضية التلاعب بالنتائج والمراهنات غير الشرعية في إيطاليا مرحلة جديدة من فصولها المتعددة التي تحبس أنفاس جماهير الكرة الإيطالية وجماهير اليوفي على وجه الخصوص منذ بضعة أيام. ومع استمرار جلسات الاستماع في القضية طالب المدعي العام ستيفانو بالاتسي يوم الجمعة الماضي بإيقاف بونوتشي لاعب اليوفي لمدة 3 سنوات ونصف السنة، وبيبي سيموني لمدة عام، وبيلمونتي لمدة 4 سنوات ونصف السنة، ومازيللو لمدة ستة أشهر. وقد جاءت هذه المطالبات (التي ستحسمها اللجنة التأديبية التابعة للقضاء الإيطالي) لتزيد من أوجاع ومخاوف نادي اليوفي وجماهيره التي تتعرض بالفعل لخطر خسارة جهود مدربهم كونتي لمدة 15 شهرا. وقد ازداد الغضب بين مسؤولي اليوفي بعد أن أصبح الإيقاف الطويل يهدد بونوتشي وبيبي، وسوف يزيد ذلك من الخلافات الحادة والتصريحات العدائية بين مسؤولي النادي واتحاد الكرة بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين خلال الأيام الماضية. ويواجه نادي اليوفي هذه الأزمة الكبيرة قبل أيام قليلة من بداية الموسم الجديد بشكل رسمي حيث يواجه الفريق منافسا عتيدا، هو فريق نابولي، على لقب السوبر الإيطالي في الحادي عشر من أغسطس (آب) الجاري.

الاستراتيجية: وقد بدأت عند هذا الحد العديد من المشاورات والمحاولات داخل نادي اليوفي لمتابعة تطورات الأمر من الناحية القانونية. ولا تهدف المحاولات أولا لإقناع اللجنة التأديبية أو المدعي العام بالاتسي بتخفيض العقوبة المنتظرة على اللاعبين، بل تهدف في المقام الأول للتوصل لاتفاق «داخلي» بين اللاعبين الذين يواجهون التهم في هذه القضية.. فسالفاتوري مازيللو قد يقبل بالتسوية القانونية مع الاعتراف الجزئي بالتهم وهو ما قد يفتح الباب أمام التسوية القانونية للجميع وتخفيض فترة إيقافهم عما طلبه المدعي العام يوم الجمعة. وقد يقبل بيلمونتي وبونوتشي باللجوء للتسوية ويحصلان على تخفيض في مدة الإيقاف. وهو ما ينطبق أيضا على بيبي. ويأمل اليوفي في هذه الحالة أن تقتصر مدة إيقافهم على 4 أو 5 أشهر. لكن هذه الافتراضات ما زالت افتراضات نظرية وليست مؤكدة، إذ أعلن محامي مازيللو أن اللاعب سيواجه القضية «بقناعة تامة ببراءته من كل التهم». وكان المدعي العام بالاتسي قد أكد أن الروايات المختلفة لمازيللو حول الوقائع المنسوبة إليه تختلف عن بعضها وتلقي الكثير من الشكوك حول مصداقيته وتفتح الباب أمام إدانته وإيقافه لوقت طويل. فقد صرح بالاتسي قائلا يوم الجمعة الماضي قائلا «على عكس ما قالته النيابة العامة، يرى قضاة التحقيق في باري أن الروايات الثلاث التي قدمها أندريا مازيللو لا تتوافق بل تتناقض مع بعضها».

بونوتشي وبيبي: وفي ما يتعلق ببونوتشي وبيبي لاعبي اليوفي فسوف يحاول لويجي كيابيرو المحامي الذي يتولى الدفاع عنهما الاتصال بشكل مباشر بالادعاء العام. وكان بونوتشي قد وصل مساء الجمعة الماضي إلى روما. ومن المقرر أن يعلن بونوتشي خلال وقت قريب أنه تلقى بالفعل عرضا للتلاعب بنتائج بعض المباريات من أندريا مازيللو لكنه رفض ذلك العرض بغضب شديد. وقد يسمح ذلك بتغيير التهمة التي يواجهها من الاحتيال الرياضي إلى عدم الإبلاغ عن جريمة الاحتيال مما يفتح الباب للتسوية القانونية وتخفيض العقوبة بحقه وحق بيبي. وتترقب إدارة نادي اليوفي ما ستشهده هذه المسألة من تطورات خلال الفترة القادمة لمعرفة كيف ستسير الأمور.

الجدير بالذكر أن الكثير من المراقبين قد شعروا بالصدمة لطول مدة الإيقاف التي طالب بها المدعي العام ستيفانو بالاتسي بحق بيبي وبونوتشي، ولحالة الصرامة الشديدة التي أبداها بالاتسي في التعامل مع المسألة بعد أن أظهر في السابق بعض الميل لقبول التسوية القانونية بحق كونتي مدرب اليوفي، وهو ما كان سيجعل عقوبة المدرب تقتصر على الإيقاف لمدة 3 أشهر فقط. وجاءت مطالبة بالاتسي بإيقاف كونتي لمدة 15 شهرا لتبدد الآمال في هذه التسوية وتضع المزيد من التهديدات بالغياب الطويل على اثنين من أفضل لاعبي الفريق، فضلا عن مدربهم.