الحصيلة الخضراء (فروسية بيضاء)!

هيا الغامدي

TT

من بين خمسة اتحادات رياضية سعودية مشاركة بأولمبياد عاصمة الضباب لندن يأتي حصاد الفروسية والقوى الأكثر تميزا واختلافا ورفعا لمسمى الوطن وراية التوحيد عاليا. فاتحاد القوى بنتاجه الزمني والرقمي والذي كشف القناع عن العمل المميز الذي يقوم به رئيسه الأمير نواف بن محمد، ببروز العداءين مسرحي وشاوين لأكبر دليل، وإن كنت لأتوقف عند مسببات إخفاق اللاعب مخلد العتيبي من وجهة نظره والذي تعلل من خلالها بالصوم والسهر مع أن هناك أكثر من فتوى بأكثر من بلد عربي من بينها الجزائر والإمارات والسعودية تجيز إفطار اللاعبين المسلمين المشاركين على أن يتم القضاء بعد الانتهاء كون سفرهم شرعيا ويخدم المصلحة العامة، وأيضا جواز الجمع بين الصلوات، وإن كان من الأولى بالدول العربية والإسلامية المشاركة ضرورة اتخاذ موقف موحد وصارم حيال المشاركة في استحقاقات كهذه وبتوقيت متزامن مع الشهر الفضيل (رمضان المبارك) وما يعنيه من عبادة وروحانية تختلف عن باقي الأيام.

فروسيا.. لا يزال اتحاد (الواجهة البيضاء) كما أراه ويراه كل منصف يقدم صورا مضيئة عن الكيمياء الفروسية العربية لدى الغرب وفي عقر دارهم، وما قدمه اتحاد الفروسية من عمل مضن ومتواصل واستعدادات مكثفة ومبكرة لهذا المحفل امتدت لأكثر من عامين لدلالة على حجم الاهتمام بهذه اللعبة وتأطيرها بفكر جديد ودعم ورعاية واهتمام من سيدي خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله ورعاه) والذي أنشأ صندوقا خاصا بالفرسان وإعدادهم وشراء الجياد المناسبة لهم ودعم منتخب الفروسية وتنظيم البرامج وشراء الخيول القادرة على المنافسة وتوفير الأجهزة الطبية والفنية، فالسعودية الدولة الخليجية الوحيدة التي تشارك بفرسانها في الألعاب، وفرساننا السعوديون هم أبطال لهم حضورهم القوي وصيتهم بالمنافسات القارية والإقليمية والمحافل العالمية، متعب بن عبد الله وجواده (دافوس)، ورمزي الدهامي (بيار) وكمال باحمدان (دلفي) وعبد الله شربتلي (سلطان)، وإن خلت القائمة من مسمى فارس صاحب خبرة عريضة كخالد العيد المصاب جواده (بروسلي بوي) وصاحب برونزية أولمبياد سيدني 2000م وهي خسارة لمنتخب الفروسية والذي شارك بهذا المحفل بخليط من الفرسان يجمعون بين (الخبرة والشباب) وثقة ولي الأمر الفارس الأول عبد الله بن عبد العزيز، فالسعودية لا تمثل نفسها بهذا الأولمبياد بل تمثل الفروسية العربية ككل.

فالشكر كل الشكر لاتحاد القوى والفروسية على ما قدموه ويقدمونه في أولمبياد لندن من حضور ينتظر أن يكلل بإحدى الميداليات الكبرى والذي يثبت مشاركة بعد الأخرى أنه (المستيقظ) شبه الوحيد من بين (إغماءة) باقي الاتحادات الرياضية السعودية الأخرى، وهو الذي لا يزال يترجم العمل والجهد والدعم والرعاية والاهتمام الحكومي به، وإن كنا نتساءل عن (شرفية) حضور بعض الألعاب المشاركة الأخرى كاتحاد رفع الأثقال والجودو والرماية! ونناقش أسباب الإخفاق، نضع الحلول المناسبة والتي تبدأ من الإعداد المبكر من سن مبكرة وبرامج وخطط مباشرة بدعم حكومي ورعاية خاصة من شركات القطاع الخاص، وهنا نعود من جديد لمصطلح الخصخصة (خصخصة الرياضة السعودية)، ولأهمية الوقوف والتأمل في عمل (الآخر) الذي ينطلق من فكرة موحدة ومركزية تنطلق أساسا من بؤرة العمل على (بناء الإنسان) فكرا وروحا وجسدا.!

كل أولمبياد والرياضة السعودية بخير وصحوة وتفوق بمختلف الألعاب.. رمضان كريم وفالكم طيب!

[email protected]