مصر تشتري حصة «سوسيتيه جنرال الفرنسي» في بنك «مصر أوروبا» بفرانكفورت

أصبح أول بنك مملوك لها بالكامل في أوروبا ويسهم في دعم التجارة مع دول اليورو

TT

اشترت الحكومة المصرية ممثلة في ثاني أكبر البنوك التابعة لها «بنك مصر» حصة البنك الفرنسي الأهلي سوسيتيه في بنك «مصر أوروبا» في فرانكفورت، ليصبح البنك المصري الوحيد في منطقة اليورو بملكية مصرية خالصة بنسبة 100 في المائة.

وقال نائب رئيس «بنك مصر» محمد عباس فايد لـ«الشرق الأوسط» إن حصة مصرفه بعد الاستحواذ على حصة «سوسيتيه» بلغت 71 في المائة من أسهم أكبر مصرف مصري في منطقة اليورو، بما يسهم في تدعيم التبادل التجاري بين مصر ودول المنطقة الأوروبية وخاصة ألمانيا.

وأضاف فايد أن مصرفه انتهى من إتمام شراء حصة «سوسيتيه» ليصبح البنك مصريا خالصا، حيث يمتلك بنكا «الأهلي المصري» و«القاهرة» و«بنك الاستثمار القومي» الحصة المتبقية والتي تقدر بنحو 29 في المائة.

ورفض فايد، الذي يتولي من ضمن مهامه الإشراف على فروع «بنك مصر» في الخارج، والتي تعد الأكبر بالنسبة للبنوك المصرية، الإفصاح عن قيمته الصفقة التي انتهت منذ شهرين، مؤكدا أنها تمت بنجاح، وأنها تعزز من وجود الحكومة المصرية في أوروبا.

يذكر أن حصة «الأهلي سوسيتيه» في «مصر أوروبا» آلت إليه بعد استحواذه على بنك مصر الدولي قبل عدة سنوات، حيث كان الأخير يشارك «بنك مصر» في إجمالي أسهم البنك في أوروبا بنحو 30 في المائة من إجمالي الأسهم.

وكشف نائب رئيس «بنك مصر» عن تحقيق «مصر أوروبا» في فرانكفورت أرباحا تصل إلى 800 ألف يورو في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع توسعه في العمليات التجارية والاعتمادات المستندية مع الجانب الأوروبي في الفترة الأخيرة.

وتعد عملية شراء «بنك مصر» لحصة «سوسيتيه» من العمليات القليلة التي نفذت في السنوات الأخيرة من قبل البنوك المصرية في السوق المصرفية الأوروبية، كما تعد العلمية الأولى لمصر بعد الثورة في أوروبا وسط وجود لبنوك محلية عملاقة، تجعل المنافسة في هذه الأسواق غير مجدية وعائدها غير مجد بالنسبة لحجم رؤوس الأموال المستثمرة فيها، وتجعل البنوك المصرية تستعين في إجراءات عملياتها في الخارج بشبكة المراسلين الأجانب نظير عمولة تحصل عليها تلك الشبكات.

في السياق ذاته، أكد فايد أن مصرفه الحكومي يعتمد على تدعيم موقفه في الخارج بالشكل المناسب لطبيعة المرحلة في ظل احتياج الاقتصاد المصري إلى جميع الأدوات المساندة، مؤكدا على تحقيق «بنك مصر لبنان»، المملوك لمصرفه، أرباحا تقدر بنحو 6 ملايين دولار نهاية العام الماضي، ناتجة عن أنشطة مصرفية متنوعة يقوم بها «مصر لبنان» خاصة في مجالي التجارة والسياحة، والتي تميز البنك في لبنان، الذي وصل عدد فروعه إلى 17 فرعا.

وساعدت عملية الهيكلة التي قام بها البنك بعد استقرار الأوضاع السياسية في بيروت، على جني أرباح على حد تعبير فايد، متوقعا استمرار النجاح في ظل رغبة الأطراف المختلفة إلى عودة الهدوء إلى الساحة السياسية.

ويعود وجود «بنك مصر» في بيروت إلى نحو ما يزيد على 80 عاما، ويصل عدد فروعه هناك إلى 17 فرعا موزعة على معظم المدن اللبنانية، وتوقف بنك مصر لبنان عن العمل لأكثر من 15 عاما إبان الحرب الأهلية في لبنان في الفترة من 1975 إلى 1990، وعاد لمزاولة نشاطه، بعد توقف الحرب، وعودة الحياة إلى النشاط المصرفي اللبناني.