اغتيال عميد بالأمن الوطني العراقي يدشن مرحلة جديدة من التصفيات والاغتيالات المنظمة

مقتل شقيقة عضو بمجلس محافظة صلاح الدين في قصف لمنزله قامت به مروحية للجيش

عنصر أمن في أحد شوارع بغداد التي شهدت تشديدا في الإجراءات الأمنية بعد التصعيد الأخير في أعمال العنف (أ.ف.ب)
TT

دشنت عملية اغتيال عميد بالأمن الوطني أمس من خلال قيام مسلح بتفجير نفسه في سيارة تابعة للأمن الوطني بمدينة الحصوة (40 كم جنوب بغداد) مرحلة جديدة من الاغتيالات المنظمة التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد وبعض المدن العراقية بعد فترة هدوء نسبي ما خلا الانفجارات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة التي صنفت شهر يوليو (تموز) الماضي بوصفه أسوأ شهر من حيث عدد القتلى العراقيين منذ عام 2010.

وطبقا لمصادر طبية في مستشفى الإسكندرية العام القريب من منطقة الحادث، فإن الانفجار الذي وقع في منطقة الحصوة أسفر عن مقتل 6 أشخاص وجرح 11 آخرين. وكانت العاصمة بغداد قد شهدت خلال الأيام القليلة الماضية عدة عمليات اغتيال لموظفين حكوميين بالإضافة إلى نجاة النائب في البرلمان عن القائمة العراقية حامد المطلك من محاولة اغتيال قرب إحدى نقاط التفتيش غربي العاصمة بغداد. فبالإضافة إلى مقتل آمر نجدة قاطع أبو غريب أول من أمس، فقد أعلنت وزارة العدل عن مقتل أحد موظفيها أمس في هجوم مسلح نفذه مجهولون غرب بغداد. وقال المكتب الإعلامي للوزارة في بيان صدر أمس إن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة أطلقوا النار من مسدسات كاتمة للصوت باتجاه سيارة مدنية تعود لموظف في الوزارة لدى مرورها على الطريق السريع الواصل بين منطقتي حي العامل والعامرية، غرب بغداد، مما أسفر عن مقتله في الحال».

وعلى الصعيد نفسه، فقد تم اغتيال موظف في وزارة الزراعة من خلال استعمال أسلحة كاتمة للصوت لدى مروره بسيارته على الخط السريع القريب من حي العامل جنوب غربي بغداد.

وفي تطور أمني آخر، أعلن عضو مجلس محافظة صلاح الدين عادل الصميدعي أن مروحية تابعة للجيش العراقي قصفت منزله فجر أمس مما أدى إلى مقتل واحدة من شقيقاته وإصابة ثلاث أخريات وطفل. وقال الصميدعي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عملية عسكرية للجيش بدأت عند منتصف الليل في قرية السادة (40 كلم شرق الضلوعية) واستخدمت فيها قذائف الهاون والطائرات المروحية». وأضاف أن «منزلي تعرض لقصف بصاروخ طائرة مروحية عند الساعة 04.00 مما أدى إلى مقتل شقيقتي وإصابة ثلاث من شقيقاتي وأحد أبنائهن»، من دون أن يحدد ما إذا كان القصف خطأ أم عمدا.

وأكد مصدر طبي في مستشفى بلد (70 كلم شمال بغداد) وصول جثة الضحية والجرحى الأربعة، مشيرا إلى أنهم «في حالة حرجة». من جهته، أكد مقدم في شرطة الضلوعية الحادث، مشيرا إلى أن قوات عراقية شنت بدءا من منتصف الليل «هجمات استهدفت أوكارا يشتبه بها على أثر العملية التي قتل فيها 15 جنديا».

وكان المصدر يشير بذلك إلى هجوم على ثكنة للجيش في الضلوعية (90 كلم شمال بغداد) في 23 يوليو (تموز) الماضي. وكان الجيش العراقي أعلن أن قياديا في تنظيم القاعدة يدعى وسام كريم الشلال قتل في مواجهات مع الجيش في منطقة العظيم بين بغداد وكركوك، وأن هذا القيادي متهم بأنه المخطط والمنفذ للهجوم.

ويأتي تصاعد وتيرة الاغتيالات في بغداد وبعض المحافظات في وقت تشهد فيه البلاد أزمة سياسية بسبب فشل الكتل السياسية في إيجاد حل لقضية سحب الثقة من رئيس الحكومة أو استجوابه في البرلمان.

وفي هذا السياق، أكد عضو البرلمان عن القائمة العراقية حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما نعانيه في العراق هو خلل سياسي ينعكس على الجوانب الأمنية والخدمية وغيرها». وأضاف المطلك، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، أنه «ما لم تعالج منظومة الخلل السياسي، فإننا سوف نظل ندور في الحلقة المفرغة نفسها وتظل عمليات القتل والاغتيال مستمرة من قبل عناصر الإرهاب»، مضيفا: «إننا وصلنا الآن إلى مرحلة نحتاج فيها إلى تعريف من هو الإرهابي بعد أن اختلطت علينا الأمور وبات من الصعب التمييز»، معتبرا أن «ذلك لن يتحقق من دون مصالحة حقيقية وإدراك حقيقي لأهمية بناء دولة المواطن، لا سيما أن بعض الأعمال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد المعتقلين من عمليات تعذيب، إرهاب بحد ذاتها».