حجاب خرج من سوريا في موكب حكومي رسمي

سمير النشاركشف لـ «الشرق الأوسط» أن مقربين من النظام أرادوا الانشقاق.. لكن الرقابة المشددة عليهم حالت دون ذلك

TT

في وقت بدأت تتكشف فيه بعض تفاصيل عملية انشقاق رئيس الحكومة السوري رياض حجاب، وعدد من الوزراء وكبار الضباط وانتقالهم إلى الأردن، لا تزال أسماء الوزراء غير مؤكدة.. وعلى الرغم من أنه كانت هناك تكهنات حول أن يكون وزير النقل محمود إبراهيم سعيد ووزير الصحة وائل الحلقي، هما من انشقا ورافقا حجاب إلى الأردن، إضافة إلى 3 ضباط برتب عالية، فإن ظهور الوزيرين في تسجيل مصور على القنوات السورية، قيل إنه في اجتماع عاجل مع رئيس الوزراء المكلف بتسيير الأعمال عمر قلاونجي، زاد من الشكوك حول حقيقة ذلك.

وكشف سمير النشار، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، معلومات عن عملية خروج حجاب ورفاقه إلى الأردن، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنها «تمت في موكب حكومي رسمي، الأمر الذي لم يثر الشبهات لدى الحواجز الأمنية التي مر عليها ولا سيما على الحدود. وذلك، بعدما نجحت عملية إخراج عائلته وعائلات أشقائه وشقيقاته قبل أيام قليلة بمساعدة من الجيش الحر».

وفي حين أشار النشار إلى أنه من المتوقع أن ينتقل حجاب إلى قطر في الساعات القليلة المقبلة، اعتبر أن إعلان السلطات الأردنية أن حجاب لم يصل إلى أراضيها يعود إلى محاولتها تجنب أي مشكلات قد تنشأ مع النظام السوري بسبب هذه القضية. وأكد النشار أنه «لغاية الآن لم يتم التواصل من قبل المجلس الوطني مع حجاب، بشكل رسمي، لكن في الحالات المماثلة، يتم الاتصال بأحد أعضاء المجلس الوطني بشكل شخصي، وهذا ما حصل مع العميد مناف طلاس الذي تواصل مع أحد أعضاء المكتب التنفيذي والتقى معه».

وكشف النشار أنه «تم في وقت سابق التواصل، عبر وسطاء، مع شخصيات عسكرية وسياسية علوية مقربة من النظام، أبدوا رغبتهم بالانشقاق، لكن الرقابة المشددة عليهم حالت دون ذلك».

وفي حين شدد النشار على أن وتيرة الانشقاقات سترتفع في المرحلة المقبلة لتطال النخب والمراكز العليا في بنية النظام نتيجة الطريقة التي يتبعها في قصف المدن وقتل الشعب، الأمر الذي سينعكس بدوره على بنية الجيش السوري، كشف أن صديق الأسد وأحد أبرز المقربين منه في حلب، رئيس غرفة الصناعة، فارس الشهابي، قد غادر سوريا أيضا.

كما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أمس، أن «عميدا» سوريا يرافقه 12 ضابطا انشقوا ووصلوا إلى تركيا مع 1137 نازحا سوريا في الساعات الـ24 الأخيرة، مما يرفع عدد الذين لجأوا إلى تركيا منذ بداية الأزمة إلى نحو 50 ألف شخص.

في المقابل، قال محمد عطري، الناطق باسم حجاب، الذي تلا بيان انشقاقه، لموقع «الجزيرة نت» إن رئيس الوزراء المنشق، رياض حجاب، كان يرتب للانضمام لصفوف الثورة قبل أن يعينه الرئيس السوري رئيسا للحكومة السورية منذ شهرين. لكنه تفاجأ باستدعاء بشار الأسد له وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وكان يتخوف من أن رفضه للأمر قد يؤدي للانتقام منه ومن عائلته، مؤكدا أن «حجاب، وقبل تشكيل الحكومة، واصل الاتصالات مع المعارضة والجيش الحر بهدف ترتيب انشقاقه ليكون الانشقاق قاصما لظهر النظام الذي سينشق عنه أعلى مسؤول سياسي سوري منذ بداية الثورة».

وكشف عطري أن الاتصالات مع حجاب كانت تتم عبر أحد أشقائه «نظرا لصعوبة الاتصال برئيس وزراء محاط بالأمن والمخابرات».

وقال إن عملية انشقاق حجاب، بدأت بقطع كل اتصالاته بالنظام السوري منذ يوم الأحد، وتأمين خروجه برفقة مسلحين من الجيش السوري الحر إلى أن وصل إلى المنطقة الآمنة، وأكد أن ساعة الصفر كانت نقله برفقة عائلته وتسع عائلات هي عائلات أشقائه وشقيقتيه من المنطقة الآمنة باتجاه الأردن، لافتا إلى أن معظم أشقاء حجاب، مسؤولون في الحكومة السورية، بينهم مسؤولان في وزارتي النفط والبيئة.

وبحسب عطري، فإن عملية إخراج حجاب من سوريا كانت معقدة إلا أنها تمت بهدوء ودون أي مشكلات تذكر، مشددا على أن حجاب سينضم لصفوف الثورة السورية ولن يكون انشقاقه مجرد خروج على النظام، بل سيكون جزءا من الثورة على نظام بشار الأسد.

وأشار إلى أن عملية الانشقاق كان من المفترض أن تتم قبل ثلاثة أسابيع، إلا أن تفجير مقر الأمن القومي في دمشق، الشهر الماضي، الذي قتل فيه كبار المسؤولين الأمنيين وما رافق العملية من عمليات في دمشق أدى إلى تأخير الانشقاق.