أهالي المختطفين في سوريا يعتصمون في بيروت ويهددون بـ«استضافة» الأتراك المقيمين في لبنان

القصف السوري يتجدد على بلدات لبنانية حدودية.. ونزوح للسكان

TT

اعتصم أهالي اللبنانيين الـ11 المختطفين في سوريا أمام مقر السفارة التركية في الرابية، مطالبين بتحرك جدي وفعال من قبل الحكومة التركية للإفراج عن أبنائهم المختطفين.. ولوح الأهالي بنقل الاعتصام إلى أمام السفارة القطرية في بيروت للغاية نفسها، كما هددوا بـ«استضافة (احتجاز) المواطنين الأتراك المقيمين في لبنان، ما لم تضغط الحكومة التركية على الخاطفين للإفراج عن أبنائهم»، موضحين أن تحركهم «سيبقى مفتوحا، وأن طريق المطار يمكن أن تقفل في أية لحظة ما لم تصل الرسالة إلى المعنيين جميعا».

ووجه الناطق باسم أهالي المخطوفين في سوريا الشيخ عباس زغيب رسالة من أمام السفارة التركية، أعلن فيها أنه «إذا لم يحل ملف المخطوفين اللبنانيين، فسيكون الأتراك ضيوفا في لبنان، وسندخل في مرحلة تصعيدية.. وتركيا هي من تتحمل المسؤولية». مؤكدا أن «الرسالة التي بُثت أمس من المخطوفين (على إحدى شاشات التلفزة اللبنانية) أكدت أنهم موجودون تحت السيطرة التركية، ولذلك، فإن الأتراك يتحملون المسؤولية كاملة ولا مجال للتهرب».

ولدى سؤاله عن وجود نية لخطف أتراك في لبنان، رد زغيب: «نحن لا نخطف؛ بل نستضيف، وما يجده الأعالي مناسبا سيقومون به»، مؤكدا أن «هناك تحركا تجاه السفارة القطرية لما لقطر من دور فاعل في إنهاء هذا الملف». وانتقد دور السلطات اللبنانية في هذا الملف، مطالبا وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بـ«استدعاء السفير التركي وإبلاغه رسالة رسمية تكون شديدة اللهجة».

ورأى زغيب أن «الدولة اللبنانية ليست بحاجة إلى من يضغط عليها لكي تتحرك، لأن الإنسان الذي يتمتع بحس وطني عليه أن يتدخل، وإلا سنبدأ التسميات، فإذا لم يتم التحرك من قبل الجهة التي ترى نفسها معنية، فسيتم التحرك ضدها». وإذ استبعد أن يكون للتحرك ارتدادات سلبية على المخطوفين، قال: «مجددا نحمل المسؤولية لتركيا وقطر وكل الدول التي تدعم ما يسمى بالمعارضة السورية». وعن موعد نقل الاعتصام إلى أمام السفارة القطرية في بيروت، اكتفى زغيب بالقول إن «تحركاتنا ستكون مفاجئة وكل الاحتمالات مفتوحة».

إلى ذلك، أوضح دانيال شعيب شقيق المخطوف عباس شعيب، أن «هدف الاعتصام أمام مقر السفارة التركية هو إيصال رسالة إلى الحكومة التركية من أجل العمل بشكل جدي وفاعل لإطلاق سراح المختطفين». وأكد شعيب لـ«الشرق الأوسط» أن «الدولة اللبنانية تبدو عاجزة كليا عن القيام بأي شيء، وعاجزة أيضا عن الضغط على أي دولة مؤثرة»، متهما تركيا ودولا عربية بـ«تأخير الإفراج عن المخطوفين، والغاية من ذلك الضغط على الفئة والبيئة التي ينتمي إليها المخطوفون من أبناء الجنوب اللبناني والضاحية».. وردا على سؤال عن التهديد بتحويل الأتراك الموجودين في لبنان إلى رهائن، قال شعيب: «هذا الكلام سابق لأوانه، وعندما نلجأ إلى خطوات تصعيدية لن نعلن عنها، وكل شيء يحصل في أوانه».

إلى ذلك، بقي التوتر مخيما على حدود لبنان الشمالية، بعد تجدد القصف السوري على البلدات اللبنانية الحدودية، وآخرها كان سقوط قذيفتين فجر أمس على بلدة قشلق مصدرها الجانب السوري، وإطلاق نار على منازل في بلدة المقيبلة في وادي خالد. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «القصف السوري أحدث حالة من الهلع في نفوس السكان، الذين غادر بعضهم منازلهم باتجاه بلدات أكثر أمنا، خصوصا بعد حصول أضرار مادية في المنازل التي أصيبت بإطلاق النار».

وأشارت المصادر إلى أن «القوات السورية عززت (أمس) مراكزها ونقاط وجودها على الحدود، وهو ما زاد من مخاوف الناس، والخشية من عمل ما ضد البلدات الحدودية بحجة التصدي للمسلحين أو تعقب الجيش السوري مسلحين داخل الأراضي اللبنانية».