أوباما: «إف بي آي» يلاحق مشتبها به آخر في الهجوم على معبد للسيخ

المشتبه به ذو بشرة بيضاء ويحمل على ذراعه اليمنى وشم «9/ 11»

المئات من ابناء الجالية السيخية اجتمعوا أمس في معبد للسيخ في ويسكونسين لاحياء ذكرى المقتولين في هجوم يوم الاحد الماضي (أ.ف.ب)
TT

يسعى مكتب التحقيقات الاتحادي في الولايات المتحدة (إف بي آي) إلى تحديد هوية الرجل الذي كان يصور فيلما أثناء سيره بين جمع من الناس في أعقاب الهجوم المسلح الذي استهدف معبدا للسيخ بمدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن الأميركية.

ونقلت صحيفة «ميلووكي جورنال سينتينال»، أمس، عن تيريسا كارلسون، من مكتب التحقيقات الاتحادي، قولها في مؤتمر صحافي إن الرجل صاحب البشرة البيضاء، الذي ظهر في أعقاب الهجوم، «محط اهتمام».

وأظهرت الصورة التي وزعتها السلطات الأميركية أن الرجل يحمل على ذراعه اليمنى وشم «9/ 11»، في إشارة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).

ونجحت السلطات الأميركية في تحديد هوية الرجل المسلح الذي فتح النار على المعبد، مشيرة إلى أنه يدعى واد مايكل بيغ (40 عاما)، وهو جندي سابق في الجيش.

وصرح جون إدواردز، قائد الشرطة في مدينة أوك كريك بويسكونسن في مؤتمر صحافي أن بيغ كان الوحيد الذي أطلق النار في الهجوم، مضيفا أنه كان صرف من الخدمة في الجيش بشكل عام في 1998، وكان «غير مؤهل لإعادة تجنيده».

وكشف إدواردز أيضا عن شخصية الليفتنانت بريان ميرفي (51 عاما)، الذي كان يعمل في إدارة الشرطة منذ 21 عاما على أنه ضابط الشرطة صاحب الحالة الخطيرة، بعدما أطلق عليه النار من 8 إلى 9 مرات «من مسافة قريبة للغاية» لدى محاولته مساعدة ضحية في مكان انتظار السيارات بالمعبد.

وقال إن الضحايا السيخ 5 رجال تتراوح أعمارهم بين 39 و84 عاما، وامرأة، 41 عاما.

وأصيب في الهجوم أيضا 3 آخرون، بينهم اثنان حالتهما خطيرة، وغادر واحد المستشفى.

وأسفر الهجوم الذي وقع، يوم الأحد، في أوك كريك جنوب ميلووكي بولاية ويسكونسن عن مقتل 7 أشخاص، بينهم المهاجم الذي قتلته الشرطة.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) إنه يتعامل مع الحادث كعمل من أعمال «الإرهاب المحلي».

وفي الوقت الذي لم تكشف فيه السلطات عن الدافع وراء الجريمة، ذكرت التقارير أن التحقيقات تركز على ما إذا كان بيغ له علاقات مع منظمات تؤمن بتفوق العرق الأبيض.

وذكرت الإذاعة العامة أن بيغ خدم في الجيش خلال الفترة من أبريل (نيسان) 1992 حتى أكتوبر (تشرين الأول) 1998. وأنه كان يحمل رتبة سيرجنت، ولكن تم تقليصها إلى متخصص في ما بعد.

وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أن بيغ صرف من الخدمة في الجيش «بسبب سوء السلوك»، وأنه عضو في جماعة تفوق العرق الأبيض «ايند أباثي».

وفي نيودلهي، أعرب رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، الذي يعتنق السيخية، عن صدمته الشديدة بوقوع الحادث.

وقال سينغ في بيان: «إنه لأمر مؤلم بشكل خاص أن يستهدف هذا العمل العنيف الأحمق مكان عبادة.. أوجه عميق مواساتي لأسر ضحايا هذا الحادث».

وقال وزير الخارجية الهندي، إس إم كريشنا، إنه جرى إرسال دبلوماسيين هنود بارزين من واشنطن وشيكاغو إلى موقع إطلاق النار.

وأقام أعضاء الطائفة السيخية صلوات في معابد يطلق عليها «جوردواراس» في الهند، واحتشد مئات في وسط ميلووكي على ضوء الشموع تكريما لأرواح الضحايا.

وقال سابريت كاور، مدير تحالف السيخ الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له: «ندرك أن مسؤولي إنفاذ القانون لم يحددوا حتى الآن الحادث المأساوي في ويسكونسن.. على أنه حادث بدافع الكراهية».

وأضاف: «وحيث إن تركيز التحقيقات يحول الانتباه إلى هذا الدافع المحتمل، نرغب في توجيه الشكر للأميركيين من جميع الديانات والخلفيات لوقوفهم إلى جانب الجالية السيخية وإعرابهم عن إدانتهم لهذا النوع من العنف».

وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في معرض تعليقه على الحادث أثناء مراسم توقيعه لمشروع قانون بالمكتب البيضاوي: «أصابنا حزن شديد لما حدث».

وأضاف أن مثل هذه الأحداث المأساوية تقع «بانتظام شديد»، مشيرا إلى أنه سيبحث تبني وسائل إضافية لتقليل العنف.

وأوضح الرئيس الأميركي: «بصرف النظر عما نبدو عليه، أو عن المكان الذي نأتي منه، أو المكان الذي نتعبد فيه، نحن شعب واحد».

وقال أوباما ردا على سؤال هل سيضغط من أجل مزيد من إجراءات السيطرة على الأسلحة في أعقاب حادث إطلاق النار، إنه يريد أن يجمع القادة على جميع المستويات في المجتمع الأميركي لدراسة سبل الحد من العنف المسلح، حسب «رويترز».

وكان ذلك تكرارا لتعهد أوباما الشهر الماضي في كلمة ألقاها في نيو أورليانز بالعمل على نطاق واسع من أجل «التوصل إلى توافق في الآراء» بشأن هذه القضية المثيرة للجدل بعد حادث إطلاق النار في كلورادو الذي سلط الضوء على القضية في عام الانتخابات. لكن مثل تعليقاته السابقة لم يقدم أوباما جدولا زمنيا أو تفاصيل لمناقشات من هذا القبيل.

ويعتبر الحديث عن كبح جماح ثقافة السلاح في الولايات المتحدة خطرا من الناحية السياسية بالنسبة لأوباما الذي يخوض سباقا محتدما بينه وبين ميت رومني المنافس الجمهوري في انتخابات الرئاسة التي تجرى في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال أوباما في المكتب البيضاوي أثناء حفل توقيع مشروع قانون لا علاقة له بالقضية: «كلنا نعترف بأن مثل هذه الأحداث المأساوية الرهيبة تحدث بشكل متكرر بدرجة كبيرة، حتى إنه لا يليق بنا أن لا نقوم ببعض المحاسبة للنفس لدراسة سبل إضافية للحد من العنف». لكنه استدرك بقوله: «كما قلت من قبل هناك كثير من العناصر في هذه القضية».