فواز الناصر لـ «الشرق الأوسط»: نظام الأسد لن يسقط إلا عسكريا.. وإيران تتعامل مع «الشام» وكأنها محافظة كرمنشاه

عضو مجلس أمناء الثورة السورية: المجلس الوطني فشل في التسليح ولم يقدم شيئا للجيش الحر

TT

اعتبر فواز الناصر، العضو الممثل عن الكتلة الكردية في مجلس أمناء الثورة الذي أعلن عن تأسيسه في القاهرة مطلع الشهر الحالي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يسقط إلا عسكريا، مطالبا القمة الإسلامية التي تعقد في مكة بعد أيام بـ«موقف إسلامي وإنساني وعروبي» موحد، وكذلك مساعدة الشعب السوري المشرد على الحدود في عدد من العواصم.

وقال الناصر في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «إيران تتعامل مع الشام وكأنه محافظة كرمنشاه»، منتقدا الدعم الإيراني والروسي لدمشق، واعتبرها شريكة في قتل الشعب السوري. ورفض وصف روسيا لما يحدث بأنه إرهاب، متسائلا «هل تعتبر موسكو أن كل الشعب والجيش الحر إرهابيين؟».

كما تحدث الناصر عن تأسيس مجلس الأمناء في القاهرة، موضحا أنه «خطوة مهمة لعمل جاد للمعارضة السورية ودعم للجيش الحر وتلبية مطالب الشعب السوري المشرد على حدود دول الجوار.. أما عن تفاصيل الوضع الميداني، فأكد أن 60 في المائة من أراضي سوريا محررة من النظام، وأكد أن قوات الأسد استخدمت بالفعل سياسية الأرض المحروقة وضرب مدن بكاملها مع إسقاط قنابل يعتقد أنها تستخدم السلاح الكيماوي.

وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار الحوار..

* بعد أيام ستعقد قمة إسلامية في مكة.. ما هو المطلوب منها للتضامن مع الشعب السوري؟ - نطلب من القمة موقفا إسلاميا وإنسانيا وعروبيا؛ لأن ما حدث في سوريا لم يحدث في أي دولة عربية، وكذا مساعدة الشعب السوري المشرد على الحدود في عدد من العواصم، وعلى المستوى السياسي نرى أن نظام الأسد فاقد للشرعية أمام الرأي العام العالمي كله باستثناء دولتين هما إيران وروسيا، وهاتان الدولتان شريكتان في قتل الشعب السوري.

* وهل تتوقع حسم سقوط الأسد من خلال حل سلمي أم عسكري؟ - النظام السوري لا يفهم لغة السياسة، ومنذ عام وسبعة أشهر والمعارضة تطالب بحل سياسي، وبالتالي لم يعد أمامنا سوى الحل الأمني.

* ألا ترى أن الحل العسكري يمكن أن يؤثر على السلم والأمن في المنطقة كلها وليس سوريا فقط.. وقد يستخدم الأسد نظام الأرض المحروقة لمواجهة الجيش الحر؟ - الأسد استخدم بالفعل الأرض المحروقة، وكثيرون من الإخوان يقولون لنا إن «هناك قنابل تسقط علينا يخرج منها دخان بألوان مختلفة قد تكون مواد كيماوية».

* تقصد أن النظام استخدم القنابل التي تتحدث عنها لكن في أي مكان؟ - في بعض المناطق ومنها إدلب.. وقد تحدثت التنسيقيات أن هناك بعض القنابل التي تسقط ويخرج عنها دخان أصفر. وحتى الأطباء اشتكوا، وقالوا إن «هذه ليست نتائج قنابل عادية»، ونذهب إلى مثال آخر هو أن قوات الأسد تضع آلياتها العسكرية على بعد خمسة كيلومترات من المدينة، ثم يقوم بقصف المدينة دون تحديد الأهداف، أليس هذه الأرض المحروقة.

* وهل يمكن أن تكون حلب بداية لتحرير باقي الأرض السورية؟ - الانطلاق من حلب عامل استراتيجي مهم، إضافة لذلك يمكن القول إن 60 في المائة من أراضى سوريا خالية من نظام الأسد وهي محررة، خاصة في الليل ونصف حلب تعتبر شبه محررة، ومعروف أن امتداد حلب إلى الحدود التركية ومن ثم إذا حررت بالكامل معها إدلب ستكون هي المنطقة الآمنة، ويمكن القول إن الثوار صنعوا بأيديهم المنطقة الآمنة التي طالبوا بها مجلس الأمن الدولي منذ أكثر من عام.

* ما تعليقك على تصريحات إيران بأن سقوط نظام الأسد وهم سيكون له تداعيات لجر المنطقة إلى حرب؟ - النظام في إيران عندما يتحدث عن الشام كأنه يتحدث عن محافظة كرمنشاه في إيران ولا يميز بينها، وإيران شريكة في القتل منذ الأول.

* على نفس النهج تردد روسيا بأن ما يحدث في سوريا إرهاب.. كيف ترى ذلك؟ - هل من المعقول أن يحمل شعب بأكمله لقب إرهاب وإرهابي؟، وهل يعقل أن يكون الجيش السوري الحر والعناصر العسكرية التي تنشق يوميا من الجيش النظامي إرهابية؟ وهؤلاء الذين انشقوا شاهدوا كيف يقتل الشعب يوميا من كل الأعمار؟ وكيف تقصف قراهم؟ وهل يعقل أن سوريا التي لم تعرف الإرهاب على مدار أكثر من سبعة آلاف عام أصبحت اليوم إرهابية؟

* كيف ترون الموقف الإسرائيلي من نظام الأسد.. وهل تتوقع معارك بين الطرفين؟ - النظام السوري لن يشتبك مع إسرائيل نهائيا، ومعروف أن إسرائيل هي التي دافعت عن نظام الأسد طيلة الفترة الماضية، بدليل تصريح أحد أعمدة النظام وهو رامي معروف، الذي قال بعبارة واضحة، «إن أمننا من أمن إسرائيل»، كما أنه لو سقط نظام الأسد عسكريا، فإن سوريا ستتعامل مع دول الجوار وفق القوانين الدولية مع الحفاظ على المصالح المتبادلة.

* كيف ترى تأخير طرح بديل للأسد وعدم ظهور من يخلفه من الأسرة العلوية؟ - لا أعتقد ذلك، كما أن الطائفة العلوية إخوة لنا وقد تحملوا الكثير من نظام الأسد وتعرضوا لمظالم أكثر من السنة والعرب.

* وهل تضامنت الطائفة العلوية مع الثورة؟ - انشق عدد كبير من الضباط والعسكريين هم من الطائفة العلوية؛ لكن النظام حول الطائفة العلوية إلى متاريس وأبلغهم بأن سقوط نظامه ضياع لهم وهذا غير صحيح؛ لأن الطائفة العلوية سوف تحظى بوضع أفضل من مرحلة الأسد وكذلك (البعثيين)؛ لأن البعثية تعنى مجرد لقب للحصول على عمل أو مكانة في النظام.

* تلقى المجلس الوطني والقوى السياسية المعارضة نبأ إعلان تأسيس مجلس أمناء الثورة وكأنه مفاجأة.. هل تم التحضير له في سرية دون تنسيق؟ - إعلان التأسيس كان مفاجأة، ولكن الموضوع مطروح منذ ثلاثة أشهر؛ لأن المجلس الوطني فشل في المهام الأساسية المكلف بها وهي، الإغاثة والتسليح وتأمين منطقة عازلة للثوار، كما فشل في الحشد الدولي، وكلها أولويات ومطالب آنية للشعب السوري وبدونها لا معنى لبقاء المجلس الوطني بعد مضي عام ونصف العام على تأسيسه، ومنح فرصا كثيرة ولم ينجز منها شيئا، فلا يزال لدينا لاجئون سوريون في الأردن ولبنان والعراق وتركيا، فضلا عن تعرض الشعب السوري لأقصى درجات القتل والتدمير والحرق، واكتفى المجلس الوطني باجتماعات فقط هنا وهناك وكلها حبر على ورق.

* ولماذا اخترتم هذا التوقيت لإعلان تأسيس المجلس والسعي لتشكيل الحكومة؟ - الضغط الداخلي الذي طالب بسرعة التحرك؛ لأن القضايا التي ذكرتها تستدعي اتخاذ إجراءات فورية لدعم الشعب السوري وتحقيق مطالبه المشروع، كما أن الدول الأوروبية بدأت تفقد الثقة في المجلس الوطني السوري وتطالب بتشكيل حكومة مؤقتة، ونحن من باب أولى قررنا أن نفكر في تشكيل الحكومة، فمجلس أمناء الثورة يضم شخصيات من تنسيقيات الثورة والجيش الحر، وقد شارك معنا في اجتماعات التحضير عنصران، أحدهما برتبة عقيد والثاني برتبة عميد، وأكدا لنا أن المعركة أوشكت على الانتهاء، والمعارضة لم ترتب شيئا لمرحلة ما بعد الأسد ولم يتحرك المجلس الوطني السوري.

* هل كان لدى رئيس المجلس الوطني علم بنية تأسيس مجلس الأمناء؟ - عبد الباسط سيدا والرئيس السابق للمجلس برهان غليون يدركان أن الشارع السوري يغلى ويطالب باتخاذ إجراءات فورية تتناسب مع حجم الوحشية التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري.

* لماذا لم يدع سيدا إلى هذه الاجتماعات؟ - المجلس الوطني رفض أثناء مؤتمر المعارضة في القاهرة منذ شهر تشكيل لجنة للمتابعة وآلية لتنفيذ ما يتفق عليه من قرارات، فهم ينظرون لرئاسة المجلس على أنه منصب شخصي، ونحن نقول ما دام إنكم غير قادرين على فعل شيء، أعطي المجال لآخر.

* ألا ترون أن الاعتراض على مجلسكم يعطل إنجاز المعارضة لأي من مطالب الشعب السوري في هذه المرحلة الدقيقة؟ - مجلس الأمناء يضم كل القوى الثورية الداخلية وتنسيقيات الثورة من الخارج والجيش السوري الحر، في حين أن الإخوة في المجلس الوطني كانوا ينتقدون ويحاربون الجيش الحر وتسليحه والتدخل الخارجي، ومن ثم فإن كل الخطوات التي اتخذها المجلس الوطني السوري جاءت متأخرة.

* وهل سيتم دعوة أعضاء المجلس الوطني وكل رموز المعارضة للانضمام إلى مجلس الأمناء؟ - الباب مفتوح لانضمام الجميع وأهم ما يميز مجلس الأمناء هو، أنه لا يضم أحزابا وكل الشخصيات تعتبر عناصر وطنية ولا تطمح في أي مكاسب، وإنما هدفها تلبية حاجة الشارع.

* هل تم خلال الاجتماعات ترشيح بعض الأسماء في الحكومة الانتقالية؟ - لا توجد أسماء مرشحة حتى الآن؛ لكن بشكل عام كل الموجودين شخصيات وطنية ويصلحون لقيادة المرحلة ومخاطرها.

* وهل هناك معايير وضوابط لاختيار رئيس الحكومة وأعضائها؟ - أولا اتفقنا على تمثيل الحكومة لكل المكونات السورية، وأن يكون هدفهم الأول والأخير تلبية احتياجات الشعب السوري.