المغرب يحبذ حلا سلميا في شمال مالي مع تصاعد دعوات التدخل العسكري

الخارجية المغربية: استنفاد الوسائل الدبلوماسية يفتح الباب أمام خيارات أخرى

TT

أعلن المغرب أنه يحبذ حلا سلميا في مالي في وقت تصاعدت فيه الدعوات في غرب أفريقيا وفي باريس إلى تدخل عسكري لوضع حد لسيطرة جماعات إسلامية متطرفة على شمال البلاد. وكانت فرنسا قد أعلنت في وقت سابق أنها ستساند تدخلا عسكريا من طرف دول غرب أفريقيا في شمال مالي، وتنتظر هذه الدول موافقة مجلس الأمن لإرسال ثلاثة آلاف جندي إلى باماكو عاصمة مالي، وفي غضون ذلك تعارض الجزائر أي تدخل عسكري في المنطقة المجاورة لحدودها، ويكاد موقف المغرب يكون متطابقا مع موقف الجزائر تجاه الأزمة في مالي.

وكان جبريل باسولي وزير خارجية بوركينافاسو وصل أمس إلى مدينة غاو التي تسيطر عيها جماعة أنصار الدين المتشددة وكذا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهذه أول زيارة لمسؤول من هذا المستوى منذ أن سيطر المتطرفون على المنطقة في مارس (آذار) الماضي، وفرضوا على السكان ما اعتبروها «شريعة إسلامية».

وفي الرباط قال سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي، إن بلاده تولي بشكل مستمر اهتماما للتطورات التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء. وقال العثماني أمام البرلمان المغربي إن الحكومة المغربية على اتصال دائم وتنسيق مستمر مع الدول المعنية والمنظمات الإقليمية. وفي مقدمتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لتسوية الأزمة التي تعانيها مالي. وأوضح العثماني أن المغرب يعتمد في تعامله مع ما يحدث في المنطقة. على أربعة مبادئ وهي الحرص على الحفاظ على وحدة أراضي هذه الدول واستقلالها واستقرارها. ودعم تداول سلمي على السلطة وكل تطور ديمقراطي، ورفض استيلاء على السلطة بالقوة. وتحبيذ الحل السياسي في حل الإشكالات التي تواجه المنطقة.

وفي سياق متصل، قال يوسف العمراني الوزير في وزارة الخارجية، إن بلاده تساند «الحل السياسي» في مالي، مشيرا إلى أن المغرب العضو غير الدائم حاليا في مجلس الأمن يحث حلفاءه (الدول الغربية) للبحث عن حل سياسي للأزمة في شمال مالي. لكن العمراني قال في تصريحات صحافية أمس في الرباط، إن الحل السياسي يواجه صعوبات كثيرة، مشددا على ضرورة التحرك السريع قبل أن تتحول منطقة الساحل والصحراء إلى «ملاذ آمن لمجموعات إرهابية وشبكات إجرامية» على حد اعتقاده.

وقال العمراني، إن «استنفاد الوسائل الدبلوماسية سيجبر تجمع دول غرب أفريقيا الاقتصادي (إيكواس) ومجلس الأمن اللجوء إلى خيارات أخرى». وحذر العمراني من تحول شمال مالي إلى صومال آخر. ولكن بدا هناك تناقض بين تصريحات العثماني وقول العمراني إنه خلال زيارته الأخيرة إلى باريس التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، حيث لاحظ «تطابقا كبيرا في وجهات النظر بين باريس والرباط خاصة في المجال الإقليمي والدولي»، ولم يوضح العمراني ما إذا كان ذلك يشمل مالي حيث تؤيد باريس تدخلا عسكريا.