قالت وزارة الكهرباء المصرية أمس إن أزمة انقطاع التيار التي عانى منها ملايين المواطنين على مدار الأشهر الأخيرة، أوشكت على الانتهاء، وشدد الدكتور أكثم أبو العلا، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أنه يجري الإعداد للاستفادة من مشروع الربط الكهربائي السعودي لأنه «هو النموذجي»، بسبب تفاوت فترات ذروة الاستهلاك اليومي في البلدين.
وكشف أبو العلا عن أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي لا تتعلق بمشكلة في نقص الطاقة وإنما المشكلة في التوليد، مؤكدا أن الانتهاء من الأزمة سيكون في منتصف الشهر المقبل، معلنا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن حزمة إجراءات عملية قال: إن الوزارة اتخذتها لمواجهة مشكلة توليد الكهرباء، ولفت إلى أن هذه الإجراءات نجحت في تخفيض نسبة الانقطاع إلى 90%. وقال أبو العلا إنه مع ذلك لا ينكر أن الأزمة ما زالت قائمة، لكن تكرارها بشكل يومي أصبح أقل بكثير عن ذي قبل، مشيرا إلى أن مواجهة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تتم من خلال إقامة مشاريع جديدة، كمشروع غرب دمياط ومشروع أبو قير (شمال وغرب البلاد) مع عمل الإحلال والتجديد والصيانة اللازمة لعدد من الوحدات منها الوحدة الرابعة في شبرا الخيمة (شمال القاهرة)، بالإضافة إلى عدد من الوحدات الأخرى.
وتابع أبو العلا قائلا: إنه مع إعادة استغلال الطاقة التي استهلكت في فترة شهر رمضان وفترة عيد الفطر، ومع هبوط درجه الحرارة، أمكن العودة للمعدل الطبيعي للاستهلاك، قائلا إن الانتهاء من الأزمة سيكون في منتصف الشهر المقبل.
وأضاف بشأن الاستعانة بالشبكة الكهربائية العربية، قال أبو العلا إن أغلب الدول العربية لديها نفس الأزمة سواء الأردن أو ليبيا أو لبنان، مشيرا إلى أن الذروة في تلك الدول تكون عند الغروب كما يحدث في مصر، ولكن الربط سيكون مع السعودية وقت الذروة لديها الذي يبدأ من الساعة الواحدة ظهرا إلى الرابعة ظهرا، ولذلك يتاح استبدال طاقة معها، ويعتبر من المشاريع النموذجية، حيث نصدر لها وقت الظهيرة وهي تصدر لنا وقت الغروب. وأضاف: انتهينا بالفعل من إعداد دراسة الجدوى، وجاءتنا الموافقة من السعودية، ويتبقى الطرح قريبا، وهذا يتيح 3000 ميغاواط. وطالب أبو العلا بإعادة النظر في دعم الكهرباء في بلاده لتخفيف العبء عن كاهل شركات الكهرباء في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن «العملية مرهقة»، داعيا المواطنين إلى العمل على ترشيد استهلاك الكهرباء.
وعلى صعيد متصل قال الدكتور حافظ سلماوي، رئيس مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك في مصر، عن أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد، إن المشكلة جاءت بسبب عدم التوازن بين القدرات المتاحة والمعدلات الاستهلاكية المرتفعة مع وجود أسباب هيكلية وارتفاع درجة الحرارة وزيادة الاستهلاك، خاصة في شهر رمضان.
وتحدث سلماوي عن مشاكل هيكلية داخل قطاع الكهرباء، مطالبا بتغيير نموذج الاستثمار داخل القطاع بما يسمح بدخول القطاع الخاص في توفير الموارد وفي عملية التوسعات المطلوبة داخل القطاع.