أوباما يزور لويزيانا.. وميشيل نجمة المؤتمر الديمقراطي

جدل بعد تشبيه مسؤول ديمقراطي الجمهوريين بـ«غوبلز» مسؤول الدعاية النازية

TT

قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بجولة في ولاية لويزيانا التي ضربها الإعصار إيزاك مؤخرا ووعد بتقديم مساعدة اتحادية حيث يسعى لإظهار استجابة إدارته للكارثة وذلك عشية مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر في ولاية نورث كارولينا.

وظهور أوباما في وضع المخفف عن الآلام قد يعود عليه بمكاسب سياسية حيث يخوض الرئيس الأميركي سباقا متقاربا مع منافسه رومني وسيقبل ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض الرئاسة في كلمة يلقيها مساء الخميس ببلدة شارلوت في نورث كارولينا. وبدأ مؤتمر الحزب الديمقراطي أمس.

وافتتحت السيدة الأولى الأميركية ميشيل أوباما أمس المداخلات في المؤتمر الذي عقد في شارلوت لتعيين أوباما رسميا مرشحا للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) وكسر الجمود الانتخابي مع الجمهوريين المنافسين. وتحظى ميشيل أوباما، 48 عاما، التي تفيض حيوية ونشاطا بشعبية واسعة في الولايات المتحدة تتراوح بحسب استطلاعات الرأي بين 65 و70% بزيادة عشرين نقطة عن زوجها، وقد وجدت ميشيل ترحيبا حارا من المندوبين الديمقراطيين الستة آلاف المجتمعين حتى الخميس في شارلوت.

إلى ذلك، شبه مسؤول في الحزب الديمقراطي الأميركي الجمهوريين بمسؤول الدعاية النازي يوزف غوبلز مما أثار غضب المحافظين ورفضا واضحا من حزبه.

وقال رئيس الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا (غرب) جون بورتن في مقابلة إذاعية إن الجمهوريين «يكذبون ولا يكترثون إذا اعتقد الآخرون أنهم يكذبون.. يوزف غوبلز هو الكذبة الكبرى ونحن نكرره باستمرار».

وجاءت تصريحات بورتن في مقابلة مع إذاعة سان فرانسيسكو «كا سي بي إس» من مدينة شارلوت (كارولينا الشمالية) حيث يبدأ اليوم مؤتمر الديمقراطيين. ودان «الائتلاف الجمهوري اليهودي» هذه التصريحات.

وأكدت هذه المجموعة أنه «على جون بورتن اللجوء إلى أسلوب آخر بدلا من إقحام النازيين وضحاياهم في مناقشاتنا السياسية الحالية. لكن يبدو أن الاشمئزاز الذي تثيره تصريحات من هذا النوع للناجين من محرقة اليهود وعائلاتهم يهمه أقل من السعي إلى تسجيل نقاط».

ونقل موقع «بوليتيكو» عن بين لابولت الناطق باسم الرئيس باراك أوباما بعد ذلك أن هذه التصريحات لا تعكس «إطلاقا رأي فريق حملة» الديمقراطيين.

وقال بورتن بعد ذلك إنه يريد «تصحيح الأنباء الصحافية حول تصريحاتي الأخيرة بشأن أكاذيب الجمهوريين». وكتب في بيان وضع على موقع حزبه على الإنترنت «لم أصف الجمهوريين بالنازيين ولن أفعل ذلك أبدا. في الواقع لم أستخدم هذه الكلمة».

وأضاف أنه إذا كان المرشحان «ميت رومني وبول راين أو الجمهوريون صدموا بوصفي لاستراتيجية حملتهم بالكذبة الكبيرة فإنني أقدم لهم اعتذاراتي المتواضعة، لهم ولجميع الذين صدموا بهذه التصريحات».

ومن جهة أخرى، لا تزال ليز ويلز تذكر ذلك اليوم من يناير (كانون الثاني) 2009 حين دخل باراك أوباما إلى البيت الأبيض، وهي الآن تتخوف من احتمال هزيمة الرئيس الديمقراطي أمام خصمه الجمهوري ميت رومني في نوفمبر باعتبار ذلك سيتأتى عن نزعة عنصرية لا تزال قائمة.

وتقول السيدة السوداء البالغة من العمر 73 عاما والمتحدرة من دورهام بكارولينا الشمالية «إنني مسنة إلى حد أنني عايشت الإشارات للسود والبيض لفصلهم في الحمامات والمدارس التي تمارس الفصل العنصري، وعايشت منع السود من الجلوس في مقدم الباصات والقطارات. كل ذلك رأيته وعشته».

وتتابع ليز ويلز متحدثة في شارلوت حيث يطلق الحزب الجمهوري مؤتمره الوطني لتنصيب الرئيس أوباما مرشحا لولاية ثانية «كل ذلك يفترض أنه لم يعد موجودا اليوم، لكن آثاره لا تزال ماثلة. العنصرية لا تزال موجودة بل إنها تزدهر».

وتروي مشاعر الغبطة التي عمت البلاد عام 2008 حين انتخبت الولايات المتحدة أول رئيس أسود في تاريخها فتستحضر لحظة «البهجة» تلك وتقول: «ليس هناك كلام يمكن أن يصفها، لم يخطر لي يوما أنني سأعيش ذلك اليوم».

لكن نبرتها سرعان ما تتبدل حين تسأل عما سيحصل في حال فاز رومني في انتخابات السادس من نوفمبر في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى احتدام المنافسة بين المرشحين.

وتقول: «إذا ما انتخب ميت رومني، فذلك سيكون مثيرا للإحباط. يمكنني القول: إنني سوف أكون محبطة تماما. الأمر على ارتباط بالعنصرية. لنكن صريحين، سيكون ذلك ناتجا بشكل كبير عن العنصرية».

تتكلم السيدة المسنة واقفة أمام مركز هارفي غانت الثقافي للفنون والثقافة الأفرو-أميركية الذي يروي تاريخ الكفاح من أجل الحقوق المدنية في المنطقة. يكشف المركز على سبيل المثال أن مدينة دورهام التي تتحدر منها السيدة ويلز كانت محطة لنقل العبيد في القرن التاسع عشر وشهدت الكثير من المظاهرات وزارها مارتن لوثر كينغ أكثر من مرة. واليوم تعتبر المدينة ومحيطها أحد المراكز التكنولوجية والجامعية الأكثر حيوية في الولايات المتحدة.

تقول ليز «معظم الناس يعلمون أن أوباما قام بعمل جيد أو على الأقل حاول القيام بعمل جيد، وأنه لم يتمكن من إتمام الكثير من الأمور التي أراد إنجازها للناس لأن الجمهوريين كانوا مصممين على إخراجه» من البيت الأبيض.